بيروت - عمر حبنجر
ذهبت العاصفة الثلجية عن لبنان وبقي الاعصار السياسي ليتحكم في تلابيب الفراغ الرئاسي، والذي ازداد تحكما بعد المواجهة بين الجيش والمتظاهرين في الشياح يوم الاحد الماضي.
ومع اقتراب يوم 11 الجاري، موعد الجلسة الـ 14 لانتخاب الرئيس، ترتفع حدة الاستحقاق، وتتبدّى المواقف، فالموالاة على موقفها الداعم للعماد ميشال سليمان كمرشح توافقي، بينما تبدو المعارضة على موقفين حتى الآن: فريق كتلة التنمية والتحرير برئاسة الرئيس نبيه بري على موقفها من العماد سليمان، وان من دون اعلان يومي، وكذلك الاحزاب والشخصيات الحليفة التي تعطي اذنها عادة للهمسات السورية، وهذه ان لم تكرر دعم سليمان فإنها ترفض التطرق الى سواه.
اما موقف حزب الله فبات من الواضح انه اسير نتائج التحقيق في احداث يوم الاحد الماضي رغم نفي مصادر الحزب لمثل هذا الربط، لا بل ان التغطية الاعلامية للوضع من جانب اجهزة اعلام حزب الله تبدو جلية في ابتعادها عن خط قائد الجيش العماد سليمان، لا بل ان اذاعة «النور» الناطقة بلسان الحزب اذاعت نتائج استطلاع اجراه «مركز بيروت للابحاث والمعلومات» تفيد بأن 63% من اللبنانيين مقتنعون بفشل المبادرات الجارية، والجاري الآن والمبادرة العربية، وان 44% من المستطلعين صوتوا للعماد ميشال عون رئيس التغيير والاصلاح كمرشح توافقي للرئاسة وبفوارق كبيرة عن الذين يلونه، ما يعني اخراج العماد سليمان من الحساب.
ويرى النائب مصطفى علوش (المستقبل) ان احداث الاحد وفرت الحجة للمعارضة كي ترفض البند الاول من المبادرة العربية والتي تلحظ انتخاب العماد سليمان لرئاسة الجمهورية.
علي عمار والمجموعة المعاقة
غير ان عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي عمار شن هجوما عنيفا على قوى 14 مارس، واصفا اركانها بالمجموعة المعاقة التي تضم في صفوفها مشاغبين كبارا وفتنويين وعصابات لا يختزنون في داخلهم ذرة من الانسانية والوطنية.
واتهم عمار هذه القوى بارتكاب كل الموبقات في لبنان، وحمل بشدة على كل من رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري واتهمه بادارة «المجزرة الاقتصادية والاجتماعية» بشغف، وعن رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط قال انه امتلأ من رأسه حتى اخمص قدميه من اموال الدولة واكتتاباتها، وكذلك رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية د.سمير جعجع الذي امتلأ من محافظ السفراء واموال الدولة، بحسب تعبيره.
الرئيس السابق امين الجميل ابدى خشيته من ان تكون الاصوات الاخيرة تهدف الى اسقاط العماد سليمان كمرشح توافقي، كما ابدى خشيته من تراجع العماد عون عن مرونته بعد التشاور الذي اجراه مع حلفائه ومع الخارج.
من جهته، رأى البطريرك الماروني نصرالله صفير امام زواره امس ان الحملة القائمة اليوم هي حملة على الوطن لتفريغه من مؤسساته.
واضاف: اننا بأمس الحاجة الى رئيس يدير شؤون البلاد لا رئيس مكبل بالشروط.
البطريرك صفير ابدى اصراره على حماية جميع المؤسسات الامنية، خصوصا بعد استهداف قياداتها الفاعلة من خلال سلسلة الاغتيالات وما يرافقها من شائعات مغرضة، مؤكدا على ضرورة ان يعمل جميع اللبنانيين متضامنين متكافلين لانقاذ بلدهم.
الصفحة في ملف ( pdf )