بيروت - عمر حبنجر
مع انقطاع سبل الاتصال بين فريقي الاكثرية والمعارضة في لبنان وغياب المؤشرات الخارجية للحل، عدا ما قد يستجد من القمة المصرية - الفرنسية التي عقدت في القاهرة امس الاول، بات مؤكدا ان جلسة بعد غد الانتخابية اصبحت في خبر كان.
وتقول مصادر رئيس المجلس اللبناني نبيه بري ان تواصله مع الفريق الحاكم انقطع، ولن يعاد الاعتبار اليه ما لم تبادر قوى الموالاة الى ازالة العقدة المتمثلة في احالة الحكومة الفاقدة للشرعية مشروع التعاون الخاص بطلب تعديل الدستور، هذه الخطوة رأى فيها مرجعا دستوريا في حديث لاذاعة «النور» خطوة تعسفية تتجاوز حد السلطة وصولا الى البطلان.
د.يوسف سعدالله الخوري وهو رئيس سابق لمجلس شورى الدولة عضو بارز في التيار الوطني الحر الذي يرأسه العماد ميشال عون، قال: ان تصريف الاعمال من جانب الحكومة لا يجيز لها استخدام كل صلاحيات رئيس الجمهورية الا في حال وجود نصوص دستورية او قانونية، ومع غياب النص تحصر الانابة بالامور العادية العاجلة، هنا لا يوجد توقف للمرفق العام، وبالامكان انتخاب رئيس دون تعديل للدستور.
وجوابا على مصادر بري حول قطع التواصل معه، قال مصدر اكثري ان المعارضة نفسها او من ينوب عنها مسؤولة عن قطع التواصل مع رئيس المجلس لمجرد تكليفها العماد عون بالتفاوض باسمها بدلا من الرئيس بري، واضاف: الموالاة احجمت عن التواصل مع عون بسبب شروطه المسبقة وغير المعلنة التي وصفت بـ «السلة المتكاملة».
وعن رفض مجلس النواب تسلم مشروع تعديل الدستور وفتح الدورة الاستثنائية عن الحكومة، قال النائب عمار الحوري (المستقبل): ليس مطلوبا من رئيس المجلس الموافقة او عدم الموافقة على فتح الدورة الاستثنائية للمجلس، لأنه ليس معنيا بهذا الشأن، وان على المجلس متابعة اعماله وفق الاصول، ملاحظا ان عمل هيئة مكتب المجلس النيابي معطل منذ سنوات.
واشار الى ان المعارضة تصر على «اجندة» مختلفة وعلى اقفال مجلس النواب واختراع الحجج الواهية، لافتا الى التحرك الفرنسي - المصري والذي تعبر عنه القمة المصرية - الفرنسية في القاهرة، وقال: ان الفرنسيين في مرحلة اعادة تقويم تحركهم بعدما وجهوا بـ «سلسلة اكاذيب» قادتهم الى الخيبة. الانظار المحلية ظلت مركزة على الخارج، خصوصا القاهرة، حيث اكد الرئيس حسني مبارك والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على الرغبة في الحفاظ على لبنان المستقر، وايدهما الامين العام للجامعة عمرو موسى.
لكن الرئيس الفرنسي اعتبر ان بلاده قامت بما عليها حيال لبنان. وحول التداول في اروقة مجلس الامن الدولي بمشروع قرار دولي جديد بشأن لبنان، نفت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية باسكال اندرياني ذلك قائلة: لا يوجد مشروع قرار دولي في اجندتنا.
في غضون ذلك، صدر موقف ايراني يحذر من انفجار الوضع في لبنان بعد القرارات الاخيرة لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة.
وتناغم هذا القول بعد موقف سوري حذر من حرب اهلية اذا فشلت العملية السلمية.
وقال محمد علي حسيني الناطق باسم الخارجية الايرانية انه نظرا الى استدلال المعارضة ان حكومة السنيورة تفتقد الى الشرعية القانونية، فإن هذا الفريق يعارض الاجراء الاخير الصادر عنها.
واضاف: ان موقف فرنسا كان اكثر عقلانية من الموقف الاميركي، ودعا الى التحرك واعتماد المبادرات الجديدة حيث يبدو ان الفرنسيين يتفهمون هذا الموضوع.
كل هذه الاشارات استوقفت الفعاليات الدينية والسياسية في لبنان، وجعلت البطريرك الماروني نصرالله صفير يصف الوضع، امام معايديه امس، بالسيء والمقفل، داعيا اللبنانيين الى ادراك كيف نكون مراجع لبعضنا البعض.
وهذا يعني ان طريق بعبدا مازالت مقفلة، وان جلسة الانتخاب النيابية المقررة يوم السبت لناظرها بعيد.
الصفحة في ملف ( pdf )