بيروت - عمر حبنجر
«حصاة» في مسالك العماد ميشال عون، عطلت الاجتماع الرباعي في مجلس النواب، فاستعيض عنه باجتماع على مستوى المساعدين و«بحصة» اخرى بقّها الرئيس نبيه بري بوجه تفسيرات الامين العام للجامعة عمرو موسى للمبادرة العربية، دفعت موسى الى اعادة النظر في تقييمه المتفائل للحلول في لبنان، ومغادرة بيروت دون تحديد موعد للعودة.
الصورة، بعد عودة موسى من دمشق حيث التقى الرئيس بشار الاسد ووزير خارجيته وليد المعلم، اقل انشراحا وتفاؤلا، فقد استبق الرئيس بري عودته الى بيروت بإعلان سحب اعترافه بالتفسير الذي اعطاه للمبادرة العربية على صعيد التوزيعة الحكومية ولاقاه العماد عون بالظهور المفاجئ للحصوة في مسالكه البولية، فضلا عن موقف الامين العام لحزب الله من المبادرة وتفسيرها، مع التلويح بتحرك للمعارضة في حال فشل المبادرة.
وكان اللقاء الثاني للاجتماع الرباعي الذي يضم الرئيس السابق امين الجميل ورئيس كتلة المستقبل سعد الحريري ورئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون، مقررا في الثامنة مساء امس، ومع وصول موسى الى فندق الفينسيا في الموعد قابله جبران باسيل القيادي في التيار الحر وابلغه اعتذار العماد عون عن عدم الحضور بسبب نقله المفاجئ الى المستشفى نتيجة اكتشاف وجود حصوة في مسالكه البولية.
ولاحقا تحدث العماد عون بالصوت الى محطته التلفزيونية «او.تي.ڤي» مطمئنا المشاهدين الى ان الحصوة احدثت بعض الالتهابات وقد اجريت له الفحوصات اللازمة لكن الاطباء ابلغوه ان الامر يتطلب بعض المعالجة، وان الاجتماع مخصص اصلا لإعطاء بعض الاجابات على اسئلة طرحت في اللقاء السابق.
ورد موسى بالقول ان الاتفاق كان على اساس ان العماد عون اعد بعض النقاط وسينقلها الى الفريق الآخر، فتقرر اجتماع المستشارين للاطلاع على هذه النقاط، وهكذا حصل، حيث تولى ممثل عون جبران باسيل اطلاع الآخرين على هذه النقاط. وصباح امس جال موسى على كل من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب فالنائب سعد الحريري، ووضعهم في اجواء مباحثاته «الجدية والتفصيلية» في دمشق.
وتقول مصادر الاكثرية ان عدم موافقة موسى على زيارة الرياض انطلاقا من دمشق، لمطالبتها بالضغط على حلفائها في لبنان جلبت له تهمة التحيز ورمت الحجارة في طريق جهوده اللبنانية. وبعد لقاء دام ساعة ونصف الساعة مع السنيورة قال موسى: سألتقي الرئيس بري وقد اتصلت هاتفيا بالعماد ميشال عون للاطمئنان على صحته.
وردا على سؤال قال موسى: هناك صعوبات لاتزال قائمة وهي تحتاج الى وقت اطول، ولكن لدينا مشاكل اخرى.
وسئل: هل ستتركون الملف اللبناني؟ فأجاب: كيف سنتركه؟ وإذا تركناه نحن فهو لن يتركنا.
تفسير المبادرة
وسئل عما إذا كان سيأتي بمبادرة اخرى فقال: لا توجد إلا مبادرة عربية واحدة. وعن الاختلاف في تفسير المبادرة قال موسى: تفسير المبادرة واحد وهو الذي قلته وهو قاطع ونهائي، ولا توجد اجتماعات اخرى لهذا السبب. وسئل: لكن الرئيس بري متمسك بالمثالثة؟
اجاب متسائلا: ماذا تعني المثالثة؟
قيل له: اي 10 - 10 - 10.
فأجاب: هذه وجهة نظره، وهناك وجهات نظر اخرى، اما التفسير الرسمي لمبادرة الجامعة هو الذي قلته انا. اما تفسير الرئيس بري فهو خاص به ونحن نحترم رأيه. وهناك رأي آخر يجب ان يحترم وفيما بينهما يجب ان تجري المبادرة العربية.
سئل: اي صيغة لا غالب ولا مغلوب كما تقول المبادرة؟
اجاب: لا غالب ولا مغلوب هو المبدأ العام، وهذا المبدأ تفاصيله ماذا؟ انا فسرت المبادرة وهو تفسير رسمي لا رجعة فيه ولا مراجعة، لا الاغلبية تأخذ «النصف +1» ولا المعارضة تأخذ «الثلث +1» وبعد ذلك هناك طروحات، وهذه الطروحات يمكن وضعها على الطاولة لبحثها، وهذا ما حصل في الاجتماع الرباعي.
التحيز العربي لمصلحة لبنان
وردا على السيد حسن نصرالله امين عام حزب الله الذي اعتبر ان هناك تحيزا «عربياً» لصالح الاكثرية، قال موسى: التحيز العربي هو لصالح لبنان فقط، ونحن لا نضغط على الموالاة ولا على المعارضة. ووصف اجتماعاته في سورية بالمهمة في اطار المبادرة العربية.
باب مسدود يمكن فتحه
بعد خلوة عقدها مع الرئيس بري، اصر موسى للصحافيين على تفسيره للمبادرة العربية، لافتا الى ان الوقت قصير وعلينا ان نتحرك بسرعة للوصول الى توافق وانتخاب رئيس، اضافة الى التحرك وفق نقاط المبادرة الثلاث.
واضاف: اغادر اليوم وهناك اتفاق على تواصل الحوار بين الموالاة والمعارضة. وقال: للمعارضة وجهة نظر نحترمها وهناك وجهة نظر اخرى، وردا على سؤال قال: ان المبادرة لم تصل الى حائط مسدود بل الى باب مسدود، يمكن فتحه.
وقال: من الممكن استئناف المباحثات وانا خارج لبنان، واشار الى انه كما ترفض المعارضة ارقاما وزارية معينة وترفض الموالاة ارقاما اخرى معينة، فالحل هو بالجلوس معا. وردا على بري قال: ان تفسير المبادرة قدمه ولن يقدمه 20 مرة. وعما إذا كان السوريون طرحوا المثالثة بالحكومة، قال: ان هذا موقف مطروح من المعارضة ومن بعض الدوائر المعنية به، ثم استدرك قائلا: «ده موقف المعارضة». وقيل له المعارضة ترفض تفسيركم للمبادرة، فأجاب: «يا سلام هي المبادرة بين فلان او فلان».
موسى التقى النائب سعد الحريري وبعض الشخصيات الديبلوماسية قبل مغادرة بيروت مساء امس.
النائب حسن فضل الله (حزب الله) قال من جهته معلقا على موقف موسى: «إذا اراد نجاح تحركه فليأت بمبادرة جديدة».
الصفحة في ملف ( pdf )