طالب الرئيس المصري حسني مبارك حركتي «فتح» و«حماس» بمعالجة الخلافات بينهما والعودة الى وحدة الصف الفلسطيني تمهيدا للمفاوضات وعودة الحقوق وانهاء الحصار، معربا عن استعداد مصر لاستضافة حوار بين الحركتين.
وقال مبارك في تصريحات تنشرها اليوم صحيفة «الأسبوع» المستقلة ان اتصالاته التي أجراها مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت ووزير دفاعه ايهود باراك كانت وراء قرار ادخال الوقود وعودة الكهرباء الى غزة، مشيرا الى أنه سيواصل اتصالاته لانهاء هذه الأزمة.
وأشار الى أنه طلب من الرئيس الأميركي جورج بوش أثناء زيارته الأخيرة لمصر الوفاء بوعده باقامة الدولة الفلسطينية في هذا العام، مشددا على أن السلام يأتي بتنفيذ القرارات الدولية التي تقضي بقيام الدولة الفلسطينية وانهاء الاحتلال.
ودعا المنظمات الأهلية لتقديم المعونات العاجلة للفلسطينيين، مؤكدا أن مصر لن تسمح بتجويع الشعب الفلسطيني وأنه أصدر تعليماته الى الجهات المعنية وللهلال الأحمر للسماح بدخول المواطنيين الفلسطينيين الى منطقة رفح للحصول على المواد الغذائية والدواء.
ووجه الرئيس مبارك نداء الى كل الأطراف المعنية في المنطقة وخارجها «أوقفوا لغة العنف والحروب وأعيدوا الحقوق لأصحابها حتى يتحقق السلام الحقيقي القائم على العدل والشرعية والذي يحقق المصلحة للجميع».
الى ذلك، قال مصدر امني مصري ان الشرطة المصرية بدأت امس في استعادة السيطرة على الحدود مع قطاع غزة وأغلقت بوابة صلاح الدين امام الفلسطينيين القادمين من القطاع وهي الممر الرئيسي الذي يعبر منه الفلسطينيون الى الاراضي المصرية.
وقال شهود عيان ان الفلسطينيين الراغبين في الدخول الى الاراضي المصرية كانوا يقذفون الحجارة من حين لآخر على الشرطة المصرية الموجودة عند بوابة صلاح الدين، كما تم اطلاق نار متقطع في الهواء في الجانب الفلسطيني من الحدود.
واضافوا ان بعض الفلسطينيين يعبرون من نقاط اخرى على الحدود لا تتواجد فيها قوات الشرطة المصرية بكثافة.
واوضحوا ان 4 سيارات اطفاء مزودة بخراطيم مياه موجودة عند بوابة صلاح الدين تمهيدا كذلك لاغلاق الحدود.
واوضح المصدر الامني ان الشرطة المصرية تسمح للفلسطينيين الذين دخلوا الى الاراضي المصرية بالعودة الى غزة ولكنها تمنع الراغبين في الدخول.
كما تسمح الشرطة للمصريين الذين عبروا الى غزة، ويقدر عددعم بـ 15 الف شخص، بالعودة الى مصر، وكانت اجهزة الامن المصرية بدأت صباح امس في تحذير الفلسطينيين الموجودين في مدينة رفح الحدودية المصرية وفي مدينة العريش المجاورة عبر مكبرات الصوت، من ان الحدود ستغلق في الساعة الثالثة بعد الظهر.
وقال مصدر امني رفيع ان هذا التحذير يستهدف دفع مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين دخلوا الاراضي المصرية خلال اليومين الماضيين الى العودة الى غزة.
واوضح ان اجهزة الامن تسعى الى استعادة السيطرة تدريجيا على الحدود تمهيدا لإعادة اغلاقها.
واكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ان 700 الف فلسطيني دخلوا الاراضي المصرية من قطاع غزة منذ ان فجر مسلحون فلسطينيون الجدار الاسمنتي والسياج الحديدي بين مصر وقطاع غزة للتزود باحتياجاتهم المعيشية بعد ان فرضت اسرائيل حصارا كاملا على القطاع في 17 الجاري.
وكان مصدر في الاجهزة الامنية التابعة لحركة المقاومة الاسلامية «حماس» اكد ان مصر ابلغت الحركة بانها «بدأت في اغلاق مدينة العريش امام المواطنين لضبط الامور على ان تبقى مدينة رفح المصرية مفتوحة امام المواطنين مؤقتا».
واكد المصدر في الامن التابع لحماس ان «جهودنا مستمرة مع مصر وبدأنا منذ امس الاول بضبط عملية التدفق عبر نقاط معينة».
وقال شهود ان الامن المصري اقام عددا من الحواجز عند مدخل مدينة العريش التي تبعد 45 كلم عن رفح ويقوم بإعادة الفلسطينيين الى رفح المصرية.
في غضون ذلك قام نشطون من حركة حماس باستخدام جرافة في محاولة لفتح ثغرة جديدة في الحاجز الحدودي بين مصر وغزة وسمع صوت اطلاق النار بينما اخذ آلاف من الفلسطنيين يهللون بينما كان نشطو حماس يصدمون الجرافة بحاجز الأسلاك الشائكة عند معبر رفح.
الصفحة في ملف ( pdf )