أحمد صبري
ذكرت في كتب التاريخ القديمة باسم «دلمون»، ونعتت في الالفية الثالثة قبل الميلاد بأرض الخلود وانها تقع حيث تشرق الشمس، وعرفت ابان العصر الاسلامي بـ «اوال»، واتصف اهلها بحبهم للسلم منذ فجر التاريخ، فكان دخولهم في الاسلام سلما بعد استقبالهم لمبعوث الرسول الكريم ژ في العام السابع الهجري (629م)، وامتهن اهلها ركوب البحر وبرعوا في الملاحة فكان لهم من المساهمات ما يتوسمون به شرفا في الفتوحات الاسلامية، انها مملكة البحرين التي ستشرق شمس اليوم على ارخبيلها لتجد جزره ترتدي ابهى حللها، وتومض مزدانة مشاركة الشعب البحريني الشقيق بهجة الاحتفال بعيدهم الوطني السادس والثلاثين وعيد الجلوس الثامن لعاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وقد شهدت البحرين تحت قيادة سموه الحكيمة مجموعة من الانجازات والتطورات المهمة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي لاقت اشادة ودعما عربيا ودوليا ومن منظمات المجتمع المدني الدولي المختلفة، ما جعلها موضع احترام وتقدير الجميع بفضل السياسة الوطنية والقومية التي يتبناها عاهل البلاد الشيخ حمد بن عيسى في ادارة دفة الحكم.
فعلى المستوى الداخلي، اتخذت المملكة الكثير من الخطوات لاستكمال مشروعها الاصلاحي الذي تبناه الشيخ حمد منذ توليه الحكم وبرؤية واضحة وفلسفة محـددة لاحداث تطوير سياسي واقتصادي واداري شامل يراعــي الخصوصية الثقافيـة والاجتماعية والاقتصادية للمجتمع البحرينــي، وكانت ابرز هذه الخطوات تعزيز الديموقراطية وتوسيع نطاق المشاركة الشعبيــة في ادارة دفة الحكم، والتي بدأت في العام 2001 بالميثاق الوطني الذي تم الاستفتاء الشعبي عليه يومي 14 و15 فبراير 2001 ووافق عليه الشعب بنسبة 98.4%، وحمل الميثاق الكثير من الخطوات الاصلاحية الجديدة التي دفعت نحو اقامة حكم ديموقراطي لعل اهمها النص على تحويل البحرين الى مملكة دستورية وقيام برلمان يتكون من مجلسين احدهما منتخب والآخر معين، اضافة الى عدد آخر من الخطوات على النهج الاصلاحي نفسه، منها اصدار عفو عام عن كل المعتقلين السياسيين والسماح لجميع الموجودين في الخارج بالعودة وانهاء مشكلة الآلاف من البدون بمنحهم الجنسية والغاء قانون ومحكمة امن الدولة، والموافقة على تأسيس نقابات عمالية وجمعيات سياسية وغيرها من الخطوات التي لاقت استحسان المجتمع البحريني واحدثت صدى على المستوى الدولـي.
والوجود التاريخي للبحرين لم يكن بحاجة لقراءة متأنية فاحصة حتى نتأكد من انها كانت حصنا، ولاتزال من حصون العرب، تلك الدولة العتيقة الفتية التي اضافت لتاريخها المجيد يوما مجيدا جديدا في 14 فبراير 2002، حيث اعلنت مملكة بدستور جديد، على درب الاصلاح والتطوير بقيادة حكيمة قادرة على احداث التوازن بين الاصيل والمعاصر، وبين الالتزام القيمي بعراقة واصالة ابناء البحرين والسير بخطى ثابتة وروح متوثبة على طريق النهضة الحديثة، يحمل رايتها الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد، البحرين التي شهدت على مدار مسيرتها احداثا صنعت لها تاريخا ومجدا استقبلت في ولادتها الجديدة تحولات جذرية على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتمكنت في ظل وعي عام بمتطلبات اللحظة الدولية وادراك من القيادة الحكيمة لمسيرة التحديث من ان تسجل بأحرف من عطاء ابنائها المخلصين صفحات من الانجاز لا يمكن للراصد المحايد الا ان يقف على اعتابها مقدرا الحركة التنموية النهضوية الشاملة التي دبت في اوصال البلاد بعد قفزات التحول الديموقراطي التي سارت بالدولة على طريق ليس للدولة الآن غيره، لتحتل المكانة اللائقة على خارطة العالم المعاصر الذي لم يعد فيه مكان الا لهؤلاء الذين يؤمنون بأهمية العنصر البشري بوصفه صانع الحضارة ومحقق رسالة الانسان في الحياة، فكان السعي الحثيث باتجاه استخدام الثروة البشرية واستثمارها لتحقيق اكبر عائد للمجتمع المحلي والمشاركة في التنمية العالمية كجزء فاعل في المجتمع الدولي.
وبمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني السادس والثلاثين وعيد الجلوس الملكي الثامن أصدر جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين مرسوما ملكيا بالعفو عما تبقى من مدة العقوبة المحكوم بها في بعض الدعاوى، بحيث تم إسقاط ما تبقى من مدة العقوبة المحكوم بها على 149 شخصا من المسجونين.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )