بيروت - عمر حبنجر
عمم كل من تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي وقوى 14 مارس على قواعدهم الشعبية في بيروت والجبل والبقاع والشمال وجوب التهيؤ لاحتمال استضافة مواطنين من الضاحية والجنوب، وربما من بعض مناطق البقاع في حال تدهورت الاوضاع جنوبيا او اقليميا وذلك في ضوء معطيات توحي بان اسرائيل تتأبط شرا لحزب الله وحلفائه الاقليميين.
هذه المعطيات حملت العديد من الاسر الجنوبية على المغادرة باتجاه الداخل وحتى الخارج للمقتدرين، وقد تعاظم الضغط على الفنادق والشقق المفروشة في العاصمة بيروت والجبل، اضافة الى البيوت العادية المخصصة للايجار في مختلف البلدات والقرى.
فتفت واحتمالات الحرب
وزير الشباب والرياضة اللبناني احمد فتفت اعرب عن تخوفه الصريح من احتمال نشوب حرب في المنطقة، وقال في تصريح اذاعي له امس «ان عدم رد اسرائيل على عملية القدس امر خطير جدا، ومؤشر على انها تحضر لشيء كبير جدا ولا طريقة امامنا للمواجهة الا عبر تحصين انفسنا وبانتخاب رئيس جديد»، مشيرا الى حركة الطيران الاسرائيلي فوق العاصمة بيروت.
فتفت انتقد الطريقة العشوائية المعتمدة في الشارع العربي للتعبير عن الفرح باستهداف اسرائيل، وقال: رغم ان هذه العمليات ضد اسرائيل حق وواجب، الا ان التسويق الاعلامي لها جاء سلبيا، ويفقدنا معركة الدفاع عن انفسنا امام الرأي العام الدولي.
بدوره، تحدث حزب الله عن تقديرات سياسية حول امكانية نشوب حرب اسرائيلية جديدة على لبنان، وضمن هذه التقديرات اقدام اسرائيل والولايات المتحدة على خطوات عسكرية استراتيجية بهدف تغيير الواقع القائم الذي كرسته نتائج حرب يوليو 2006.
لكن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة استبعد امس شن اسرائيل هجوما على سورية في اعقاب عملية القدس، الا انه دعا الى التنبه من استدراج لبنان الى شيء ما ومن المهم الا نعطيها مبررا لذلك من دون ان يعني ذلك ان نتعرض للاعتداء ونسكت عليه.
واضاف: لا اعتقد ان حزب الله سيعطيهم هذه الذريعة، واستبعد السنيورة ان يحتمل لبنان انتظار الازمة الرئاسية حتى العام 2009 حسبما يشاع، ورجح انطلاق المحكمة الدولية بعد شهرين.
نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى عبدالامير قبلان استشعر الخطر الداهم، ودعا في خطاب له امس الى الاستعداد للمواجهة، علما ان احتمالات عدوان اسرائيل بذريعة الرد على هجوم القدس او دون ذريعة كان محور القمة الروحية الاسلامية التي انعقدت في دار الطائفة الدرزية في بيروت امس الاول.
وترافق كل ذلك مع رفع الجيش الاسرائيلي جهوزيته مع لبنان واعتماد القوات الدولية اجراءات اضافية لمواجهة التطورات.
وفي هذا الخضم، ثمة من يقرأ امكانية بدء العمليات العسكرية قبل انعقاد قمة دمشق لا بعدها كجزء من مفاعيل الهجوم في الداخل الاسرائيلي.
المحادثات الإيرانية - السورية
في هذا الوقت، يترقبون في بيروت لقاءات وزير خارجية ايران منوچهر متكي في دمشق واثرها على القمة العربية وعلى الاستحقاق الرئاسي في لبنان.
على صعيد قمة دمشق، ابدى رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة استعداده للذهاب للقمة اذا كانت العوامل المحلية والعربية مواتية (بمعنى طبيعة التمثيل العربي في القمة ومستواه)، معربا امام زواره عن اعتقاده ان النظام السوري لا يغامر بعدم توجيه دعوة الى بلد عربي آخر، وقال: لقد نقل الينا ان دمشق ستوجه الدعوة الينا بعد 11 مارس وطبقا للاصول.
واستدرك قائلا: انا مستعد للذهاب الى دمشق والمشاركة في القمة ضمن ثوابتي التي هي ثوابت لبنانية، وان مجلس الوزراء هو الذي يقرر المشاركة او عدمها والتمثيل وصيغته. وكان السنيورة قد تلقى اتصالين هاتفيين من وزيري خارجية السعودية سعود الفيصل ومصر احمد ابوالغيط وعرض معهما المستجدات.
وصباح امس تلقى اتصالا هاتفيا من الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، كما اجرى اتصالا بوزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي للغاية عينها.
ولاحظ الرئيس السنيورة ان الضغوط العربية على سورية لها حدود، لأن لكل دولة نقاط ضعف ونقاط قوة في هذا المجال.
وكان عمرو موسى اجرى اتصالا برئيس مجلس النواب نبيه بري امس الاول، وقال لصحيفة «السفير»: لقد كنا على وشك ردم الهوة بين الموالاة التي تتمسك بأولوية انتخاب رئيس الجمهورية والمعارضة التي تصر على «سلة الحلول المتكاملة» حتى مل العرب.
هنا يستبعد النائب الاكثري فؤاد السعد موافقة دمشق على انتخاب رئيس للجمهورية قبل القمة «لأن السوري يفضل استمرار الفراغ من خلال لعبة الثلث المعطل حينا والسلة المتكاملة حينا آخر».
على صعيد تمثيل لبنان المفترض في القمة، لفت امس تصريح للنائب كميل خوري عضو كتلة العماد ميشال عون الذي اعلن رفضه تمثيل لبنان في القمة بشخص رئيس الحكومة، في حين اعلن النائب ناصر نصرالله عضو كتلة التحرير والتنمية رفض الكتلة تكليف رئيسها، اي رئيس مجلس النواب نبيه بري بهذه المهمة.
في هذه الحال، يبقى اسم العماد ميشال سليمان بوصفه المرشح التوافقي الوحيد لتمثيل لبنان في قمة دمشق.
واوضح مصدر حكومي ان مشاركة العماد سليمان يجب ان تنطلق من الدعوة السورية الموجهة الى الحكومة اللبنانية التي بدأ رئيس المجلس نبيه بري يصفها بالحكومة غير الشرعية، لكنها واقعية، على ان يعرض الامر على مجلس الوزراء صاحب صلاحية التكليف.
في غضون ذلك، بات مؤكدا في ضوء الضياع السياسي الذي يعيشه لبنان تحت ضغط التدخلات الاقليمية انه لا امكانية لانتخاب العماد سليمان للرئاسة يوم الثلاثاء المقبل، والتقدير ان بري سيصدر بيانا بالتأجيل اليوم او غدا للمرة السادسة عشرة.
الوزير احمد فتفت قال انه يعارض ان يتمثل لبنان في القمة اذا لم يكن هناك رئيس للجمهورية، ثم استدرك قائلا: لكنني سألتزم برأي الاكثرية بالنتيجة.
انتخاب الرئيس إلى 25 الجاري
وعن رأيه باستعداد السنيورة للذهاب الى دمشق، قال ان هذا اكبر دليل على تصميمنا على تصحيح العلاقات مع دمشق، وبعد عمر طويل سيتكلم الناس عن صبر السنيورة بدلا من صبر ايوب.
وتوقع فتفت تأجيل جلسة الانتخاب الى 25 الجاري، وقال: تذكروا هذا التاريخ.
الصفحة في ملف ( pdf )