- أوباما: ندعو الرئيس صالح للوفاء فوراً بتعهده بنقل السلطة
احتدمت الاشتباكات العنيفة مرة جديدة امس بين المسلحين المناصرين للشيخ صادق الاحمر زعيم قبائل حاشد النافذة في اليمن، والقوات الحكومية الموالية للرئيس علي عبدالله صالح، حسبما افاد مراسل وكالة فرانس برس، فيما سجلت حركة نزوح للسكان من مناطق التوتر في شمال العاصمة.
وقد استولى المسلحون القمليار خلال مساء امس الاول على مبنى وكالة الانباء اليمنية «سبأ»، حسبما افاد مسؤول لوكالة فرانس برس.
وسمعت اصوات الرصاص والانفجارات بكثافة صباح امس في حي الحصبة الذي يشهد اشتباكات بين المسلحين القبليين والقوات الموالية لصالح لليوم الثالث على التوالي وقد اسفرت حتى الآن عن 44 قتيلا على الاقل من المعسكرين.
وقتل ستة اشخاص بينهم خمسة مسلحين قبليين امس الاول فيما قتل 38 شخصا من المعسكرين خلال اشتباكات امس بينهم 14 عسكريا، بحسب وزارة الدفاع التي اشارت الى ان عسكريين كانا في عداد المفقودين.
والاشتباكات التي انطلقت الاثنين، تراجعت خلال مساء الثلاثاء بعد ان طلب الرئيس اليمني من قواته وقف النار ومن مناصري الشيخ صادق الاحمر الذي يدعم الانتفاضة المطالبة بتنحي الرئيس، الانسحاب من المباني العامة التي سيطروا عليها، والتي تشمل وزارة الصناعة والتجارة ومبنى الخطوط الجوية اليمنية ومبنى المعهد العالي للارشاد ومدرسة الرماح.
وذكر شهود عيان ان الطرقات المؤدية الى حي الحصبة حيث منزل آل الاحمر مغلقة بالحجارة واطارات السيارات.
كما افادوا بأن المسلحين القبليين دخلوا خلال الليل الى مبنى «سبأ» وطلبوا من الموظفين المغادرة، فيما اشار شهود الى ان اربع قذائف انفجرت في محيط وزارة الداخلية.
وفيما توسعت رقعة المواجهات لتطول الاحياء المجاورة لحي الحصبة، غادر عدد من السكان المدينة التي سيطرت عليها المخاوف، اضافة الى استمرار حالات انقطاع التيار الكهربائي والمياه وعدم توافر الغاز بكميات كافية.
وغادر معظم الفارين باتجاه الجنوب اذ ان طريق الجنوب كانت سالكة، اما الذين حاولوا الفرار باتجاه الشمال فقد حذرتهم حواجز الحرس الجمهوري من انهم لن يتمكنوا من العودة الى صنعاء، وذلك بحسب سكان غادروا منازلهم.
ويعد شمال اليمن من اهم معاقل قبائل حاشد النافذة والمسلحة والتي يتزعمها الشيخ صادق الاحمر، كما تعد عائلة الاحمر بالغة النفوذ في اليمن، وهي تستطيع حشد آلاف المسلحين من قبائل حاشد الاكبر في اليمن.
وفي ساحة الاعتصام المطالب باسقاط النظام امام جامعة صنعاء، تضاءلت اعداد المعتصمين بشكل ملحوظ، وبعض الذين غادروا افادوا بأنهم سيلتحقون بالمقاتلين المناصرين للشيخ الاحمر بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.
يذكر ان المواجهات الحالية اندلعت غداة اعلان الرئيس اليمني رفضه التوقيع على المبادرة الخليجية لانتقال السلطة والتي تنص خصوصا على تنحيه في غضون شهر.
وكان الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني الذي قاد مساعي المبادرة الخليجية، دعا مساء امس الى «وقف فوري» للمعارك الدامية في صنعاء معربا عن خشيته من ان «تتسع» المعارك، كما دعا الاطراف الى ضبط النفس.
واعتبر الزياني ان مبادرة مجلس التعاون الخليجي لانتقال السلطة في اليمن لاتزال تشكل «فرصة للتوصل الى حل سياسي» في هذا البلد الذي يشهد منذ نهاية يناير تظاهرات تطالب بتنحي الرئيس صالح.
دوليا، دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الرئيس اليمني الى التنحي «فورا» عن الحكم. وقال اوباما الذي يقوم بزيارة الى لندن قبل التوجه الى دوفيل بفرنسا للمشاركة في قمة مجموعة الثماني «ندعو الرئيس صالح للوفاء فورا بتعهده نقل السلطة».
من جهتها، طلبت ايران من الحكومة اليمنية الاحجام عن استخدام العنف واحترام مطالب شعبها.
واعلن المتحدث باسم الخارجية رامين مهمنبراست في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه «ان ايران قلقة حيال تصعيد العنف في اليمن وتطالب الحكومة بتجنب العنف وحقن الدماء» كما طالب اليمن بـ «احترام مطالب السكان» لضمان «وحدة اليمن».