بيروت - عمر حبنجر
هّل عيد الاضحى المبارك على لبنان امس ولم تصل «عيدية» الرئاسة التي تحدث عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري، فهل يأتي الميلاد الذي يحل في 25 الجاري بما لم يأته سابقه الاضحى؟
التقديرات السياسية والضغوط الاوروبية والاميركية ووجود مساعد وزيرة الخارجية الاميركية «المايسترو» ديڤيد وولش في بيروت يرافقه اليوت ابرامز نائب مستشار الامن القومي وعصا الادارة الاميركية الغليظة والتي تهزه بوجه الممانعين عادة، تؤشر على ان هناك محاولات دولية جدية لانجاز الانتخاب الرئاسي يوم السبت، حيث يتوقع انتشال هذا الاستحقاق الفارق في بحر التجاذبات الخارجية والدولية المتواصلة.
لكن اللقاءات الليلية التي عقدها وولش مع الرئيسين بري والسنيورة ومع النائب سعد الحريري لم توح بوجود مفاجآت في الزيارة الثانية له، المتسمة بعامل المفاجأة.
بري: جلسات نيابية متواصلة حتى رأس السنة
وقد رد الرئيس بري على هذا ببيان لمكتبه الاعلامي جاء فيه: ان رئيس المجلس تحمل مسؤولياته كاملة منذ 25 سبتمبر الماضي، حيث وجه دعوات متواصلة للانتخاب، وهو بالتالي يعرف مسؤولياته، آملا ان يكون غيري كذلك فيضغط على من يستمع اليه كي يطيعه ويتحمل مسؤولياته.
وقال لصحيفة «السفير» انه لن يقطع الامل من انعقاد الجلسة الانتخابية يوم السبت، وانه سيواصل الدعوة الى جلسة انتخابية كل يوم وحتى يوم رأس السنة، وقال ان فرصة ثمينة جدا ذهبت بعدم انتخاب رئيس لولا اصطدامنا برفض الموالاة التمثيل في الحكومة بنسبة 55% و45% للمعارضة.
حزب الله: وولش يحرّض
بدوره، اعتبر النائب حسن فضل الله عضو كتلة الوفاء للمقاومة ان تكرار زيارة وولش الى بيروت وتصريحاته التحريضية تهدف الى تعطيل التفاهم السياسي واعادة التوتر الى لبنان في وقت كان اللبنانيون يتوقون لـ «عيدية وطنية» تتمثل بالتوافق الشامل لحل ازمتهم الداخلية.
واضاف: ان وولش لم يكتف بدوره الموجه لقوى السلطة بل صار مفوضا كامل الصلاحيات للتفاوض باسمها، وهو ما يكشف الخلفية الحقيقية للانقلاب على المبادرات والتفاهمات التي تتيح انتخاب الرئيس التوافقي وتشكيل حكومة الشراكة الوطنية.
وذكر فضل الله بدور ديڤيد وولش في اطالة حرب يونيو «بكل جرائمها في حق الشعب اللبناني، ليتسنى له تحقيق انجاز للعدو». وقالت اذاعة «المنار» الناطقة بلسان حزب الله ان وولش يسعى الى تسويق تسوية ترد الاعتبار لمجموعة السلطة على قاعدة رفض التفاهمات مع المعارضة المصرة على برنامج حل متكامل في اطار التوافق السياسي.
وتعليقا على ما كان تردد حول مجيء وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى بيروت، قالت الاذاعة انها كانت تنوي ابلاغ اللبنانيين ضرورة انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية لأنه من غير الجائز استمرار الفراغ القائم حاليا.
دعم الدور الفرنسي
وثمة مصادر لبنانية تقول ان الزيارات الاميركية الى بيروت تأتي في جزء منها استجابة للفرنسيين الذين طلبوا من الاميركيين مساندة مهمتهم الداخلية في لبنان بعدما وصل الحوار الفرنسي - السوري الى نقطة متقدمة جدا، وكأن السوريين يقولون للاوروبيين انهم يريدون ان يتحدث معهم الاميركيون مباشرة بشأن لبنان، بينما تصر الادارة الاميركية على الفصل بين انفتاحها الامني والسياسي على دمشق في بعض الملفات الاقليمية، خاصة العراق وبملف لبنان الداخلي.
