أثار نشر آلاف من أفراد قوات البشمركة الكردية في الآونة الأخيرة حول مدينة كركوك بشمال العراق توترا شديدا في البلاد.
وقال مسؤول كردي ان حكومة إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي في شمال العراق نشرت في الآونة الأخيرة زهاء 12 ألفا من أفراد قوات من البشمركة مسلحين بمدفعية صغيرة ومتوسطة وبنادق آلية ومزودين بمركبات مدرعة في مواقع حول كركوك لتأمين المدينة من هجمات محتملة خلال احتجاجات حاشدة.
والخلافات المستمرة منذ وقت طويل بين العرب والأكراد والتركمان بخصوص الأرض والنفط في كركوك ومناطق أخرى متنازع عليها في شمال العراق نقاط محتملة للصراع مستقبلا بعد رحيل القوات الأميركية.
وذكر أنور حاجي عثمان وكيل وزارة البشمركة في حكومة كردستان أن القوات جاءت إلى كركوك لحمايتها في أعقاب احتجاجات وقعت يوم 25 فبراير خلال ما سمي «يوم الغضب» الذي شارك فيه آلاف العراقيين في مظاهرات للمطالبة بتحسين الخدمات الأساسية.
وقال مصدر في الشرطة ان ما لا يقل عن شخصين قتلا وأصيب 22 آخرون بجروح حلال اشتباكات بين محتجين وقوات الأمن في الحويجة بشمال العراق. وذكر مصدر طبي أن 6 أشخاص آخرين جرحوا في بلدة سلمان باك جنوبي كركوك.
وقال عثمان «وقعت هجمات على كركوك والمناطق التابعة لها نفذها إرهابيون وبعثيون في الأيام الماضية خلال ما يعرف بيوم الغضب.
لذلك قررنا في المجس السياسي الكردي ووزارة البشمركة تجهيز قوات مسلحة لتصل إلى كركوك في أقرب وقت ممكن».
وأضاف أن جزءا من القوات سيسحب إذا توافرت ضمانات بعدم وجود تهديدات أخرى للمدينة.
وقال «لن ننسحب تحسبا لاستمرار وجود تهديد من الإرهابيين والبعثيين. يجب أن تعمل الحكومة لضمان عدم وجود تهديد وعندما يتحقق ذلك سنسحب جزءا من القوات بالتنسيق مع القوات الأميركية والجيش العراقي».
من جهته، قال مصدر بالحكومة العراقية ان رئيس الوزراء نوري المالكي طلب من حكومة كردستان يوم الخميس الماضي سحب قوات البشمركة من حول كركوك.
وأضاف إن نشر قوات البشمركة زاد حدة التوتر في المدينة الأمر الذي دفع الم الكي للمطالبة بسحبها على الفور.
وأوضح المصدر ان المالكي كان توصل في وقت سابق إلى اتفاق مؤقت مع مسؤولين أكراد في بغداد على سحب القوات، مضيفا ان حماية كركوك والمناطق الأخرى المتنازع عليها مسؤولية قوات الأمن التابعة للحكومة المركزية دون غيرها.
لكن لا توجد مؤشرات حتى الآن لسحب قوات البشمركة من المواقع التي تمركزت فيها حول كركوك.
من جانب آخر، ذكر رجل من السكان العرب في كركوك أن البشمركة ليست موضع ترحيب في المدينة.
وقال عبدالرحمن العاشي «أبدا لا نرحب بوجود البشمركة في كركوك ونعتبرهم ضيفا ثقيلا جدا جدا جدا وعليهم أن يغادروا كركوك لأن كركوك لأهلها من العرب والتركمان والأكراد. هناك شرطة وهناك جيش هو الذي يحفظ الأمن. نحن لن نقبل وعليهم أن يغادروا وغير مرحب بهم. ولتسمع الحكومة المركزية وتسمع جميع القوى الفاعلة في العراق أن كركوك لديها مشاكل تكفيها ولا تقبل أن يأتيها البشمركة لزيادة مشاكلها».
ودعا محمد خليل الجبوري عضو مجلس محافظة كركوك إلى انسحاب البشمركة على الفور.
وقال الجبوري «لا يوجد سبب لتواجد هذه القوات في كركوك لأن كل العراق خرجت في مظاهرات سلمية ومنها كركوك وانتهى وقت المظاهرات فعليهم الآن الشروع بالانسحاب فورا حتى يهدأ الشارع بشكل كامل وإلا فبقاؤها بالأساس خلق مشكلة لجميع المكونات واستعراض العضلات واستعراض هذه القوة يجب ألا يكون على حساب العراقيين في كركوك من قبل هذه القوات».
وكادت القوات العراقية والبشمركة تشتبكان خلال العامين الماضيين بينما سعى المالكي إلى تكثيف تواجد الحكومة المركزية في المناطق المتنازع عليها وحولها.