بيروت - عمر حبنجر
غبار التصريحات النارية الهادفة الى استنهاض شارع الأكثرية عشية الذكرى الثالثة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لم يحجب الخيبة التي يعيشها اللبنانيون مرة اخرى، بعدما عاد الأمين العام للجامعة العربية الى مقره، بلا حل لمسألة شغور رئاسة الجمهورية اللبنانية رغم تسلحه بترياق الجامعة العربية.
ومع الشعور بالخيبة، ارتفع منسوب المخاوف، من احتكام الأطراف المعنية، أو بعضها على الأقل الى الشارع، ويبدو ان الرصاص الكثيف الذي علا في فضاء بيروت وطرابلس خلال حديث تلفزيوني للنائب سعد الحريري، ورغم مناشداته التوقف عن ذلك، فتح عيون القيادات السياسية على المخاطر التي بدأت تهدد السلم الأهلي في لبنان.
موسى يتحدث عن مطالب إضافية
الأمين العام للجامعة العربية، تحدث من القاهرة عن «مطالب اضافية وصفها بالصريحة والايجابية» للمعارضة، ثم استدرك قائلا: لقد اتفقنا على تجنب المبالغة في الطلبات في الوقت الراهن، كما اتفقنا على وقت اضافي لاستكمال المشاورات على ان يعود الى بيروت يوم 24 الجاري قبل الموعد الجديد الذي اعلن عنه.
وحول طبيعة العقد الداخلية قال موسى هناك أكثر من عقدة داخلية، ونحن نتحدث مع الفرقاء في لبنان لحلها، لكن هناك ايضا عقدا خارجية، انما المهم اننا نعمل بشكل ملائم.
علي حسن خليل المبادرة لم تسقط
وأيد المعاون السياسي للرئيس بري، النائب علي حسن خليل حديث «المطالب الاضافية» للعماد ميشال عون، لكنه رفض الخوض في تفاصيلها. وأكد النائب خليل أمس ان المبادرة العربية لم تسقط، وهي مستمرة، والمهم ان يبقى هذا الاجماع حول الدور العربي بغض النظر عن بعض الملاحظات. وأضاف في حديث اذاعي: نحن مازلنا حتى اللحظة رغم كل اجواء التشنج القائمة نتعاطى بكثير من الأمل مع امكان وصول المبادرة الى اقرار التسوية.
وعن الجولة الأخيرة لعمرو موسى، قال حسن خليل رغم ما أحاط اللقاء الرباعي الأخير، اعتقد انها اعطت دفعة الى الأمام لأنها أظهرت بشكل كبير المواقف، وآمل ان يكون الدخول الى الجلسات المقبلة أسهل استنادا الى ما ظهر. النائب حسن خليل، الذي أوفده رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الرابية مع الحاج حسين خليل المعاون السياسي للسيد حسن نصرالله بعد اللقاء الرباعي لاستيضاح العماد عون حقيقة ما حصل، سئل عما حدث ولماذا طلب الرئيس بري من الأمين العام عمرو موسى البقاء ولو لساعات، ومن ثم تبددت أجواء التفاؤل؟ فأجاب: لقد حصلت لعبة اختبار النوايا خلال الجلسة من خلال طروحات افتراضية، لكن ما يهمنا ان نؤكد عليه هو موقف الرئيس بري الذي عبر عنه قبل اللقاء الرباعي، وبعد انعقاد الجلسة وفي لقائه الثاني مع الأمين العام للجامعة، حيث أكد فيه بوضوح الالتزام بالتفسير الذي سبق ان عبر عنه، والأمين العام سمع التزاما واضحا لهذا التفسير، اذا ما قبل الطرف الآخر.
وعلى هذا الأساس تمنى عليه ان يبقى ويستمر في مهمته، واذا كانت هناك التباسات حول بعض المسائل، فالرئيس بري ملتزم بالمتابعة مع الأطراف الأخرى في المعارضة، وقد قرر الأمين العام البقاء، ثم عقد جملة لقاءات مع فريق الأكثرية، ونتيجة هذه اللقاءات طلب تأجيل استئناف مبادرته، وعلى هذا الأساس تم الاتفاق على مواعيد جديدة هي نفسها التي كان الفرقاء اتفقوا عليها خلال الجلسة.
وسأل خليل عن موقف العماد عون، فقال وافق على حكومة بالمثالثة، ثم رفض البندين الآخرين، الانتخاب الرئاسي فورا والحقائب الوزارية، وهذا ما «صدم» الرئيس بري؟
فأجاب: نحن موقفنا هو الالتزام الدقيق بالمبادرة العربية جملة وتفصيلا، روحا ونصا، وهذا أمر لا يمكن التراجع عنه، واعتقادي ألا خلاف على ذلك بين الأطراف المعارضة.
وتحدث عن اجتماعات مقبلة قبل جلسة 26 الجاري الانتخابية، وستكون رباعية كالعادة.
تشاور طبيعي
وعن الاتصال الذي اجراه العماد عون بالرئيس بري أثناء الاجتماع في مجلس النواب، قال انه تشاور طبيعي.
وحول قول موسى ان النجاح العربي في لبنان سيؤدي الى الانفراج الاقليمي والفشل يؤدي الى الانفجار، قال حسن خليل: هذا كلام فيه الكثير من الواقعية، انه يقول انتم ايها اللبنانيون معنيون بتسريع حل الأزمة حتى لا تتحملوا نتائج هذا الجو العربي المتأزم، وليكون بوسعنا استيعاب ما قد يحصل على المستوى العربي.
وأكد حسن خليل ان العماد ميشال عون مازال مفوض المعارضة للمباحثات مع الموالاة.
الصفحة في ملف ( pdf )