بيروت - عمر حبنجر
الحدث في لبنان اليوم هو وجود وزراء خارجية «الترويكا» الاوروبية في بيروت لمحادثة اللبنانيين فيما يقرب بينهم على صعيد اختيار رئيس للجمهورية بالتوافق الديموقراطي.
ومن المقرر ان يعقد مساء اليوم اجتماع موسع في السفارة الفرنسية يحضره وزراء الخارجية الثلاثة برنار كوشنير (فرنسا)، ماسيمو داليما (ايطاليا) وميغيل انغل موراتينوس (اسبانيا)، وسيغيب عن هذا اللقاء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والرئيسان نبيه بري وفؤاد السنيورة والنائب وليد جنبلاط الموجود في الولايات المتحدة.
ولوحظ انه قبل وصول وفد «الترويكا» الى بيروت ليل الجمعة - السبت، بدأ الطقس السياسي اللبناني يميل نحو التحسن والتوافق، فاللجنة الرباعية للتواصل الماروني اكتمل عقدها بعد طول تجاذب ومعاناة لتنعقد في بكركي بعد ظهر امس برئاسة البطريرك الماروني نصرالله صفير. هذه اللجنة تألفت اخيرا من يوسف سعادة عن تيار المردة (سليمان فرنجية) وناجي حايك عن التيار الحر (العماد ميشال عون) ومروان صقر عن الكتلة الوطنية (كارلوس اده) والياس ابوعاصي عن حزب الوطنيين الاحرار (دوري شمعون). وفي الوقت عينه، عاد الى بيروت رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري بعد جولة واسعة شملت الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ليجري حوارا مباشرا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري حول الاستحقاق الرئاسي آلية واسماء. وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري اعلن ان نسبة التفاؤل لديه قد ازدادت على الرغم من الاجواء التصعيدية المفتعلة، وان التوافق آت حتما حتما حتما، وهو ليس ببعيد عن متناول اليد. واضاف، في تصريح له امس، ان التوافق يمكن ان يحصل في 23 الجاري او بعده، وانه سيتم ضمن المهلة الدستورية. واكد بري امام زواره انه سيكون للبنان رئيس جديد ضمن هذه المهلة ولو كره الكارهون. وردا على سؤال، قال ان الحوار مع النائب سعد الحريري ليس مقطوعا، وسيتواصل، مشيرا الى ان تأخر اللقاء مرده الى الرغبة في اعطاء فسحة لمساعي البطريرك نصرالله صفير على امل ان تحقق المرتجى منها.
أسهم سليمان وطربية
في غضون ذلك، عاد الحديث في الكواليس عن بلورة قناعات داخلية وخارجية بأفضلية العماد ميشال سليمان على غيره من المرشحين بوصفه المؤهل لضبط الاستقرار الذي هو احوج حاجات لبنان الآن. سليمان الذي غادر امس الى القاهرة على رأس وفد عسكري بدعوة من رئيس الاركان المصري بدأ اسمه يتقدم على سواه مع تراجع اسهم العماد ميشال عون المرشح الرئيس لقوى 8 مارس وارتباك موقف قوى 14 مارس، علما ان هناك من يشجع على انتخاب سليمان لفترة انتقالية مدتها سنتان يجري خلالها اعداد قانون انتخابات جديد بمعاونة حكومة جديدة، فانتخابات تشريعية ليتولى المجلس المنبثق عنها انتخاب رئيس لولاية كاملة (6 اعوام) مع حفظ حق الرئيس الانتقالي بالترشح مجددا. ويواجه سليمان مجموعة القوى الرافضة لتعديل الدستور، كما ان هناك من يجد الحل الرئاسي من خلال رئيس الرابطة المارونية جوزف طربية الذي زار بكركي امس والتقى المطران سمير مظلوم، القريب من العماد عون والوزير سليمان فرنجية.
جنبلاط: أمامنا 3 أسابيع حاسمة
وليد جنبلاط رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي الموجود حاليا في واشنطن والذي سبق ان تحفظ على تعديل الدستور الذي لا بد من اجرائه في حال اعتماد العماد سليمان للرئاسة، قال امس: امامنا ثلاثة اسابيع حاسمة، فإما ان نستطيع انتخاب رئيس من جانبنا يلتزم بالقرارات الدولية 1559 و1701 واما ان يعود لبنان مجددا تحت الاحتلال السوري بطريقة مباشرة او غير مباشرة. وبعد لقائه ستيفن هادلي مستشار الامن القومي الاميركي، اكد على موقفه الرافض لتسليمه الثلث المعطل في الحكومة الى المعارضة لأن الهدف من هذا المطلب هو التعطيل وليس المشاركة في الحكم. جنبلاط امل ان يستطيع «اذا بقيت حيا» رؤية محاكمة قتلة الحريري وحلفائهم. هادلي اكد من جهته ان الادارة الاميركية تعي حقيقة الاوضاع في لبنان وتعرف ان السوريين يحاولون تغيير الاكثرية. وقال ان الادارة الاميركية والمجتمع الدولي لم يسمحوا بهذا الامر.
حزب الله والقواعد الأميركية
في هذا الوقت، استمر التركيز الاعلامي من جانب حزب الله على الاخبار التي نشرت عن رغبة اميركا باقامة قواعد عسكرية في لبنان رغم نفي السفارة الاميركية والحكومة اللبنانية الامر. وقالت اذاعة «النور» ان زيارات المسؤولين الاميركيين العسكريين والمدنيين الى لبنان تصب في هذه الخانة اضافة الى اتصالات «الوالي»، وتقصد السفير الاميركي في لبنان جيفري فيلتمان. ونقلت الاذاعة عن صحيفة «السفير» ما صرح به مساعد وزير الدفاع الاميركي اريك ادلمن وخلاصته ان بلاده تسعى لانشاء مجموعة عمل اميركية - لبنانية لمساعدة لبنان خلال تطويره لما ينبغي ان تكون عليه الاستراتيجية والقاعدة، وخلاصتها نسف «الكراسي» الذي يعتمده الجيش اللبناني والذي يعتبر فيه اسرائيل عدوا، والا تكون الدولة حامية للمقاومة.
الصفحة في ملف ( pdf )