حذر رئيس مجلس الشورى الإسلامي في ايران علي لاريجاني أمس حكام المنطقة من أن التصدي لإرادة الشعوب أشبه بـ «السير على حد السيف».
ونسبت وكالة مهر للانباء شبه الرسمية الى لاريجاني قوله «ان التضحية في سبيل وساوس ورغبات الهيمنة الأميركية لن تؤدي الى النجاة بل ستوفر الذرائع لانتهازية الغرب».
وقال امام مجلس الشورى «ان محاولات أميركا والغرب لإيقاف الحركات الثورية في المنطقة تأتي للوقوف بوجه الصحوة الإسلامية للحيلولة دون نشوء وحدة بين الشعوب الإسلامية على أساس الإسلام ومقارعة الاستكبار والصهيونية».
وأضاف «أن الغرب يسعى لتشتيت الأمة الإسلامية حتى يحول دون دعم بعضها للبعض الآخر».
وقال لاريجاني «ان الشعب الإيراني الثوري ومجلس الشورى الإسلامي يدعمان شعوب المنطقة الثائرة في مصر وتونس واليمن والبحرين وليبيا والمناطق الأخرى التي تجاهد من أجل استعادة هويتها الإسلامية».
وحذر حكام المنطقة «وخاصة حاكم ليبيا من القيام بأعمال جبانة تجاه شعوبها».
مسير موسوي
وفي الشأن الداخل الايراني، قال الموقع الالكتروني لزعيم المعارضة الإيرانية «مير حسين موسوي» إن زعيم المعارضة وزوجته وضعا رهن الإقامة الجبرية في منزلهما وليسا معتقلين.
وذكرت شبكة «سي إن إن» الأميركية أمس أن هناك تقارير أشارت في وقت سابق إلى أن موسوي وزوجته معتقلان داخل أحد السجون.
استأنف مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اعماله في فيينا أمس بعد ان علق جلساته في اليوم السابق للتشاور حول كيفية التعامل مع الأنشطة النووية الإيرانية.
وذكرت مصادر ديبلوماسية مطلعة لـ «كونا»، أن دولا غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة تسعى الى اصدار بيان جديد «شديد اللهجة» من الوكالة يدعو حكومة طهران مجددا الى التخلي عن أنشطة تخصيب اليورانيوم والسماح بعمليات تفتيش اضافية لمواقعها النووية مثلما يطالب بذلك كل من مجلس الأمن الدولي ومجلس محافظي الوكالة.
وقالت المصادر ان الدول الأعضاء في مجلس المحافظين الذي يضم 35 دولة لاسيما روسيا تعارض تلك التوجهات وطلبت عدم تشديد اللهجة ضد إيران خلال الدورة الحالية للمجلس بهدف تحفيز طهران على ابداء مزيد من التعاون مع الوكالة.
وأضافت أن هذا التباين في المواقف اجبر رئيس مجلس محافظي الوكالة أنصار برويز على تعليق أعمال المجلس لإتاحة الفرصة امام الوفود للتشاور مع حكوماتها حول هذه التوجهات.
وعلى الرغم من ان المدير العام للوكالة الذرية لم يشر في تقريره الأخير الى وجود برنامج إيراني سري للتسلح النووي الا انه أعرب في المقابل عن القلق حيال التقارير الغربية التي أفادت بوجود أنشطة لتطوير رؤوس حربية نووية.
من جهة أخرى، اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها على موقعها الالكتروني ان الرئيس الايراني الاسبق هاشمي رفسنجاني فقد المزيد من قوته في صراعات مراكز القوى بنظام الحكم الايراني فيما تتوالى المؤشرات حول مزيد من الصعود للأجنحة الأكثر تشددا في هذا النظام.
وأوضحت الصحيفة الأميركية أن اقدام الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد على دعم شخصية متشددة من الملالي ليحل محل رفسنجاني كرئيس لمجلس الخبراء احد اقوى المؤشرات في هذا الاتجاه الذي يتوجب النظر له كعلامة على عزم نظام الحكم في طهران تصعيد حملاته القمعية ضد المعارضة في الداخل.
واضافت أن الخطوات الجديدة في الساحة السياسية الايرانية تصب ايضا في خانة تعزيز نفوذ نجاد والفريق المتشدد من الصقور في طهران الذين التفوا حوله وشنوا حملات قمعية متواصلة ضد المعارضة التي تشكك بقوة في نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2009 والتي اسفرت عن منح فترة رئاسية جديدة لهذا السياسي المثير للجدل.
وتقول النيويورك تايمز انه رغم التعتيم الذي يلف المشهد السياسي الايراني المعقد فانه من الجلي ان العلاقة متوترة بين رفسنجاني ونجاد فيما اعادت للاذهان ان هاشمي رفسنجاني بدا مؤيدا لمير حسين موسوي المنافس الابرز لمحمود نجاد في الانتخابات الرئاسية الاخيرة.
عقوبات لزيمبابوي
في سياق آخر، حذرت الولايات المتحدة زيمبابوي من انها قد تواجه عقوبات دولية اذا ساعدت برنامج إيران النووي متحدية العقوبات الموقعة من الامم المتحدة ومخالفة معاهدة أسلحة دولية.
وقال بي.جيه كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية ان واشنطن رصدت تعليقات نسبتها وسائل الإعلام الى وزير خارجية زيمبابوي سيمبارشي موبينجيجوي وصفت العقوبات الواسعة على إيران بانها «جائرة وتنطوي على نفاق».
وقال كراولي «وزير خارجية زيمبابوي حر في رأيه لكن حكومة زيمبابوي لاتزال مقيدة بالتزاماتها التي تنص عليها معاهدة حظر الانتشار النووي وقرارات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة المتعلقة بها».
وينتقد رئيس زيمبابوي روبرت موغابي الدول الغربية صراحة وفي العام الماضي عبر عن دعمه للبرنامج النووي الايراني.
وفي وقت لاحق نفى مسؤولون من زيمبابوي تقارير بانهم وقعوا على اتفاق يسمح لإيران بالتنقيب عن احتياطيات من اليورانيوم غير مستغلة بالدولة الواقعة في جنوب القارة الافريقية.
وقال كراولي «نعبر عن قلقنا بشأن التصريحات التي توحي بان زيمبابوي مستعدة للتعاون مع ايران بطرق تنتهك قرارات مجلس الامن الدولي».
وأضاف «هناك عقوبات دولية محتملة. ومن الواضح ان زيمبابوي لها قضاياها الخاصة مع المجتمع الدولي بما في ذلك الولايات المتحدة».