بدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس زيارة دولة إلى بريطانيا تستغرق ثلاثة أيام يلتقي خلالها الملكة إليزابيث الثانية في قصر باكنغهام حيث سيقيم مع زوجته ميشيل.
وقد تعهد الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس بالدفع بالديموقراطية في العالم العربي والتهديد باتخاذ اجراء عسكري كخيار أخير ضد الأنظمة التي تقتل شعوبها.
وبنى الزعيمان في مقال مشترك نشر في صحيفة «ذي تايمز» البريطانية علاقة جديدة بين بريطانيا والولايات المتحدة تحذر بمقتضاها الأنظمة «الاستبدادية» من استخدام العنف في مواجهة تطلعات وآمال الشعوب.
وقالا في المقال المشترك «لن نقف مكتوفي الأيدي ازاء رؤية تطلعاتهم تسحق بالقنابل والرصاص وأسلحة القذائف.. نحن مترددون ازاء استخدام القوة ولكن عند اتحاد مصالحنا وقيمنا ندرك انه امامنا مسؤولية التحرك».
وأكد الرئيس اوباما وكاميرون في مقالهما دعمهما الكامل لمطالبات المتظاهرين في منطقتي الشرق الأوسط وشمال افريقيا الساعية الى احداث اصلاحات بعد عقود من الحكم «الاستبدادي» وفق ما جاء في المقال.
ويتطلع الرئيس اوباما وكاميرون الى تشكيل علاقة كالتي كانت بين الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان ورئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر مضيفين انهما «كانا عاملين حيويين للتغيير» ابان اضطرابات الثمانينيات التي بدأت خلال الحرب الباردة وانتهت بسقوط جدار برلين.
يذكر أن الرئيس الاميركي وقرينته، اضطرا الى مغادرة ايرلندا، المحطة الأولى في جولته، بشكل مبكر بسبب سحابة الرماد البركاني المنبعث من بركان غريمسفوتن الايسلندي حيث وصلا الى لندن مساء أمس الأول قبل 12 ساعة من الجدول المقرر. حيث وصلت سحابة الرماد البركاني أمس فوق اسكتلندا وشمال ايرلندا مع ما يواكبها من الغاء رحلات جوية.
وكان من المقرر أساسا ان يستقبلهما الأمير تشالز وزوجته كاميلا صباح امس في مطار ستانستد قرب لندن قبل ان تقلهما مروحية الى قصر باكنغهام.
وفي نهاية الأمر قضى الزوج الرئاسي ليلة الاثنين في مقر السفير الأميركي في لندن قبل ان تستقبلهما الملكة اليزابيث الثانية ظهرا وسط مراسم احتفال واكبها اطلاق مدافع، وانتقلا ليقضيا الليلتين التاليتين في الجناح «البلجيكي» الفخم المزين باللون الأزرق في القصر.
وعلى جدول أوباما وزوجته ميشال في قصر باكنغهام لقاء العروسين الجديدين الأمير وليام وزوجته كاثرين.
وكان جدول اليوم الأول من الزيارة الرئاسية أمس بروتوكوليا بشكل أساسي، وتضمن زيارة الى كنيسة وستمنستر ووضع باقة ازهار على ضريحــ الجنــدي المجهــول، وحفــل عشاء رسمي بضيافة الملكة اليزابيث الثانية.
أما السياق الرسمي للزيارة فيبدأ اليوم حيث يجري اوباما محادثات مع كاميرون ويلقي خطابا امام البرلمان البريطاني بغرفتيه في علامة تكريم لم يخص بها البرلمان سوى ثلاث شخصيات اخرى منذ الحرب العالمية الثانية هم البابا بنديكتوس السادس عشر في سبتمبر 2010 ونلسون مانديلا عام 1996 وشارل ديغول عام 1960.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن زيارة الدولة لأوباما إلى المملكة المتحدة هي المناسبة 101 التي تستضيفها الملكة لكنها الثالثة فقط من نوعها لرئيس أميركي خلال 100 عام.
وكان جورج بوش آخر رئيس أميركي يقوم بزيارة دولة إلى لندن عام 2003.