- الأمم المتحدة تخشى أن تتسبب الحكومة اليمنية في اندلاع حرب أهلية
أعلن زعيم قبيلة حاشد النافذة في اليمن الشيخ صادق الأحمر امس خلال تشييع 30 من رجاله أن المعارك الدامية في صنعاء بين أنصاره والقوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح تشهد «هدنة».
واضاف الأحمر لدى حضوره في جادة الستين تشييع جنازة 30 من رجاله قتلوا في المعارك «ثمة هدنة بيننا وبين قوات علي عبدالله صالح وثمة وساطة جارية».
لكنه استدرك قائلا «اذا كان صالح يريد ثورة سلمية، فنحن مستعدون لذلك، وإذا كان يريد الحرب، فإننا سنقاتله».
وقد نظمت الجنازة خلال التظاهرة المناهضة لنظام الرئيس صالح وشارك فيها عشرات آلاف الأشخاص بعد صلاة الجمعة تحت شعار «الثورة السلمية».
وفي المقابل، احتشد أنصار الرئيس اليمني بالآلاف في ساحة السبعين بعد الصلاة ورددوا شعارات تؤيد بقاء الرئيس صالح في الحكم ونظمت هذه التظاهرة تحت شعار «احترام النظام والقانون».
ميدانيا، أدت مواجهات بين قوات الحرس الجمهوري التابعة لنجل الرئيس اليمني أحمد علي صالح ومسلحين قبليين امس الى سقوط معسكر اللواء 26 بأيدي رجال القبائل.
وقال مصدر يمني مطلع ليونايتد برس انترناشونال «ان المواجهات التي اندلعت بين قبائل نهم وأفراد اللواء 26 حرس جمهوري أدت الى سقوطه بيد القبائل بعد مواجهات أدت الى قتلى وجرحى من الطرفين لم يعرف عددهم على وجه التحديد».
واضاف ان الطيران الحربي العمودي والمروحي حاولا من خلال قصف مناطق قبيلة نهم استعادة المعسكر لكن القبائل أنهت سيطرتها على اللواء 26 حرس جمهوري.
ويعد المعسكر من أكبر المعسكرات التي تقع إدارتها تحت إمرة نجل الرئيس صالح ويحوي ترسانة عسكرية هائلة من الدبابات والمدرعات وصورايخ الكاتيوشا.
وتكمن أهمية معسكر اللواء 26 حرس جمهوري انه لا يبعد أكثر عن 50 كلم شرق صنعاء ويقع على منفذ هام وإستراتيجي لطريق صنعاء ـ مأرب.
من جانبها، قالت قناة العربية التلفزيونية امس إن سلاح الجو اليمني قصف رجال قبائل مسلحين سيطروا على منطقة خارج العاصمة صنعاء.
وعلى صعيد ردود الفعل، دعت صحيفة «الوطن» السعودية جميع أبناء الشعب اليمني إلى ضرورة الإنصات إلى صوت العقل وحل الأزمة اليمنية قبل ان يتحول اليمن إلى دولة فاشلة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
وشددت «الوطن» في افتتاحيتها على ضرورة ان يقف قادة اليمن، الرسميون وغير الرسميين، وقفة صادقة مع النفس ليضعوا النقاط على الحروف ويحددوا السبب الرئيسي الذي أضاع الفرص العديدة التي توفرت لليمن مؤخرا للخروج من هذا المأزق الصعب، وأن يعملوا على تقديم تنازلات سريعة تنزع فتيل الأزمة وتوقف التدهور السريع للبلد نحو حالة الفوضى والحرب الأهلية.
وأشارت إلى أن تردد الرئيس علي عبدالله صالح في الفترة الأخيرة في اتخاذ خطوات تجنب اليمن الوقوع في هاوية الحرب الأهلية يهدد بتشويه تاريخه السياسي وتحميله مسؤولية إضاعة الفرص التي كانت متوافرة لليمن كي يخرج سليما معافى من أزمته الحالية.
ولفتت «الوطن» إلى أنه وإن كان من الصعب الجزم بمن يتحمل المسؤولية الكاملة عن فشل المبادرة الخليجية إلا أن رفض الرئيس اليمني توقيع الاتفاق الذي دعا إليه بنفسه وتمت صياغته ليلبي مطالبه يدعو إلى إثارة العديد من التساؤلات حول جدية النظام اليمني في الوصول إلى اتفاق أساسا.
ونبهت «الوطن» إلى أن الخطر الحقيقي الذي يمثله تنظيم القاعدة داخل اليمن، ليس على اليمن وحده، بل على المنطقة كلها، محذرة من أن سقوط البلد في فخ الفوضى سيعطي فرصة ذهبية للتنظيمات المتطرفة كي تحاول أن تحقق مكاسب على الأرض لن تؤدي في النهاية إلا إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة وشعوبها.
من جانبها، أعربت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة عن تخوفها من ان تغرق السلطات اليمنية البلاد «في حرب أهلية» من خلال القمع الدامي للتظاهرات السلمية.
وصرح المتحدث باسم المفوضية العليا روبرت كولفيل «تلقينا معلومات تتحدث عن عشرات القتلى، ومنهم نساء وأطفال، خلال مواجهات في الأيام الاخيرة».
واضاف كولفيل ان «تصعيد العنف في الأيام الاخيرة يثير القلق البالغ، طالما ان الحكومة والمعارضة كانتا على وشك التوصل الى اتفاق».
وأوضح المتحدث «نتخوف فعلا من ان تغرق الحكومة البلاد في الحرب الأهلية».
وقد أسفرت المعارك بين أنصار أقوى زعيم قبلي في اليمن وقوات موالية للرئيس علي عبدالله صالح، عن 68 قتيلا على الأقل منذ بداية الأسبوع.
وأضافت المفوضية العليا للأمم المتحدة «ندعو الحكومة الى التوقف عن الاستخدام غير المناسب للقوة ضد تظاهرات سلمية».
وطلبت منها ايضا التوقف عن اعتقال الناشطين والمدافعين عن حقوق الانسان او الصحافيين و«التحقيق ايضا في الادعاءات التي تفيد بأن قوات الأمن قد ارتكبت جرائم».
وقال المتحدث ان المفوضية العليا حصلت على موافقة السلطات لإرسال بعثة الى اليمن في يونيو.
واضاف «لكننا نريد ان نصل بطريقة أسرع»، مشيرا الى استمرار المفاوضات حول وسائل هذه المهمة.