أكد مبعوث السكرتير العام للأمم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر ان الوضع السياسي في اليمن يتطور ويتقدم بشكل ايجابي، موضحا في الوقت ذاته وجود عقبات يجب التغلب عليها بعقلانية وتغليب لغة الحوار والتفاهم والتوافق.
وقال بن عمر في تصريحات صحافية لدى مغادرته العاصمة اليمنية صنعاء امس «هناك تطور مهم في الوضع السياسي الآن تم خلاله توقيع الآلية لتنفيذ مبادرة الخليج وتشكيل حكومة الوفاق الوطني وهناك تاريخ محدد لانتخابات الرئاسة المبكرة بالاضافة الى تشكيل لجنة الشؤون العسكرية التي بدأت تصدر قرارات».
وفي هذه الأجواء بدأت لجنة عسكرية يمنية امس إعادة الوضع الى طبيعته في العاصمة صنعاء عبر إزالة نقاط المراقبة والحواجز التي أقيمت خلال اشهر من الاحتجاجات ضد الرئيس علي عبدالله صالح. وقال مراسل لوكالة فرانس برس ان جرافات شوهدت وهي تزيل أكياسا من الرمل شكلت دشما حول مقر مركز للمخابرات قريب من صالح، بإشراف اعضاء اللجنة المشتركة التي شكلتها الحكومة بقيادة المعارضة. وقال ضابط في وحدة عسكرية في شارع الستين «تلقينا أوامر بالانسحاب من المنطقة بناء على تعليمات من اللجنة العسكرية».
وكانت اللجنة العسكرية اليمنية التي يرأسها نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي قررت إنهاء المظاهر المسلحة في البلاد اعتبارا من السبت وفي غضون أسبوع.
وتشمل هذه الإجراءات عودة القوات المسلحة الى الثكنات والمسلحين القبليين الى قراهم.
وإزاء المخاوف من تجدد هذه الاشتباكات والمشاكل الأخرى التي يعاني منها اليمن حذرت صحيفة «الرياض» السعودية من تفشى الفقر والأوضاع المأساوية في اليمن مما قد يحولها إلى «صومال أخرى» تهدد أمن وسلامة المنطقة بأسرها. وقالت الصحيفة في افتتاحية عددها امس «من العار أن يأتي تقرير منظمتين إنسانيتين «أوكسفام» و«الإغاثة الإسلامية» ليعكس صورة الفقر في اليمن الذي تعدى رقم 75% بجوار بلدان عربية خليجية غنية وعالم آخر يدلل كلابه أكثر من البشر».
وأشارت الصحيفة إلى أن اليمن دخل مدار العواصف منذ زمن بعيد، مشيرة إلى أن حقيقة الفقر قديمة مقابل شح في الإمكانات وتزايد سكاني كبير واضطرابات نشأت لهذه الأسباب.
وقالت الصحيفة: لقد دفعت دول الخليج معونات متعددة لكنها كانت تذهب إما إلى أعضاء السلطة أو رؤساء القبائل وهي مشكلة مازال اليمن يعاني منها، غير أنه توجد سياسات ترتهن الإشراف على أي عطايا وإيصالها إلى الشعب كمشاريع حيوية ودون قبول الحجج القديمة.
وأوضحت الصحيفة أن الوضع الراهن الذي كشف أن أسرا تعتاش على الخبز والشاي وأخرى لا تتناول أي وجبة إلا بعد 3 أيام واضطر بعضها لإخراج أبنائهم من المدارس للبحث عن قوت يومهم، قضية تحتاج إلى علاج سريع حتى لا يصل اليمن إلى صومال أخرى، وقالت الصحيفة «هي واجبات لابد من الإسراع بها لأن أي تراخ في إنقاذ جوعى اليمن إحراج للدول المجاورة».