عادت سيناتور نيويورك هيلاري كلينتون بقوة الى حلبة سباق الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي بعد ثلاثة انتصارات حققتها في ولايتي اوهايو وتكساس الرئيسيتين بجانب ولاية رود آيلاند، لتوقف سلسلة الانتصارات المتتالية التي حققها غريمها سيناتور الينوي باراك اوباما منذ ما يعرف بليلة الثلاثاء الكبير.
وعلى الجانب الجمهوري، انتزع سيناتور اريزونا جون ماكين فعليا بطاقة الترشيح عن الحزب الجمهوري لخوض السباق الرئاسي بعدما اكتسح انتخابات الولايات الاربع التي جرت امس الاول، مما اجبر آخر منافسيه - حاكم اركانسو السابق مايك هاكابي - على الاقرار بالهزيمة واعلان الانسحاب والتعهد بالعمل على توحيد صفوف الحزب خلف ماكين.
وفي اوهايو حصلت هيلاري على 55% من الاصوات، بينما لم ينل اوباما سوى 43% فحسب.
اما في تكساس، فقد قالت شبكات التلفزيون الرئيسية ان سيناتور نيويورك وبعد فرز 90% من الاصوات، فازت بـ 51%، في حين نال سيناتور ايلينوي 47% فقط.
وتقاسم المتنافسان الديموقراطيان الفوز في الولايتين الصغيرتين، رود ايلاند وفيرمونت، حيث فازت هيلاري بالاولى بينما حصل اوباما على غالبية الاصوات في الثانية.
وقالت السيدة الاولى سابقا في الولايات المتحدة امام حشود من مؤيديها المبتهجين في اوهايو «تعلمون ما يقال، دائما ما تسير الامة على خطى اوهايو، حسنا الامة تعود، وكذلك هذه الحملة».
واضافت بالقول «اوهايو كتبت فصلا جديدا في تاريخ هذه الحملة، ولا نزال في بدايته».
وانهت انتصارات هيلاري الثلاثة في انتخابات الثلاثاء سلسلة الانتصارات المتوالية الـ 11 التي حققها اوباما.
وهنأ سيناتور الينوي منافسته على ما حققته من انتصارات ولكنه اكد انه لا يزال في الصدارة بالنسبة لعدد المندوبين.
وفي كلمته امام انصاره في تكساس، قال اوباما «بغض النظر عما حدث الليلة، لا يزال الفارق الذي نتقدم به من حيث عدد المندوبين دون تغيير تقريبا، واننا في سبيلنا للفوز بالترشيح».
أوباما واثق بالفوز
واكد اوباما انه «في طريقه للفوز بترشيح» حزبه للانتخابات الرئاسية الاميركية المرتقبة في نوفمبر المقبل، بالرغم من هزيمته في ولاية اوهايو التي تعتبر مهمة امام منافسته السيناتورة هيلاري كلينتون.
وتابع «مهما حصل هذا المساء نحافظ عمليا على التقدم نفسه مثل الصباح بالنسبة للمندوبين، ونحن في طريقنا للفوز بترشيح» الحزب الديموقراطي.
وبما ان ايا من المرشحين لم يتمكن من الفوز بعدد المندوبين المطلوب وهو 2025، فإن كلينتون ستبقى في السباق، والانتخابات التمهيدية الديموقراطية ستستمر في وايومينغ وميسيسبي في 8 و11 الجاري ثم في بنسلفانيا في 22 ابريل المقبل.
واشار موقع «ريال كلير» الالكتروني صباح امس الى حصول اوباما على 1482 مندوبا مقابل 1390 مندوبا لكلينتون.
وبذلك اثبتت هيلاري انها رقم صعب في معادلة ترشيح الحزب الديموقراطي، خاصة بعد دعوات عدد من اعضائه لها للانسحاب من السباق واتاحة الفرصة امام اوباما لتركيز جهوده على منافسة ماكين.
وفي تحول لافت لموقف السيناتور هيلاري كلينتون اشارت بعد فوزها بولايتي اوهايو وتكساس في الانتخابات التمهيدية، الى احتمال توصلها الى تسوية مع منافسها باراك اوباما حول تشكيلهما فريقا (رئيس ونائب رئيس).
وردا على سؤال لشبكة « سي بي اس» التلفزيونية الاميركية حول مستقبل المنافسة الحادة بينهما للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي الى الانتخابات الرئاسية وحول احتمال تشكيلهما في النهاية فريقا من رئيس ونائب رئيس، قالت كلينتون «لعلنا نتجه الى مثل هذا الوضع».
واضافت «بالتأكيد علينا ان نتفق من سيكون الرئيس.
اعتقد ان الناس في اوهايو قالوا بوضوح انه يجب ان يكون انا».
وافاد موقع «سي إن إن» ان عدد مندوبي هيلاري كلينتون بات امس 1385، مقابل 1451 لاوباما.
ويحتاج المرشح الى 2025 مندوبا للفوز بالترشيح.
من جهة اخرى، اشارت استطلاعات للرأي اجريت لدى الخروج من صناديق الاقتراع الى ان كلينتون استعادت اصوات مؤيديها التقليديين من النساء والمتحدرين من اميركا اللاتينية بعد حملة ازدادت شراسة في الايام الاخيرة.
ماكين المنتصر
اما ماكين، الذي بات مرشحا فعليا عن الحزب الجمهوري للسباق الرئاسي، فأكد امام انصاره المبتهجين ان الانتخابات الرئاسية «بدأت الليلة».
وقال ماكين وسط حشد من مؤيديه في دالاس «اصدقائي، الآن بدأ الجزء الاهم من حملتنا».
وعرض هذا الرجل الخطوط العريضة للاستراتيجية المستقبلية لحملته، متعهدا باحراز النصر في العراق وموبخا الديموقراطيين على تركيزهم على عملية عام 2003.
وقد حصل ماكين بطل حرب ڤيتنام على اكثر من 1191 مندوبا وهو العدد المطلوب للمندوبين لضمان الفوز بترشيح الحزب الجمهوري، بعد ان كاد الصيف الماضي ينسحب من السباق بسبب نقص المال والمستشارين.
وقال ماكين امام مؤيديه «ان المعركة تبدأ هذا المساء، وستكون لها ايجابياتها وسلبياتها».
ووعد بمحاربة المتطرفين الاسلاميين كما تعهد ببذل كل ما بوسعه لتوحيد الحزب الجمهوري لكن قبل كل شيء «توحيد» الولايات المتحدة.
الصفحة في ملف ( pdf )