واشنطن - احمد عبدالله
بعد ان رفض السيناتور الاميركي باراك اوباما بعبارات ساخرة عرض منافسته هيلاري كلينتون المشاركة في بطاقتها على موقع نائب الرئيس بدا انه السيدة كلينتون اخذت في التراجع عن عرضها على نحو تدريجي.
فقد قالت المرشحة الديموقراطية في خطاب القته في مدينة اولد فورج بولاية بنسلفانيا امس الاول ان من المبكر القول بان لديها مرشحا محددا لشغل الموقع الثاني على بطاقتها الانتخابية.
وقالت كلينتون «هناك ديمقراطيون كثيرون يدعموننا نحن الاثنين واعتقد ان القرار سيتخذ بواسطة الناخبين فيمن سيصبح رئيسا ولكنني ارى ان الوقت غير ملائم لحديث عن شخص بعينه كنائب للرئيس».
وكان اوباما قد رفض في وقت سابق عرض هيلاري قائلا في خطاب بين انصاره «اريد ان اكون واضحا تماما انني اخوض الانتخابات لكي اصبح رئيسا وليس نائبا للرئيس».
جذب المترددين
وفسر اوباما عرض هيلاري بانه محاولة لجعل الناخبين المترددين بينها وبينه يختارونها باعتبارها قادرة في نهاية المطاف على جذبه الى الموقع الثاني على بطاقتها وهكذا فان الناخبين الذين يريدون الاثنين معا سيختارون هيلاري لانهم يعتقدون انهم يصوتون بذلك لاوباما ايضا الذي سيصبح على البطاقة ذاتها في لحظة ما من الفترة المقبلة، وقال اوباما «انني لا اريد اي شخص هنا ان يقول انني سأصوت للاثنين حين اصوت لهيلاري.
ان عليكم ان تختاروا في هذه الانتخابات».
وتابع المرشح الديموقراطي «لقد فزت بعدد من الولايات يبلغ ضعف ما فازت به السيدة كلينتون وحصلت على اصوات اكثر مما حصلت عليه ولدي مندوبون اكثر مما لديها ولذا فانني لا اعرف كيف يمكن لشخص يحتل الموقع الثاني ان يقدم موقع نائب الرئيس لشخص في الموقع الاول ولو كنت في الموقع الثاني لفهمت ولكنني في الموقع الاول الآن».
واسترجع اوباما عبارات كان الرئيس السابق بيل كلنتون قد قالها عام 1992 حين اكد على ضرورة التدقيق عند اختيار نائب الرئيس.
واضاف المرشح الديموقراطي «حينذاك قال الرئيس كلينتون ان احد اهم قرارات المرشح للرئاسة هو اختيار نائب رئيس جاهز ليصبح رئيسا اذا لا قدر الله حدث مكروه للرئيس.
وامس قالت السيدة كلينتون انني لست مؤهلا لكي اصبح قائدا اعلى للقوات المسلحة ورئيسا يحافظ على امن الاميركيين ويواجه لحظات الاختبار القاسية في الازمات، والحقيقة انني لا افهم فاذا لم اكن مؤهلا فلماذا تعرض علي موقع نائب الرئيس؟ لماذا تعتقد انني ساصبح نائبا عظيما للرئيس؟ انني لا افهم، ليس بوسعها ان تقول ذات يوم انني لا اصلح وتقول في اليوم التالي انني اصلح لموقع نائب الرئيس».
هيلاري ترد
ورد معســكر هيلاري على ما قاله اوباما بتصريح ادلى به الناطـــق باسمه هوارد وولفسون وقال فيه «اننا لا نعتقد ان السينــاتور اوباما يلبي حتى الآن متطلبات القائد الاعلى ولكن هنـــاك متسع من الوقت بين اللحظة الراهنة ومؤتمر دنفر، ان السيدة كلينتون لن تختار اي شخص لموقع نائب الرئيس لم يمر باختبار متطلبات الامن القومي ولكن امامنا طريق طويل حتى المؤتمر القومي للحزب وهي ليست مستعدة لاستبعاد ذلك حتى الآن.
والمقصود من الاشارة المتكررة الى مؤتمر الحزب هو التذكير بان المرشح ونائبه يخوضان عملية اعداد امني وسياسي مكثف تقوم بها اجهزة الدولة المعنية بالامن القومي وبالادارة الداخلية في الفترة بين اختياره حتى مؤتمر الحزب.
وتتواصل هذه العملية الى لحظة تولى الثنائي الفائز مسؤولية السلطة.
ناخبو ميسيسبي مع أوباما
من جهة اخرى يتـــوقع أن يتفــوق السينــــاتور أوباما في كسب الناخبين الديموقراطيين في ولاية ميسيسبي إلى جانبه في سباقه المتـــقارب من أجــل الفوز بترشيح حزبه في الانتخابات الرئاسية ضد السيناتور هيلاري كلينتون.
والولاية الجنوبية الساحلية هي أرض المعركة الجديدة بعد أن فاز أوباما بالمجمع الانتخابي لولاية وايومينغ الواقعة في الغرب.
ويوجد في ميسيسبي 33 مندوبا من 2205 يحتاجها أي من المرشحين لكي يحظى بترشيح الحزب.
ووفقا لشبكة «سي إن إن» الاخبارية فإن كلينتون تأتي وراء أوباما في عدد المندوبين المطلوب لكي تضمن الترشيح في المؤتمر العام للحزب المقرر في دنفر في أغسطس المقبل بفارق 115 مندوبا، ويؤيد كلينتون 1438 مندوبا مقارنة بأوباما الذي يحظى بتأييد 1553مندوبا.
الافضلية لكلينتون في بنسلفانيا
وعلى الجانب الجمهوري احكم السيناتور الجمهوري جون ماكين قبضته على تذكرة الترشيح الأسبوع الماضي وحول انظاره حاليا لجمع الأموال لحملته شحيحة التمويل.
ويتبقى بعد ولاية ميسيسبي 5 ولايات للتصويت بالنسبة للديمقراطيين و6 للجمهوريين.
وبعد موسم حملات انتخابية محموم سيكون لدى المرشحين ستة أسابيع لجمع الصفوف قبل خوض انتخابات ولاية بنسلفانيا التمهيدية الغنية بالمندوبين يوم 22 أبريل المقبل، وتظهر استطلاعات الرأي أن كلينتون التي قضت طفولتها هناك لديها أفضلية على أوباما بنحو 12 نقطة مئوية.
ومع تقارب السباق الديموقراطي هناك ضغوط من أجل إعادة الانتخابات في ولايتي فلوريدا وميتشجان التي تم تجاهل نتيجتهما الأولية بواسطة الحزب لأنهما خالفتا التوجيهات التي طالبت بعدم عقد هذه الانتخابات في يناير.
الصفحة في ملف ( pdf )