- الظهراني: جميع مراحل الحوار الوطني البحريني سيتم التعامل معها بشفافية
شهدت العاصمة البحرينية امس افتتاح حوار التوافق الوطني، الذي دعا إليه الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بمشاركة أكثر من 300 شخص يمثلون مختلف الجمعيات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والشخصيات العامة التي ستشارك في الحوار لمناقشة نحو 180 ورقة.
وقبل أقل من 12 ساعة قررت جمعية الوفاق المعارضة التي تمثل الاسلام السياسي الشيعي المشاركة في حوار التوافق الوطني الذي أطلقه العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة بشكل متزامن مع وصول لجنة تقصي الحقائق الدولية المستقلة إلى البحرين بقيادة د.محمد محمود شرف بسيوني.
الوفاق رشحت خمسة من اعضائها يمثلوها في المحاور الرئيسة الاربعة (الاجتماعية والحقوقية والاقتصادية والسياسية) يتقدمهم النائب المستقيل خليل مرزوق الا انها اوردت اسم النائب جواد فيروز وهو احد الموقوفين على ذمة قضية امنية لم تحسم بعد، اما جمعية وعد الليبرالية ذات الخلفية الماركسية فقد وصل اعضائها وهم يضعون صورة امينهم العام ابراهيم شريف المحكوم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات لاشتراكه في تنظيم متهم بالتخابر مع دولة اجنبية ومنظمة ارهابية في اشارة لايران وحزب الله بحسب السلطات البحرينية. حيث قالت منيرة فخرو لـ «العربية» ان ابراهيم شريف عضو شرفي للجنة التي تمثل (وعد) رغم انه داخل السجن، واهم ما يميز مرحلة الحوار في البحرين هو أن الجميع اتفق على اسقاط فرضية تمثيل الشعب البحرين من قبل طرف دون الآخر وهو ما كان نقطة الجدل في مرحلة ما قبل الحوار.
شفافية وموضوعية
من جانبه، اكد رئيس مجلس النواب البحريني رئيس حوار التوافق الوطني خليفة الظهراني ان كل مراحل الحوار الوطني سيتم التعامل معها بشفافية وموضوعية.
وقال الظهراني في كلمة له خلال افتتاحه حوار التوافق الوطني ان الشعب البحريني امام فرصة تاريخية لعبور مرحلة مفصلية عبر حوار التوافق الوطني الذي بدأ دون اي شروط مسبقة.
واضاف ان الحوار يهدف الى التوافق بين جميع مكونات المجتمع وتقريب وجهات النظر للخروج بمرئيات وقواسم مشتركة تساهم في دفع عجلة الاصلاح.
واوضح ان منسقي جلسات الحوار سيقومون بعد انتهاء الجلسات برفع النتائج الى رئيس حوار التوافق الوطني بما فيها من نقاط اختلاف مضيفا انه سيقوم برفع النتائج الى العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاحالتها الى الجهات المختصة لاتخاذ اللازم.
وقال «اننا نطمح الى حوار توافقي وطني بين المشاركين يكون فيه التفاعل الايجابي في هذه المرحلة الفاصلة من تاريخ الوطن فرصة لانجاح الحوار» مؤكدا ان نهج الحوار ليس غريبا على البحرين.
يذكر ان حوار التوافق الوطني موزع على اربعة محاور هي المحور السياسي والاجتماعي والاقتصادي والحقوقي وتطرح الموضوعات فيها بجلسات مغلقة تشمل جميع اطراف البحرين السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وصرح عيسى عبدالرحمن، الناطق الرسمي باسم حوار التوافق الوطني لـ «العربية» قائلا إنه لا يمكن لأحد اليوم أن يتحدث عن كونه يمثل الشعب البحريني، فمثلا ان نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 67% وهي نسبة جيدة، ولكن هناك 33% لم يشاركوا ولا أحد يستطيع أن يحدد مرجعياتهم السياسية وهو ما اكده رئيس جمعية الاصالة السلفية غانم البوعينين قائلا لـ «العربية» لا توجد جهة تمثل الشعب البحريني بكامله ووجود 300 ممثل في الحوار اكبر دليل على ذلك. وأكد البوعينين ان نجاح الحوار في المحور السياسي يجب ان يقترن بنجاح المحاور الاجتماعية والاقتصادية والحقوقية، وإلا فإن النجاح السياسي لا يشكل شيئا اذا كان بمفرده، مشددا على ضرورة التوافق على جميع الملفات، لان ذلك ترسيخ للمشروع الإصلاحي الذي اطلقه العاهل البحريني مع تسلمه مقاليد الحكم.
إصرار
من جانبها، اكدت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، إنها مصرة على مطالب «التعبير عن الإرادة الشعبية».
وقال خليل المرزوق، القيادي البارز بالجمعية شيعية المذهب، إن الوفاق متمسكة بكل مطالبها المشروعة، التي تعبر عن إرادة الشعب وسوف تطرحها على مائدة الحوار الوطني.
وقال مرزوق لصحيفة «الشرق الأوسط» التي تصدر في لندن، إن الوفاق تشارك في الحوار، وشعارها هو «مطالبنا وطنية». وتضم المطالب تشكيل حكومة منتخبة وإجراء انتخابات برلمانية حرة، بحسب المرزوق.
وقال المرزوق إنه ينبغي على السلطات البحرينية أن تنفذ توصيات اللجنة بالكامل بمجرد صدورها.
لا «للوفاق»
على صعيد متصل قام عدد من الشباب الذين ينتمون إلى ما يسمى تجمع 14 فبراير الى التوافد على مقر جمعية الوفاق، رافعين شعار الشعب يريد إسقاط الوفاق، في إشارة لاعتراضهم على مشاركة «الوفاق» في الحوار.
ترحيب أميركي
وأعربت الولايات المتحدة عن ترحيبها ببدء الحوار الوطني في البحرين وقالت ان مشاركة الكتلة الشيعية الرئيسية المعارضة في الحوار تضيف «صوتا مهما» اليه.
وصرح مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الاميركية بأن «مشاركة «الوفاق» تضيف صوتا مهما للمعارضة السياسية البحرينية الى عملية يمكن ان تؤدي الى المصالحة والاصلاح.. وتأتي بإصلاحات تتجاوب والتطلعات المشروعة للشعب البحريني».
وأكد المرزوق ان «الوفاق لن تذهب لتخريب الحوار، سنذهب لنطالب بمطالب محقة لهذا الشعب».
وكانت «الوفاق» قد هددت بعدم المشاركة في الحوار احتجاجا على توجيه الدعوة لها لاختيار خمسة فقط من 300 مشارك في «الحوار الوطني» رغم فوزها بـ 18 مقعدا من مقاعد مجلس النواب الاربعين العام الماضي، وهي جميع المقاعد التي اتيح لها خوض الانتخابات لشغلها.
وبعد الجلسة الافتتاحية للحوار امس من المتوقع ان تلتقي الوفود المشاركة في الحوار ثلاث مرات اسبوعيا. وسيرفع تقرير عن مناقشات الوفود بعد ذلك الى الملك الذي سيقرر طبيعة الاصلاحات الواجب اجراؤها.
وسيقدم المشاركون أفكارهم بشأن الاصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي علاوة على رؤاهم بشأن الحقوق المدنية و «وضع المقيمين الاجانب في البحرين»، او ما يعرف بقضية التجنيس.