أعلن سلاح الجو الأميركي امس الاول معاقبة 70 من أفراده تورطوا في حادث تحليق قاذفة بي - 52 مزودة بست صواريخ نووية من قاعدة جوية في «نورث داكوتا» إلى لويزيانا، بعد أن كشفت التحقيقات عن اهمال متفش واستخفاف بقواعد التعامل مع هذا النوع من الأسلحة.
وأعفى سلاح الجو أربعة من الضباط الكبار من مهامهم، من بينهم قائد قيادة جناح القصف الخامس في قاعدة «مينوت» العقيد بروس أيميغ.
ويشار الى أن مدى جدية وخطورة الحادث استدعى إبلاغ الرئيس الأميركي جورج بوش ووزير دفاعه روبرت غيتس فورا به.
وقد اعترفت وزارة الدفاع الاميركية (الپنتاغون) امس الاول بان سلسلة من «أخطاء اجرائية» لا سابق لها في معالجة ذخائر نووية ادت الى نقل الصواريخ الستة العابرة للقارات عرضا في الولايات المتحدة ودون اي مراقبة لمدة 36 ساعة.
وقال نائب رئيس هيئة الأركان الجنرال ريتشارد نيوتن في مؤتمر صحافي عرض فيه نتائج تحقيق اجراه سلاح الجو الأميركي في هذا الشأن «لم يقع حادث من هذا النوع من قبل».
ورأى ان نقل صواريخ تحمل رؤوسا نووية على متن قاذفة من طراز «بي - 52» عرضا في اجواء الولايات المتحدة في 30 أغسطس نجم عن «سلسلة من الأخطاء الاجرائية» واهمال في القاعدتين الجويتين المعنيتين في مينوت بندرث داكوتا، وباركسديل في لويزيانا .
واضاف الجنرال نيوتن ان اربعة ضباط اوقفوا عن العمل بسبب هذا الخطأ الذي لا سابق له، موضحا ان عقوبات تأديبية أخرى تدرس حاليا.
واكد ان «اخطاء حدثت في الاشراف والقيادة ولم تتم متابعتها ولا تكييفها مع الاجراءات الصارمة جدا لمراقبة» هذه الاسلحة.
وتخضع معالجة الذخائر النووية لاجراءات صارمة جدا ومشفرة تسمح بمعرفة مكان وجودها في اي وقت وتمنع معالجتها من قبل عسكري واحد بمفرده.
واكد ان «العمل اليومي في قطاع تخزين الذخائر كان يتسم بالاهمال وعدم متابعة التفاصيل»، مؤكدا ان ذلك أدى الى سلسلة من الأخطاء بلغت ذروتها عند تفتيش الطائرة قبل اقلاعها.
وتابع «كان على طاقم الطائرة تفقد الذخائر قبل الاقلاع لكنه لم يفعل ذلك».
الا انه اضاف ان «تحقيقاتنا المعمقة التي استغرقت ستة اسابيع كشفت انه حادث معزول وان الاسلحة لم تكن يوما بلا حراسة الجنود ولم تكن يوما دون حماية».
ومع ذلك قطعت الاسلحة التي تم تحميلها على القاذفة التابعة لسلاح الجو، أجواء الولايات المتحدة من الشمال الى الجنوب عدة ساعات دون أي مراقبة خاصة بين القاعدتين الجويتين لمدة 36 ساعة.
ولم يكتشف الخطأ الا بعد هبوط الطائرة اذ كان يفترض نزع الرؤوس النووية قبل تعليق الصواريخ تحت جناحي الطائرة.
ويمكن للصواريخ العابرة التي نقلتها القاذفة بي - 52 ان تحمل رؤوسا نووية تزن 150 طنا أي أكبر بعشر مرات من القوة التفجيرية للقنبلة التي القيت على هيروشيما في 1945.
وقال سلاح الجو ان هذه القنابل ما كانت لتنفجر في حال وقوع حادث لأنها تخضع لعوامل امان كبيرة كغيرها من هذا النوع من الأسلحة.
لكن خبراء أشاروا الى احتمال حدوث تسرب للبلوتونيوم في حال تحطمت الطائرة أو سقط أحد الصواريخ.
الصفحة في ملف ( pdf )