بيروت - زينة طبارة
اكد عضو كتلة المستقبل النائب عاطف مجدلاني في حديث لـ «الأنباء» ان تسليم المعارضة لورقة المفاوضات الى العماد ميشال عون، رئيس تكتل التغيير والاصلاح، يدل على نيتها بتعطيل الاستحقاق الرئاسي، لأن مرشح الاقلية الى الرئاسة هو الفراغ نظرا لوجود ارادة لدى العماد عون بتكبيل الرئيس العتيد والخروج عن الدستور ومخالفته من خلال البنود التي اوردها في مبادرته، معتبرا عون «حصان طروادة» الاقلية، خاصة حزب الله، لأن بنود مبادرته مماثلة للمطالب التي طرحها السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير، مؤكدا بذلك تلطي المعارضة وراء العماد عون للتعطيل.
ورأى ان اسناد هذه المهمة الى عون فكرة ذكية، لأنها تضع الماروني في مواجهة قوى الاكثرية كي يقال انه يدافع عن الموقع الماروني الاول، معتبرا ان ورقة المفاوضات سحبت من يد رئيس المجلس نبيه بري لتعطى الى العماد عون، متسائلا ما اذا كانت الاقلية قد ارتأت ان بري لم يعد على المستوى المطلوب لمحاولة الاكثرية او ان ذلك مؤشر على عدم ثقتها به، خاصة عدم ثقة العماد عون بالرئيس بري كمحاور ومفاوض.
واعلن مجدلاني انه ليس لدى الاكثرية ما تفاوض عليه سوى موضوع تعديل الدستور، وهي لا تفاوض على سلة كاملة لأن لديها مهمة رئيسية هي انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية حفاظا على الوطن وعلى السلم الاهلي بعد تراجعها عن ترشيح عضويها النائب بطرس حرب ونسيب لحود (نائب سابق) الى رئاسة الجمهورية وعدم استعمالها حق انتخاب رئيس بنصاب النصف زائد واحد، وخلص الى ان الاكثرية لا تفاوض على اي شيء قبل الانتخاب، انما ابدت استعدادها للمفاوضة بعد الانتخابات الرئاسية، معتبرا انه لا ضرورة للتفاوض مع العماد عون في ظل عدم وجود نقاط قابلة للتفاوض في الوقت الراهن، معلنا ان 14 مارس لن تكلف احدا للتفاوض معه باسمها.
ولفت الى انه ولاول مرة يقوم البطريرك نصرالله صفير بتسمية الاشياء باسمائها ويعلن ان هناك فريقا في لبنان يعمل لمصلحة سورية وايران، مؤكدا ان الاقلية تريد الفراغ تمهيدا لحالة من الفوضى وعدم الاستقرار بدأت معالمها مع آخر تحرك شعبي تحت عنوان «قطع الكهرباء» وستتابع من خلال تحركات شعبية اخرى في الغد المنظور تقود الى حرب اهلية يصار بنتيجتها الى الغاء اتفاق الطائف وارساء معادلة جديدة عوضا عنه وهي المثالثة، اي بتحويل النظام اللبناني من مناصفة بين المسيحيين والمسلمين الى مثالثة يتقاسم فيها السنة والشيعة والمسيحيون مقاليد السلطة يكون فيها المسيحي الخاسر الاكبر ويشهد وجوده السياسي في لبنان مزيدا من التراجع، مؤكدا ان الفراغ الرئاسي ليس من مصلحة المسيحيين على الاطلاق.
وعن كلام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انه سيزور دمشق في حال سهلت هذه الاخيرة الاستحقاق الرئاسي في لبنان، رأى مجدلاني انه كلام للاستهلاك السياسي والمحلي وهو نوع من ذر الرماد في عيون قادة 14 مارس، كاشفا عن الموقف الفرنسي وبالرغم من تصريحات ساركوزي التي توحي بالايجابية ظاهريا، تغير بشكل جذري تجاه القضية اللبنانية واعاد المعادلة التي كانت سائدة في العامين 1975 و1976، لافتا الى ان هذا الموقف ناتج عن الموقف الاميركي لأن صفقة اميركية - فرنسية - سورية تمت على حساب سيادة لبنان وشعبه. واعلن مجدلاني ان قوى الاكثرية لن تثق بعد اليوم بالادارة الاميركية التي ارتكبت مؤخرا ابشع جريمة في حق الدولة اللبنانية لعقدها صفقة مع النظام السوري على حساب لبنان حفاظا على امن اسرائيل وعلى امن النفط وتسهيلا للملف العراقي، منددا بعدم اقرانها القول بالفعل لجهة الدفاع عن الديموقراطية والحريات والسيادة والاخلاقيات السياسية.
وتوقع عدم انعقاد جلسة غد نظرا لحجم الهوة بين الفريقين، معلنا ان الحكومة ستقوم بارسال مشروع قانون لتعديل الدستور الى المجلس النيابي، وفي حال لم يتسلمه الرئيس بري يتحمل امام التاريخ مسؤولية ادخال البلد في المجهول. وختم مجدلاني معلنا ان قوى 14 مارس في وضع صعب وحرج، مستدركا انها لم تخسر المعركة وهي مستمرة في الدفاع عن الدستور والديموقراطية والحرية والمحكمة الدولية، مشيرا الى ان البلد ذاهب الى الفراغ الكامل، وتوقع عدم حصول انتخابات رئاسية قبل مارس المقبل.
الصفحة في ملف ( pdf )