قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن الأديان السماوية والمعتقدات والثقافات تجمع بينها قواسم مشتركة تحض على القيم الفاضلة والإنسانية داعيا إلى تجاوز الخلافات وتقريب المسافات للعيش في عالم يسوده السلام والتفاهم.
جاء ذلك في كلمة خادم الحرمين أمس الاول خلال حفل الاستقبال السنوي للشخصيات الاسلامية ورؤساء بعثات الحج وزعماء الدول الاسلامية الذين يؤدون مناسك الحج لهذا العام.
وقال الملك عبد الله «في كل موسم حج أتأمل هذه المشاعر المقدسة التي يلتقي على صعيدها حجاج بيت الله وقد جاؤوا من مشارق الأرض ومغاربها وأرى فيهم الدنيا جميعها بمجتمعاتها وثقافاتها وأعرافها وأخلاقها وتقاليدها ومعتقداتها».
وأضاف: «أنظر فأرى الإنسانية قد تجمعت هنا بأبهى صورها وأرى من خلالهم أنه مهما تعددت المشارب والألوان والأعراق فاننا على امتداد العالم أجمع بحاجة إلى أن نتذكر ما يجمعنا من قيم مشتركة وما يربط بيننا من إيمان بالرب جل وعلا».
وشدد على أهمية تماسك الأسرة والمحبة والاحترام وروح الإيثار بين أفرادها أبناء مجتمع متماسك في عالم تسوده مفاهيم الأخلاق والأسرة والعمل معا لايجاد عالم يسوده السلام والتفاهم.
من جانبه دعا امام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالرحمن السديس الحجاج الى استغلال موسم الحج في كثرة الاستغفار والاستزادة من الطاعات والتقرب الى الله تعالى بالأعمال الصالحة.
وأوصى السديس في خطبة صلاة الجمعة امس الحجاج باستثمار أيام التشريق في الاكثار من ذكر الله لقوله تعالى (واذكروا الله في أيام معدودات) معددا فضائل أيام التشريق المباركة وما ينبغي على الحجاج المتعجلين فعله بالخروج من مشعر منى قبل شروق شمس ثاني أيام التشريق وكذلك وجوب طواف الافاضة الذي لا يتم الحج الا به.
كما أوصى الحجاج باتمام مناسك الحج والاقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وعدم اتباع البدع والتحلي بالأخلاق الفاضلة والرفق والتراحم والحفاظ على الأمن والابتعاد عن كل ما يعكر صفو الحج.
وأشاد امام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة بالجهود الكبيرة التي بذلتها الجهات المعنية بالحج لخدمة ضيوف الرحمن وتيسير سبل أداء نسكهم في امن وطمأنينة.
وأكد أن أداء مناسك الحج فرصة للحاج للمراجعة والتأمل وفتح صفحة جديدة لمسيرة حياة مفعمة بالروحانية والتزود بتقوى الله والبعد عن المعاصي داعيا الله تعالى أن يتقبل من الجميع أعمالهم الصالحة والعودة الى أوطانهم سالمين غانمين
وكانت الشرطة السعودية وضعت في حالة تأهب قصوى امس مع استعداد أكثر من مليوني ونصف مليون حاج لانهاء مناسك الحج في اختبار للتدابير السعودية الجديدة لتحريك الجموع والسيطرة عليها في منطقة جسر الجمرات التي شهدت حادثة تدافع مميتة من قبل.
حيث رمى غالبية الحجاج الجمرات امس في اليوم الثالث والاخير قبل مغادرة منى والتوجه شرقا صوب مكة قبل المغرب لأداء طواف الافاضة.
وفرضت الشرطة السعودية بصرامة نظاما للمرور في اتجاه واحد حتى لا يختلط الحجاج الذين انهوا رمي الجمرات مع القادمين من الاتجاه الآخر. كما تصر الشرطة على ان يترك الحجاج حقائبهم في الخارج.
وحين ينهي الحجاج رمي الجمرات تحثهم الشرطة على ترك المكان.
وفي واقع الامر كانت الحركة تمضي بسلاسة وبدت فرص وقوع حادثة ضئيلة حتى الظهر. ويقول خبراء في الحج ان الاعداد تزيد بعد الظهر لأن عددا كبيرا من الحجاج يريدون الالتزام بالسنة ورمي الجمرات في نفس الوقت الذي رمى فيه الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) الجمرات.
وأعرب الحجاج الذين يقتربون من انهاء مناسك الحج عن سعادتهم بالترتيبات السعودية وبأنهم أكملوا الفريضة بسهولة نسبية.
الصفحة في ملف ( pdf )