خطا السيناتور باراك اوباما أول خطوة على الطريق لنيل ترشيح الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2008 بالفوز في ولاية أيوا، التي تعتبر الاختبار الأساسي للفوز بترشيح الحزب، وفق النتائج التي أعلنت صباح امس أما في المعسكر الجمهوري، فصعد مايك هوكابي صعودا سياسيا مذهلا بفوزه على منافسه ميت رومني.
وفاز اوباما، وهو عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ايلينوي، ويسعى ليصبح أول رئيس أسود للولايات المتحدة، في أول اختبار على الطريق نحو البيت الأبيض، بعد أن تغلب على كل من هيلاري كلينتون عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك وجون ادواردز السيناتور السابق عن ولاية نورث كارولاينا.
ووعد اوباما باحداث تغيير في اميركا اذا فاز في مسعاه التاريخي لان يصبح أول رئيس أسود للولايات المتحدة.
وقال اوباما وسط حشد من انصاره المبتهجين بعد اعلان فوزه على أبرز منافسيه عضو مجلس الشيوخ هيلاري كلينتون في أيوا المحطة الاولى في الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الاميركية لعام 2008: «هم قالوا ان هذا اليوم لن يأتي أبدا».
واضاف قائلا «هم قالوا ان انظارنا متجهة صوب أهداف عالية جدا.
هم قالوا ان هذا البلد منقسم جدا ومحبط جدا بحيث لا يمكن ان يتكاتف أبدا، لكن في هذه الليلة من يناير وفي هذه اللحظات الحاسمة في التاريخ أنتم فعلتم ما قال المتشائمون اننا لا يمكننا ان نفعله».
وتعتبر الخسارة في أيوا ضربة قوية لسيدة أميركا الأولى السابقة التي كانت تعتبر قبل أشهر قليلة المرشح شبه المؤكد للحزب الديموقراطي، علما أنهما كانا متساويين في استطلاعات الرأي التي سبقت الانتخاب، ولكن هيلاري أقرت بهزيمتها الأولى، وهنّأت أوباما بالحصول على أصوات الناخبين، مؤكدة أنها ستستمر في معركتها الانتخابية. عبر مواصلة جهودها في الولايات المتحدة وعبرت عن «تفاؤلها» و«ثقتها» قبل الانتخابات التمهيدية التي ستجرى في نيوهامبشاير الثلاثاء المقبل، مؤكدة انها تعتزم خوض حملتها في جميع انحاء البلاد. وقالت هيلاري في مقر حملة الديموقراطيين في ايوا «انني مستعدة تماما لمواصلة هذه الحملة والتقدم فيها». وكانت هيلاري كلينتون برفقة زوجها ووزيرة الخارجية الاميركية السابقة مادلين اولبرايت وافراد اسرتها.
الى ذلك اعلن عضوا مجلس الشيوخ الاميركي الديموقراطيان جوزف بايدن وكريس دود امس الاول انهما تخليا عن السباق الى الرئاسة الاميركية بعد ان حصلا على عدد قليل جدا من الاصوات في ايوا. كما أعلن الجمهوري توم تانكريدو انسحابه أيضا، وكان بايدن السيناتور عن ديلاور ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، ركز في حملته على «تجربته المستمرة منذ 35 عاما»، خصوصا في مجال السياسة الخارجية.
وقد شكر الفريق الذي دعمه رغم ضعف امكانياته المالية. اما دود السيناتور عن كونيكتيكت، الذي يرأس اللجنة المصرفية التي تتمتع بنفوذ كبير في المجلس، فلم يحصل على اصوات. واعلن على موقعه على الانترنت «انني انسحب من الحملة بينما يأتي فوز هوكابي، وهو حاكم سابق لولاية اركنسو، موافقا لتوقعات شبكات تلفزيونية لفوز سهل على منافسه رومني حاكم ولاية ماسيتيوتس السابق، إذ يتطابق انتخاب الجمهوريين هوكابي، الذي كان قسا معمدانيا طوال 20 عاما، مع استطلاعات الرأي اعتبرته الأوفر حظا مع الحاكم السابق لماسيتيوتس ميت رومني رجل الأعمال الواسع الثراء، وكان آخر استطلاع للرأي أفاد بأن هوكابي يتقدم بست نقاط على رومني (31% في مقابل 25%) في نوايا التصويت.
وخاطب هوكابي أنصاره المبتهجين قائلا في خطاب النصر: «ما رأيناه الليلة هو يوم جديد في السياسة الأميركية. لقد أثبتنا الليلة أن السياسة الأميركية ما زالت في أيدي الأميركيين مثلكم». وأضاف أن ما حدث في أيوا يؤكد أهمية اقتناع الجماهير وليس حجم الإنفاق، إذ ان ذلك ربما يعكس تغييرا في الكيفية التي يختار بها الأميركيون قادتهم ويشير إلى الرغبة في التغيير.
وتعهد هوكابي بأنه لن يتوقف عن المشاركة في السياق دون الوصول إلى البيت الأبيض.
وسارع رومني إلى الاعتراف بهزيمته، وقال لشبكة فوكس نيوز «تهاني إلى مايك وسنتنافس الآن في نيوهامبشاير (شمال شرق)، حيث من المقرر أن تجرى انتخابات تمهيدية الثلاثاءالمقبل ونظم الحزب الجمهوري 1781 مجلسا انتخابيا في المقاهي والكنائس والمكتبات العامة، واختار الجمهوريون مرشحيهم برفع الأيدي أو كتابة أسمائهم على ورقة.
ويعطي الفوز في أيوا قوة دافعة للمضي قدما إلى الجولة الثانية للانتخابات التمهيدية للحزبين، والتي ستجرى في ولاية نيو هامبشاير، وخصوصا في 5 فبراير المقبل، في 20 ولاية منها كاليفورنيا ونيويورك، وبعد اختيار المرشحين الديموقراطي والجمهوري وتثبيتهما في مؤتمرات تعقد في الصيف، تجرى الانتخابات الرئاسية في 4 نوفمبر المقبل، على أن يتولى الرئيس الجديد مهام منصبه في 20 يناير 2009.
وتجدر الإشارة إلى أن حملة انتخابات 2008 هي أكثر سباقات الرئاسة الأميركية انفتاحا في أكثر من 50 عاما، مع عدم سعي رئيس أو نائب للرئيس للحصول على ترشيح الحزب أثناء وجوده في المنصب.
الصفحة في ملف ( pdf )