لا يبدو أن الخلاف بين الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد والفريق المحافظ قد انتهى بإعلان نجاد تكليف محمد علي ابادي بوزارة النفط حيث قال رئيس لجنة الطاقة في البرلمان الايراني إن الرجل الذي عينه الرئيس محمود أحمدي نجاد وزيرا للنفط هو «أسوأ اختيار» وإنه سيلحق الضرر بقطاع النفط الايراني الحيوي.
تأتي الانتقادات الحادة بعد أن تخلى أحمدي نجاد عن تولي حقيبة النفط بصورة مؤقتة -وهو دور قال كل من البرلمان ومجلس صيانة الدستور انه غير قانوني ـ وعين آبادي أحد أقرب حلفائه في المنصب.
ونقلت وكالة مهر شبه الرسمية للأنباء عن حميد رضا كاتوزيان قوله «اختيار السيد علي آبادي قد يكون أفضل اختيار بالنسبة للسيد أحمدي نجاد لكن من منظور وطني هذا أسوأ اختيار لصناعة النفط والغاز في ظل الوضع الراهن وهذا النوع من القرارات سيعرض البلاد للخطر».
وفاجأ أحمدي نجاد خصومة داخل النخبة الحاكمة المحافظة الشهر الماضي حين أقال وزير النفط مسعود مير كاظمي ـ في اطار خطة لدمج عدة وزارات لخفض العدد الإجمالي الى 17 من 21 وزارة ـ وتولى مهام هذه الحقيبة بنفسه.
وجاء ذلك قبيل اجتماع هام تعقده أوپيك في الثامن من يونيو وقد تقرر خلاله رفع مستويات الانتاج المستهدفة إذا ما ارتأت ان هناك نقصا في المعروض.
ومن خلال تعيين علي آبادي رئيس مؤسسة التربية البدنية واللجنة الأولمبية في ايران ربما كان أحمدي نجاد يأمل في تبديد الانتقادات لكن كاتوزيان أكد بشكل واضح انه ليس الشخص المناسب للمنصب. وأضاف «في تقديري هذا اختيار غير مبرر وستتضرر صناعة النفط والغاز من جراء هذا النوع من القرارات.
«النفط والغاز مجال مهني تماما ليست للسيد علي آبادي أي خبرة فيه ... ليس من الصائب أن تأتي بشخص حتى ولو كقائم بالأعمال الى وزارة النفط وهو لا يعرف لغة التواصل مع أجهزة الوزارة».
من جهة أخرى أدان وزير الخارجية الإيراني على أكبر صالحي التحالف الإستراتيجي الأمني بين الولايات المتحدة وأفغانستان واعتبره تهديدا للسلام في المنطقة.
جاء ذلك خلال استقبال صالحي امس لممثل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفغانستان استيفان ديمستورا الذي يزور طهران حاليا.
ونقلت وكالة «فارس»الإيرانية عن صالح قوله ان طهران تولي اهتماما بالغا بجهود إرساء الأمن والاستقرار ورفاهية الشعب الأفغاني ونأمل في أن تؤدي المنظمة الدولية دورها في إرساء الأمن وبسط الاستقرار في أفغانستان.
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها المواطنون الأفغان حاليا واضطرار أعداد كبيرة منهم للجوء إلى إيران.. مطالبا الولايات المتحدة بسرعة الوفاء بتعهدها والانسحاب من أفغانستان.
من جانبه أكد ممثل الأمين العام للامم المتحدة ديمستورا حرص المنظمة الدولية على تنفيذ برامجها في أفغانستان..مشيرا إلى أن مؤتمر بون المزمع سوف يناقش عدة قضايا أفغانية من بينها توفير الأمن وتحقيق المصالحة الوطنية وإعادة إعمار البلاد.
في سياق آخر أدانت الولايات المتحدة «قتل» الناشطة الإيرانية هالة سحابي خلال مشاركتها في جنازة والدها المعارض أيضا عزة الله سحابي.
وأصدر المتحدث باسم الخارجية الأميركية بيانا جاء فيه «نحن ندين بأشد العبارات قتل الناشطة الإيرانية هالة سحابي وتحدثت شهود ومصادر موثوقة في جنازة والدها في إيران انها ماتت نتيجة تصرفات القوات الأمنية الإيرانية التي تستحق الشجب».
وأضاف ان تفسيرات الحكومة الإيرانية «غير مقبولة حتى الآن» مشيرا إلى ورود تقارير عن منع القوات الأمنية الإيرانية أعضاء من «نساء من أجل السلام» وغيرها من المشاركة في جنازة الناشطة سحابي.
واعتبر انه «من غير المفهوم كيف ان حكومة ترتعب إلى هذا الحد من مواطنيها حتى تصدر أمرا باستخدام القوة ضد ابنة تبكي في جنازة والدها». وشدد البيان على ان «هذه حكومة تتعامل بوحشية دائما مع مواطنيها وتسجنهم بتهم موضع تساؤل وتعذبهم وتعزلهم عن العالم وتمنع عنهم حقوق الإنسان الأساسية».
ودعا إلى التحقيق الكامل في هذا الحادث في أقرب فرصة ممكنة وعبر عن تعازي الولايات المتحدة لعائلة صحابي وأصدقائها وكل داعميها في العالم.
في غضون ذلك أكد نائب بارز في البرلمان الإيراني امس الاول استعداد بلاده «لتوجيه ضربات ساحقة ضد إسرائيل إذا ما شنت هجوما ضدها».
