أعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أن القوات البريطانية العاملة في العراق ستنقل صلاحياتها الأمنية المتمركزة بمدينة البصرة إلى السلطات العراقية في غضون أسبوعين.
وجاءت تصريحات براون خلال زيارة مفاجئة قام بها مساء أمس الأول إلى محافظة البصرة جنوبي العراق.
وقال براون عقب وصوله إلى القاعدة الجوية البريطانية في مطار البصرة الدولي إن قوات بلاده ستسلم مسؤولية الأمن في المحافظة لقوات الأمن العراقية في غضون أسبوعين.
وأشاد براون بالدور الذي تقوم به القوات البريطانية لفرض الأمن في البصرة، وذلك على الرغم من عدم السماح للصحافيين المرافقين له بنشر نبأ وصوله إلى البصرة الا بعد مغادرتها.
وقال براون لجمع من العسكريين البريطانيين: «لقد تكلمت توا مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الذي طلب مني أن أشكركم على الدور الذي قمتم به في بناء الديموقراطية في العراق، ان السبب في تحسن الوضع الأمني هنا هو عملكم وإنجازاتكم».
وأضاف براون أن المالكي أوصى بتسليم الملف الأمني في البصرة إلى قوات الأمن العراقية في غضون أسبوعين، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيتيح لبريطانيا التركيز على الملف الاقتصادي في المحافظة.
وأعرب عن توقعه أن يتم تعيين مستشار اقتصادي بريطاني في البصرة في القريب العاجل تكون مسؤوليته الإشراف على برنامج للتنمية الاقتصادية يهدف إلى خلق فرص عمل جديدة لسكان المحافظة.
إلا أن هناك مخاوف من احتمال عدم استعداد قوات الأمن العراقية لتسلم الملف الأمني في البصرة في حال تخلي القوات البريطانية عن الدور الذي تقوم به منذ أكثر من أربع سنوات، حيث اعترف مدير شرطة المحافظة في الاسبوع الماضي بأن قواته تفتقر الى مقومات فرض الأمن في البصرة في حال انسحاب البريطانيين.
وكانت لجنة الشؤون الدفاعية التابعة لمجلس العموم البريطاني أعربت عن مخاوفها في وقت سابق من الشهر الجاري من أن انسحابا بريطانيا من البصرة سيؤدي إلى تسليم المدينة «للميليشيات الشيعية والعصابات الاجرامية».
يذكر أن البصرة تشهد منذ مدة معارك وصدامات بين الميليشيات التابعة للجماعات الدينية الشيعية المختلفة وذلك في صراع للسيطرة على الموارد الطبيعية الضخمة التي تزخر بها المحافظة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه هي الزيارة الثانية التي يقوم بها براون إلى العراق منذ توليه منصب رئيس الوزراء خلفا لتوني بلير في يونيو الماضي.
وتشارك بريطانيا بأربعة آلاف وخمسمائة جندي في العراق حاليا ويجري تقليصهم إلى 2500 بحلول العام المقبل.
وفي نفس السياق أفاد وزير الدفاع العراقي عبدالقادر العبيدي باستعداد القوات الأمنية لتسلم الملف الأمني من القوات متعددة الجنسيات في اي منطقة من البلاد.
وقال العبيدي في تصريحات صحافية نشرت امس في الصحف العراقية «ان قوات الجيش العراقي التي ازدادت بالعدة والعدد والتجهيز أصبحت جاهزة ومستعدة لان تحل محل القوات متعددة الجنسيات في حال انسحابها من بغداد او المحافظات».
واضاف «ان وزارة الدفاع خلال الاشهر الستة الماضية وضعت خطة استراتيجية على ثلاث مراحل قصيرة ومتوسطة وطويلة الامد واستطاعت خلال هذه الاشهر تشكيل فرقتي مشاة فضلا عن تشكيل وحدات جديدة وافواج للعمليات الخاصة سيتم ربطها لاحقا بقوات مكافحة الارهاب».
وقال وزير الدفاع «ان منتصف العام المقبل سيشهد تجهيز القوات الجوية بطائرات هيليكوبتر حيث تم التعاقد مع صربيا ورومانيا لشراء طائرات هيليكوبتر والسعي لشراء طائرات الاباتشي لحماية المقاتل العراقي اثناء مواجهة العدو».
الصفحة في ملف ( pdf )