فرصة ثانية أخيرة لساركوزي
الرئيس الفرنسي ساركوزي، وحسب «النهار»، استدعى امس الاول بعض الاعلاميين لاطلاعهم على اتصالاته من اجل تسهيل انتخاب رئيس للبنان السبت المقبل، وقال «انها الفرصة الاخيرة، فاذا لم تغتنم فمعنى ذلك توقع حرب اهلية، ومواجهات وقيام حكومتين، وسيصار الى الكلام في التفاصيل اذا لم تحصل هذه الانتخابات، والتفاصيل تعني بمفهوم الرئيس الفرنسي تسمية الجهة المعرقلة الفعلية للانتخابات»، وقال ساركوزي انه طلب من الرئيس الاسد استخدام نفوذه من اجل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، مشددا على تأجيل البحث بقضية تفاصيل الحكومة الى ما بعد الانتخابات الرئاسية اضافة الى الاخذ بعين الاعتبار الاعتبارات الاقليمية.
وولش مع بري للمرة الثانية
وولش عقد محادثات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بحضور نائب مستشار الامن القومي اليوت ابرامز، وتركز البحث عن جلسة الانتخاب الرئاسي العاشرة المقررة السبت المقبل. وسأل الرئيس بري وولش في مستهل الاجتماع عن صحة الاخبار عن حضور كوندوليزا رايس الى بيروت، فنفى ذلك. وولش زار ايضا الوزيرة نايلة معوض في منزلها باليرزة وتداول معها الاستحقاق الرئاسي وكذلك الرئيس امين الجميل.
هذه التطورات حدثت في لقاء البطريرك الماروني نصرالله صفير مع زواره امس، حيث اكد على مواقفه السابقة من الاستحقاق الرئاسي والداعية الى استعجال انتخاب رئيس.
أبوجمرة: عون إيجابي والدليل موقفه من الحريري
وتوضيحا لقول العماد ميشال عون ان لا انتخابات رئاسية قبل مارس المقبل، قال عضو التيار العوني النائب اللواء عصام ابوجمرة ان العماد عون كان صريحا للغاية، واعاد التفكير بمبادرته التي انتهت بالموافقة على ترشيح العماد سليمان للرئاسة، مع الاخذ بالاعتبار المواقف الاساسية، لكن الموضوع صار بعكس التيار او عكس المطلوب، كزيارة ديڤيد وولش الى بيروت الاسبوع الماضي دون المرور بالعماد عون، وهو المعني بالمعارضة، ثم ما صدر من الموالاة من المواقف المتدرجة، واعطى دليلا على ايجابية عون هو موافقته على طرح سعد الحريري لرئاسة الحكومة، لكن عليهم ان يجتمعوا به.
الرد على المر: لا انتخاب دون عون
وقيل لابوجمرة ان عضو كتلة عون النائب ميشال المر يقول في تصريح علني ان العماد عون ومن حوله يريدون الفراغ، فرد ابوجمرة: الدليل على ان عون لا يريد الفراغ وان من حوله هم مخلصون له وللقضية اللبنانية، خصوصا في القضايا الاساسية، هو موقفه من سعد الحريري، واذا لم يشرك احدهم بتشاور ما فالكل ممثل والمهم النتيجة.
وقال: انا اؤكد انه لن يتم انتخاب رئيس اذا لم يتم بحث المواضيع مع عون والتوافق معه.
فرعون: الحل ليس بيد بري أو عون
لكن الوزير ميشال فرعون يرى ان المشهد لايزال يتراوح بين التهديد والتعطيل والحزن على شهداء الوطن، وهذا ما جرى ايام المحكمة الدولية، وهذا ما يجري اليوم مع الاستحقاق الرئاسي، وبات واضحا ان قرار الحل ليس بيد الرئيس نبيه بري ولا حتى عند العماد عون، انما عند الاطراف الخارجية.
استقبال مميز للحريري
وتعليقا على سحب العماد عون «الڤيتو» على رئاسة سعد الحريري للحكومة، قالت مصادر اكثرية ان الاستقبال الشعبي للنائب سعد الحريري في الجامع العمري الكبير ثم على ضريح والده الشهيد رفيق الحريري صباح امس شكل رسالة لكل المعنيين بالامر اللبناني ان رئيس كتلة المستقبل مازال الاقوى على مستوى الزعامات السنية في لبنان والى امد ابعد.
الصفحة في ملف ( pdf )