زاد تأجيل الحديث التلفزيون، الذي اعلن انه سيذاع للرئيس اليمني علي عبدالله صالح، من غموض مصيره وبالتالي مصير المشهد السياسي اليمني. وفي السياق أكد مسؤول رفيع في الرئاسة اليمنية لصحيفة «عكاظ» السعودية أمس أن تأجيل الخطاب يعود لقرار الأطباء المعالجين له لأسباب صحية بحتة. وأفاد أحمد الصوفي السكرتير الاعلامي للرئيس اليمني «لقد تحدثنا مع الأطباء المعالجين للرئيس حول رغبتنا في نقله من المستشفى الذي يعالج فيه الى قصر المؤتمرات بالرياض، وقمنا بتجهيز الاستديو لإجراء الحوار، لكنهم نصحونا بعدم مغادرته المستشفى في الوقت الرهن خاصة أنه كان قد أجرى العديد من العمليات التجميلية، وأن خروجه من المستشفى قد يعرض وجهه للأتربة والغبار الذي قد يؤثر على مسار العملية التجميلية».
دخلت المظاهرات والفعاليات الاحتجاجية ضد نظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، مرحلة جديدة من التصعيد من قبل القوى المعارضة للنظام، وانضم إليها بشكل واضح تحالف أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة الرئيسية بالبلاد) وذلك من خلال السعي لتشكيل مجلس انتقالي يدير شؤون البلاد في المرحلة المقبلة.
وتعد هذه المرة الأولى التي يعلن فيها التحالف انضمامه لمطلب ما بات يعرف باسم «ثورة الشباب السلمية» بتشكيل مجلس انتقالي، وفي هذا الصدد عقد التحالف اجتماعا استثنائيا أمس من أجل التدارس والتشاور حول إمكانية تشكيل هذا المجلس.
ورغم أن تشكيل المجلس لم يكن من بين مطالب تحالف اللقاء المشترك الذي ظل متمسكا بالمبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية، إلا أن المراقبين يرون أن انخراط المشترك في الدعوة إلى تشكيل مجلس انتقالي جاء نتيجة ضغوط الشارع اليمني ممثلا في «ثورة الشباب السلمية» والهجوم الذي شنته عليه في الآونة الأخيرة، واتهامهم له بأنه لم يحقق أي نتائج إيجابية في شأن انتقال السلطة اليمنية وفقا للمبادرة الخليجية، وانهم لم يتمكنوا من الوصول إلى نتائج مع نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في هذا الصدد رغم تواجد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح خارج البلاد للعلاج بالمملكة العربية السعودية.
ويرى كثير من المراقبين لتطورات الأوضاع باليمن، أن قضية تشكيل مجلس انتقالي لإدارة شؤون البلاد، قد لا يكتب لها النجاح لعدة أسباب، منها أسباب داخلية وأخرى خارجية.
ويشيرون إلى أنه على الصعيد الداخلي، من المفترض أن يضم المجلس الانتقالي المزمع تشكيله كل القوى على الساحة اليمنية سواء في المعارضة أو في السلطة، وفيما يتعلق بالمعارضة فينبغي أن تضم المعارضة الرسمية (الأحزاب) والحوثيين في الشمال والحراك في الجنوب والمعارضة من الخارج إلى جانب ثورة الشباب السلمية، وهؤلاء لم تتوحد رؤاهم بشأن العديد من القضايا المتعلقة بالعمل السياسي في المرحلة المقبلة.
وعلى الصعيد الداخلي أيضا، ولكن في جانب السلطة اليمنية، ، هناك رفض مطلق لمسألة تشكيل مجلس انتقالي، على اعتبار أنه يمثل انقلابا على الشرعية الدستورية وعلى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي جاء إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع عام 2006، وأن تركه للسلطة الآن يجب أن يكون من خلال صناديق الاقتراع، بمعنى إجراء انتخابات مبكرة.
وإلى جانب الأسباب الداخلية التي قد تؤدي إلى عدم تشكيل مجلس انتقالي، هناك أسباب خارجية تتعلق بمواقف المجتمع الدولي من هذا المجلس، حيث من المفترض أن المجلس يحتاج إلى اعتراف من قبل المجتمع الدولي وهو أمر قد لا يحدث.
فمازالت دول المنطقة خاصة دول الخليج، والمجتمع الدولي خاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وانضم إليهم مجلس الأمن مؤخرا، يراهنون على أن الحوار بين القوى السياسية اليمنية هو السبيل لحل الأزمة السياسية الحالية بالبلاد.
ويؤكدون أن المرجعية في هذا الصدد هي المبادرة الخليجية وبيان مجلس الأمن الأخير الذي أكد أهمية الحوار بشأن الحل في اليمن.
ميدانيا، نفى مصدر عسكري يمني أمس اعتقال العشرات من ضباط الحرس الجمهوري والأمن المركزي بأمر من العميد أحمد علي عبدالله صالح قائد قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة ونجل الرئيس بذريعة أنهم كانوا ينوون الانشقاق والانضمام إلى قوات اللواء المنشق على محسن الأحمر.
وقال المصدر في بيان صحافي «إن منتسبي قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي ضباطا وأفرادا مع الشرعية الدستورية ومع أمن واستقرار الوطن ويعدون مثالا للانضباط والالتفاف حول القيادة السياسية ممثلة بالرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة». وجاء ذلك ردا على تقارير إخبارية عن مسؤولين عسكريين أمس الأول أن أحمد نجل الرئيس صالح قاد حملة اعتقالات ضد عشرات من ضباط الجيش معظمهم من قوات الحرس الجمهوري.
واعتبر العسكريون أن حملة الاعتقالات توحي بتعاظم حالات الانشقاق في صفوف واحدة من الوحدات العسكرية الرئيسة التي كان يعتمد عليها صالح كثيرا للبقاء في سدة الحكم طيلة خمسة أشهر من الاحتجاجات الشعبية المطالبة بتنحيه.
بموازاة ذلك، أعلن مسؤول عسكري أمس فقدان خمسين عسكريا جنديا يمنيا اثر هجوم لعناصر مفترضة في تنظيم القاعدة على ملعب في مدينة زنجبار جنوب اليمن.
وقال المسؤول في اللواء 25 ميكانيكي «فقدنا أكثر خمسين جنديا تابعين للواء 25 ميكانيكي بعد هجوم شنه مسلحو القاعدة على ملعب الوحدة واحكام سيطرتهم عليه» قرب مدينة زنجبار.
ولم يكن بإمكان المصدر توضيح ما اذا كان الجنود قد انضموا الى المتمردين أو اسروا أو اعدموا. وقال «لا نعرف مصير جنودنا فقد شن مسلحو القاعدة هجوما عليهم دون ان تحدث معارك قوية كما أننا لا نعلم هل تم قتلهم أم أسرهم».
واتهم المسؤول العسكري وزارة الدفاع اليمنية بالتخلي عن اللواء 25 ميكانيكي وعدم تزويده بالعتاد العسكري. ويتعرض هذا اللواء الى هجمات متكررة من مقاتلي التنظيم المتطرف منذ نهاية مايو في مدينة زنجبار.