دمشق - هدى العبود
نفى وزير الخارجية السوري وليد المعلم دخول بلاده في صفقات مع اميركا مؤكدا تباعد الموقفين السوري والاميركي، رافضا محاورة بلاده لواشنطن مبررا ذلك بعدم وجود قاعدة مشتركة بين البلدين و«أن الدور الاميركي في لبنان يريد خدمة أهداف اسرائيل».
الخارجية السورية دعت الى لقاء خاص مع بعض الصحافيين الذين لبوا دعوتها امس، حيث اوضح الوزير المعلم موقف بلاده من الازمة اللبنانية خاصة بعد اتهام الغرب لها بعرقلة الانتخابات الرئاسية في لبنان بالرغم من اتصالات عديدة وكثيفة اجراها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بنظيره السوري بشار الاسد خلال الاسبوع الماضي لتسهيل اجراء الاستحقاق الرئاسي في لبنان حيث لا يتوقع ان تكون الجلسة العاشرة غدا السبت انتخابية.
المعلم اتهم واشنطن بعرقلة التوافق بين اللبنانيين واصفا «بالفارغ» الكلام الصادر عن ديڤيد وولش مساعد وزيرة الخارجية الاميركية الذي زار بيروت لمرتين خلال ايام معدودات. وقال ان وولش يعرف تماما من يعطل الانتخابات في لبنان متهما اياه بالعمل على نسف المبادرة الفرنسية.
ورفض استخدام اسلوب الانذارات مع بلاده مؤكدا استمرار الاتصالات بين سورية وفرنسا بشأن لبنان، آملا من الجانب الفرنسي الالتزام بما اتفق عليه لجهة اجراء الانتخابات الرئاسية وتشكيل حكومة وحدة وطنية والعمل من اجل وضع قانون جديد للانتخاب.
وامهل الرئيس الفرنسي سورية للمرة الثانية على التوالي الى يوم غد السبت لإثبات حسن نيتها في تسهيل انتخاب رئيس للبنان عبر الضغط على المعارضة حلفاء دمشق في لبنان.
المعلم اكد أن سورية لا تتدخل في الشأن اللبناني وانها تشجع على التوافق بين اللبنانيين، نافيا اي اتصال مباشر لسورية بالعماد ميشال عون رئيس تكتل التغيير والاصلاح، انما اقر باتصال بلاده مع المعارضة اللبنانية ككتلة واحدة وعون جزء منها مؤكدا أن ما سيتم الاتفاق عليه ستؤيده المعارضة وسورية.
وأوضح أنه من خلال الاتصالات السورية - الفرنسية المستمرة تم الاتفاق على مشروع اعلان مبادئ يتضمن انتخاب رئيس توافقي هو العماد ميشال سليمان قائد الجيش اللبناني من خلال تعديل الدستور وتشكيل حكومة وحدة وطنية حسب التمثيل النيابي وتعديل قانون الانتخابات بشكل عادل ومنصف.
وكشف عن وجود عقبتين مازالتا تعوقان الحل هما تحديد كل من آلية تعديل الدستور لانتخاب قائد الجيش وتقاسم الوزارات في الحكومة المقبلة بين الموالاة والمعارضة، مؤكدا ان الاتصالات السورية - الفرنسية سعت للتغلب على هاتين العقبتين.
وقال المعلم علمنا اخيرا من الفرنسيين أن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري والنائب سعد الحريري رئيس كتلة المستقبل اتفقا على آلية معينة لتعديل الدستور لكنهما مازالا مختلفين حول نسبة 17% للموالاة و13% للمعارضة في اول حكومة بالعهد المقبل.
واسف لعدم اظهار الفرنسيين التزاما بالابتعاد عن الدور الاميركي الذي عطل بحسب المعلم التوجه السوري - الفرنسي للحل التوافقي في لبنان، متهما واشنطن بالانحياز لمصلحة «الاكثرية» وتقديم صيغة الغالب والمغلوب على الصيغة التوافقية.
وقال: نحن في سورية نريد بالفعل أن تجرى الانتخابات الرئاسية في لبنان في اقرب وقت ممكن لأن هذا هو سبيل أمن واستقرار لبنان، ونرى ان الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية مهم كأهمية انتخاب رئيس توافقي وتبني قانون انتخابي جديد يمهد الطريق امام حوار وطني لبناني شامل.
ورفض المعلم أن تقدم سورية على تنفيذ ما يطلب منها بالضغط على المعارضة لتسهيل احتكار السلطة من قبل الموالاة في لبنان، مشيرا الى ان مطالب المعارضة مشروعة ومشيدا بموقف الرئيس بري بهذا الشأن واصفا اياه بالموقف البناء.
وردا على سؤال حول فكرة عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب لمناقشة الوضع في لبنان رأى أن معظم وزراء الخارجية العرب زاروا لبنان ولم يتوصلوا الى حل هناك ناصحا فرنسا بالاتصال ببري وعون لمعرفة الموقف الحقيقي للمعارضة.
اضاف: لا ازمة بين سورية وفرنسا مؤكدا انه سيتصل بعد ساعات (من اجراء اللقاء) بمستشار الرئيس الفرنسي كلود غيان من اجل متابعة المساعي لإزالة العقبات المانعة لانتخاب رئيس للبنان.
وقال ان سورية في تعاملها مع الموضوع اللبناني لا تربطه بالمحكمة الدولية «باعتبار أن هذه المحكمة اصلا قد خرجت من ايدي اللبنانيين واصبحت بأيدي الامم المتحدة»، لافتا أن سورية سبق لها ان حددت موقفها من المحكمة وأنها مستعدة للتعاون مع التحقيق وأن لديها قانونها ومحاكمها.
تابع يقول: كما تعمل سورية لتسهيل الحل في لبنان تتطلع الى دور سعودي مماثل باعتبار أن للسعودية علاقات مع كل الأطراف اللبنانية وأن انهاء الأزمة السياسية في لبنان ركن اساسي في تعزيز التضامن العربي الذي نتطلع اليه.
واكد «انفتاح سورية على أفضل العلاقات مع الدول العربية وفي مقدمتها السعودية ليس فقط لتشجيع اللبنانيين على التوافق بل لتفادي مخاطر حقيقية تحيط بالمنطقة سواء في العراق او في فلسطين».
ردا على سؤال صحافي نفى المعلم تلقي سورية رسائل من النائب وليد جنبلاط رئيس اللقاء الديموقراطي.
الصفحة في ملف ( pdf )