لندن ـ عاصم علي
«بالله كيف اعتقدنا أن الرجل (أوباما) لا يحبنا؟». بهذا السؤال افتتح ميك براون مقالته في صحيفة «ذي ديلي تلغراف» البريطانية عن زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الى المملكة المتحدة ولقائه العائلة المالكة «كأنه أحد أبنائها»، فبعض البريطانيين خــشي مما قد تعنيه زيارة أوباما الى بلدة مونيغال الايرلندية التي هاجر منها أحد أجداده صانع الأحذية فالموث كيرني الى أميركا هربا من المجاعة الكبرى (مجاعة البطاطا في القرن التاسع عشر) التي أعقبت الاتحاد مع بريطانيا، وما يزيد الطين بلة أن المستعمرين الإنجليز في كينيا سجنوا جد أوباما لناحية والده خلال المعركة من أجل استقلال هذا البلد الأفريقي، وعززت حقيقة أن الرئيس الأميركي يفتخر بإنتمائه الى العالم الثالث، وحرص على زيارة بلدة جده، المخاوف البريطانية من انعكاس ذلك على روحية الزيارة، وإن ليس على مضمونها السياسي.
لكن الاستقبال الملكي الحار الذي أعد للرئيس الأميركي وزوجته ميشال من جهة، ورد فعل أوباما وحفاوته، أزالا الشكوك التي ساورت كثيرين، وقالت مصادر ملكية إن أوباما أقام «علاقة شخصية دافئة» مع الملكة، كما ظهر خلال البسمات في هذه الزيارة، وفي مديح الرئيس الأميركي لها في مقابلة تلفزيونية قائلا «إننا فخورون جدا بها».
وبرزت المخاوف من الخلاف التاريخي مجددا خلال جولة أعدتها الملكة لضيفها الأميركي على المجموعة الملكية التاريخية التي تضم وثائق ورسائل عنوانها «خسرنا أميركا» تتعلق بحرب الاستقلال الأميركية ضد الامبراطورية البريطانية، لكن الرئيس الأميركي بدا، كما كان طوال الزيارة، كأنه وزوجته من أفراد العائلة المالكة نظرا لحفاوة استقبالهما والابتسامات الودية التي رافقتهما، وفقا لروايات المساعدين الملكيين. وكانت ميشـــال أوبـــاما أظهرت ودا في لقائها الملكة اليزابيث الثانية عام 2009 عندما خرقت البروتوكول الملكي بوضعها يدها على ظهر الملكة في شبه عناق بينهما.