بيروت - عمر حبنجر
بماذا خرجت الاجتماعات المطولة في باريس بين العماد ميشال عون والنائب سعد الحريري؟ هذا السؤال كان محط الكلام في اللقاءات والاتصالات التي شهدتها بيروت امس.
الاجوبة تتالت تباعا امس، وما رشح من معلومات يشير الى توافق مبدئي على استبعاد خطر الفراغ، وانه في حال تعذر منع الفراغ الرئاسي نتيجة تعذر التوافق على رئيس لاعتبارات خارجة عن الارادة يتعهد كلا الطرفين بضبط شارعه، وعدم السماح بتحويل الفراغ السياسي الى فراغ امني ريثما تسمح التطورات باعادة هيكلة السلطة اللبنانية.
الاجتماعات وصفت بالصريحة والواضحة، وقد انعكست اصداؤها في بيروت، حيث كلف العماد ميشال عون رئيس كتلة التغيير والاصلاح النيابية الذي عاد امس الاول مستشاره السياسي جبران باسيل بالانتقال الى بكركي وإطلاع البطريرك نصرالله صفير على الاجواء.
وفيما بيروت على موعد مع جولات جديدة على مستويي عون - الحريري من جهة والحريري - بري من جهة ثانية، فإن الانظار اتجهت الى اسطنبول على اعتبار ان مؤتمر جوار العراق سيمر بجوار لبنان ايضا، اقله من الجانبين الاميركي والسوري اللاعبين الرئيسيين في الشأن اللبناني.
وفي المعلومات الواردة الى بيروت في هذا السياق ان الجانب الاميركي في المؤتمر وجه الدعوة الى الدول المشاركة فيه، ومنها السعودية ومصر وفرنسا وتركيا دون سورية، لمناقشة الازمة الدستورية في لبنان ودراسة كيفية تمرير الاستحقاق الرئاسي ضمن اطار المصلحة السيادية اللبنانية.
وردّت مصادر المعلومات استبعاد دمشق الى اقتناع اميركي بأن لقاء الموفد الفرنسي جان كلود كوسران مع المسؤولين السوريين لم تثبت «حسن نيتهم» تجاه الوضع في لبنان، لكن هذا لم يمنع لقاء وزير الخارجية السورية وليد المعلم ووزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير من الغاية نفسها.
اما عن حصيلة لقاءات باريس، فالمعلومات التي وصلت حتى الآن تتحدث عن كسر جليد وغسل قلوب واتفاق على تنظيم الاختلافات اذا تعذر حلها.
وفي المعلومات ايضا ان سعد الحريري رئيس كتلة المستقبل تمسك بثوابت 14 مارس التي تشمل الالتزام بالقرارات الدولية وعلى رأسها المحكمة، والقرارين 1559 و1701 وكل ما يتصل بالسيادة والاستقلال ومعالجة سلاح حزب الله والبنود السبعة التي وافق عليها مؤتمر الحوار الوطني مع استعداد قوى 14 مارس للاستجابة الى كل ما من شأنه ارضاء العماد عون وكتلته على مستويي الحكومة والسلطة، لكن يبدو ان العماد عون لم يتخل عن تطلعاته الرئاسية، انما ابقى الباب مفتوحا للاخذ والرد.
ويبدو ان التوافق تم على اجراء الانتخاب الرئاسي في موعده الدستوري (قبل 24 الجاري) من دون الدخول في الاسماء لتجنب لجوء الموالاة الى نصاب النصف + 1.
ورجح المتابعون ان لقاء الحريري - عون سيعجل في لقاء عون - جنبلاط الذي ارجئ مرتين، علما ان جنبلاط مازال على موقفه الداعم لانتخاب احد مرشحي 14 مارس: نسيب لحود او بطرس حرب الذي بدا في المرحلة الاخيرة مستاء من بكركي، لأنه كان يتوقع ان تسميه للرئاسة عندما زارها رئيس مجلس النواب نبيه بري والتقى ذلك مع غبطة البطريرك نصرالله صفير، لكن الرئيس بري اكد له ان ذلك لم يحصل. وكان البيان الصادر عن النائبين عون والحريري في اعقاب الاجتماعين الاولين في باريس اشار الى تقدم في وجهات النظر وتخطي الكثير من سوء التفاهم الذي شاب المرحلة السابقة.
الحريري وصف الاجتماعات بأنها كانت مفيدة وسادها جو توافقي، وان حلفاءه في 14 مارس مرتاحون لما تم تحقيقه، وقال: انا والعماد عون لسنا في صدد عقد صفقات انما نعمل لمصلحة لبنان.
واوفد الحريري النائب السابق غطاس خوري الى بكفيا حيث أطلع الرئيس امين الجميل على التطورات، كما اتصل هاتفيا بالدكتور سمير جعجع رئيس القوات. وصباح امس، اوفد نادر الحريري الى بكركي لوضع البطريرك صفير في الاجواء، وقال موفد الحريري ان رئيس كتلة المستقبل سيزور البطريرك صفير فور عودته الى بيروت، كما يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وعلمت «الأنباء» ان قوى 14 مارس ستعقد اجتماعا تقويميا لمحادثات الحريري - عون، وكذلك لما سينجم عن لقاءات اسطنبول اللبنانية على هامش مؤتمر جوار العراق في اقرب وقت.
رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي تواصل هاتفيا مع سعد الحريري ومع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى امس جدد التفاؤل بانجاز الانتخاب الرئاسي قبل نهاية المهلة الدستورية، وان الرئيس المقبل سيكون توافقيا، معولا على الحركتين الدولية والعربية تجاه لبنان.
الصفحة في ملف ( pdf )