ونسبت وكالة أنباء فارس إلى مقرر لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان كاظم جليلي قوله: «إن إسرائيل لن يكون لديها القدرة على شن هجوم عسكري على إيران.. وفي مثل هذه الحالة، يجب أن تتوقع ردا ساحقا وحازما» من جانب الجمهورية الإسلامية.
وفاة سامي عوفر رجل الأعمال الإسرائيلي يزيد الغموض في فضيحة تعاملاته التجارية مع إيران
في سياق متصل توفي رجل الاعمال الاسرائيلي سامي عوفر (89 عاما) الذي شكلت شركته محور فضيحة اقامة علاقات تجارية مع ايران، في تل ابيب بعد «صراع طويل مع المرض»، كما اعلن متحدث باسم مجموعة عوفر.
وقال المتحدث موتي شيف لوكالة «فرانس برس» ان سامي عوفر «توفي هذا الصباح (امس) بعد صراع طويل وصعب مع المرض»، من دون كشف اي تفاصيل اخرى احتراما لخصوصية عائلته. وبحسب وسائل الاعلام، فإن سامي عوفر كان مصابا بالسرطان منذ سنوات. وقال المتحدث انه سيوارى الثرى بعد ظهر يوم غد في تل ابيب. من جهته، قدم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو تعازيه، مشيدا في بيان برجل الاعمال الذي وصفه بأنه كان «صهيونيا في كل ما يفعل». ولد عوفر في رومانيا، وانتقلت اسرته الى فلسطين تحت الانتداب البريطاني عام 1922، بينما كان طفلا. وفي وقت سابق من العام اوردته مجلة فوربس بين المائة الاكثر ثراء في العالم. ويعتقد ان سامي عوفر واسرته يملكان ثروة تناهز 10.3 مليارات دولار، وهو اكبر اثرياء اسرائيل ويحتل المركز التاسع والسبعين في قائمة «فوربس» لاثرياء العالم.
وتملك مجموعة عوفر بين ما تملك ارصدة دولية للشحن البحري تخضع حاليا للتحقيق بعدما ادرجتها واشنطن الاسبوع الماضي على اللائحة السوداء للشركات المتعاملة مع ايران. وتقول وزارة الخارجية الاميركية ان مجموعة عوفر وشركة اخرى يعتقد انها تابعة لها، تحمل اسم تانكر باسيفيك وتتخذ من سنغافورة مقرا لها، انخرطتا في سبتمبر الماضي في بيع ناقلة بترول لشركة ايرانية رغم خضوعها للحظر المفروض على التعامل مع الشركات الايرانية. تأتي وفاة الملياردير المسن بعد عشرة ايام فحسب من ادراج واشنطن مجموعة «عوفر اخوان» على قائمتها السوداء لقيامها ببيع الخطوط البحرية لجمهورية ايران الاسلامية شاحنة صهريجا، منتهكة بذلك الحظر الدولي المفروض على طهران بسبب نشاطاتها النووية المثيرة للجدل.
وسارعت وسائل الاعلام الاسرائيلية بالكشف عن سجلات تظهر ان ناقلات نفط تابعة لمجموعة عوفر رست في موانئ ايرانية 13 مرة على الاقل خلال العقد الماضي، ما حمل اللجنة الاقتصادية في الكنيست الاسرائيلي للدعوة الى اجتماع في وقت سابق هذا الاسبوع لبحث تلك المزاعم. وتوقف الاجتماع بعد مضي ربع ساعة على بدئه، اذ تلقى رئيس اللجنة مذكرة من اجهزة الامن الاسرئيلية تحذر فيها من ان بحث هذا الامر يمكن ان «يلحق ضررا» باسرائيل، ليثير ذلك تكهنات بان مجموعة عوفر ربما ساعدت اسرائيل في التجسس على ايران. ونقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» الواسعة الانتشار عن «مسؤولين في اجهزة الامن» ان الشقيقين عوفر «اسدوا خدمة مهمة لدولة اسرائيل».
ولم يستبعد الرئيس السابق لجهاز الموساد (الاستخبارات الاسرائيلية) رافي ايتان امكانية ان تكون شركات الشقيقين عوفر غطت على عمليات سرية، مذكرا بأنه سبق للموساد ان «لجأ الى مساعدة رجال اعمال»، في مقابلة بثتها الاذاعة الخميس الماضي.
غير ان الصحافي والكاتب يوسي ملمان المتخصص في الاستخبارات الاسرائيلية اعتبر ان مثل هذه «الخدمات» لا يمكن ان تبرر حصول صفقات تجارية مع ايران.
وقال ملمان لـ «فرانس برس» انه «بكلامهم عن امكانية حصول نشاطات تجسس، فإن المقربين من الشقيقين عوفر يريدون خلط الاوراق ليحولوا الانتباه عن كونهما انتهكا القانون الذي يحظر العلاقات التجارية مع ايران». ومن شأن وفاة عوفر زيادة الغموض المحيط بالصلات المزعومة للشركة بايران واثارة تساؤلات حول ما اذا كانت الصلات المفترضة نابعة من مصالح تجارية فحسب ام ترتبط بالمصالح الامنية القومية لاسرائيل.
وتخلف عوفر ارملته ونجلاه اللذان يباشران اعمال الاسرة، فأحد النجلين، ايال عوفر، يدير الذراع العقارية للمجموعة، فضلا عن ادارة خط سفن الرحلات السياحية الفاخرة رويال كاريبيان، بينما يتولى ايدان عوفر رئاسة «مؤسسة اسرائيل» المتعاملة في الكيماويات والطاقة والتكنولوجيا والشحن (عبر شركة زيم للشحن)، وذلك طبقا للمعلومات التي اوردتها مجلة فوربس عن ثروة آل عوفر.