Note: English translation is not 100% accurate
ماذا فعلت رايس في شمال العراق؟
الاثنين
2006/10/9
المصدر : الانباء
تحليل إخباري
واشنطن ـ أحمد عبدالله
انتهت زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس لشمال العراق مخلفة عددا من الاسئلة يفوق ما قدمته من اجابات.
ذلك ان هذه الزيارة جاءت في سياق محدد وفي لحظة بالغة الخصوصية.
فقد زار رئيس الوزراء التركي الطيب أردوغان واشنطن قبل أيام من زيارة رايس لكردستان العراق، واجتمع مع الرئيس جورج بوش.
وطبقا لما قاله سفير الولايات المتحدة في أنقرة روس ويلسون بعد أن غادر أردوغان واشنطن فإن اجتماع الرجلين ركز بصفة أساسية على الوضع في شمال العراق.
ويتلخص السياق الذي تمت فيه زيارة رايس في أن تركيا أعربت لإدارة الرئيس بوش منذ بعض الوقت عن نفاد صبرها ازاء ما قالت انه قواعد داخل العراق يشن منها حزب العمال الكردستاني عملياته ضد اهداف في جنوب شرقي تركيا.
ولوحت أنقرة باحتمال قيام قواتها بعمليات داخل شمال العراق لذلك السبب.
الا أن أنقرة كما هو معروف لا تخشى فحسب عمليات حزب العمال، ولكنها تخشى أكثر مما سيحدث مستقبلا اذا ما واصل أكراد العراق اندفاعهم نحو تقنين ابتعادهم عن الحكومة المركزية في بغداد.
وحين يرى الاتراك هذه الخطوات المتلاحقة التي يخطوها الأكراد في ذلك الاتجاه، فإن من شأن مخاوفهم أن تتجسد أكثر.
ويلسون قال خلال مؤتمر صحافي عقده قبل أيام في مركز الصحافة الوطنية بواشنطن ان ادارة الرئيس بوش «تتفهم» قلق أنقرة من تصاعد عمليات حزب العمال.
وكان الرئيس بوش قد عين مبعوثا خاصا الى أنقرة للتعامل مع ملف الحزب وهو الجنرال جوزف رالستون الذي كان قائدا لقوات حلف شمال الاطلسي في أوروبا.
وأوضح ويلسون ان الجنرال رالستون سعى للوصول الى وقف اطلاق النار الذي أعلنه حزب العمال قبل أسابيع، وهو أمر قابلته أنقرة ببرود بسبب ما قاله مسؤولوها من أن الحزب سبق أن اتخذ خطوات مشابهة دون أن يلتزم بها.
وبعد هذا البرود عدل رالستون من طلبه، اذ قال علنا انه يرغب في أن يلقي حزب العمال بسلاحه لا أن يكتفي بقرار لوقف اطلاق النار.
وهكذا ارتسمت ملامح اللحظة التي زارت خلالها رايس كردستان العراق بوضوح.
فهي لحظة محاصرة بين الضغوط التركية على واشنطن لكبح اندفاع الآراء ابتعادا عن بغداد، ولقيامهم بعمل ما ضد حزب العمال، وبين الطموحات الكردية التاريخية التي وجدت في الاوضاع الراهنة فرصة لكي تتقدم.
وكان السؤال هو: أي طرف ستختار واشنطن؟ وقد طُرح هذا السؤال بإلحاح بعد زيارة أردوغان لواشنطن، وما مارسه من ضغوط. وقيل ان واشنطن ـ التي لا ترغب أبدا في رؤية أي عمليات عسكرية تركية في شمال العراق ـ قد تضغط على الاكراد لوضع طموحاتهم على الرف لبعض الوقت، كما قيل ان واشنطن قد تضغط على أنقرة وتكتفي بالسعي لتقليم أظافر حزب العمال، ثم تسمح للأكراد بعد ذلك بمواصلة طريق طموحاتهم.
فماذا حدث خلال زيارة رايس؟ د.أدموند غريب الاستاذ في جامعة جورج تاون بواشنطن يقول «لو اضطرت ادارة الرئيس بوش للاختيار بين الاكراد والاتراك فإنها ستختار الاتراك.
ان تركيا حليف رئيسي للولايات المتحدة، وهي حليف قوي ومؤثر وتتمتع بعضوية حلف الناتو».
إلا أن البروفيسور غريب يقول ان رايس حاولت «التوفيق» بين الجانبين.
ويعني ذلك ان الوزيرة طلبت من قادة اقليم كردستان العراق التعامل بواقعية مع قضية اغلاق معسكرات حزب العمال حتى لا يستفزوا أنقرة، وغض الطرف حاليا عن مسألة كركوك، ان المسألة جزء من صلب المطالب الكردية في شمال العراق.
وكان ويلسون قد أشار في محاضرته بوضوح الى ان اجتماع أردوغان وبوش الذي استمر ساعة و45 دقيقة تناول بقدر من الاسهاب قضية كركوك، بالاضافة ـ بطبيعة الحال ـ الى قضية حزب العمال.
ولابد ايضا أن رايس طلبت من قادة الاقليم التمهل في اندفاعهم نحو استثمار اللحظة على نحو يؤدي الى اغضاب تركيا، وتقديم ما يطمئن أنقرة في ملفي الانفصال وحزب العمال.
ولكن هل يتمهل الاكراد؟ وهل يبذلون جهدا لتطويق اخوتهم من مقاتلي حزب العمال؟ وهل يقولون «شيئا» عن كركوك يبدد مخاوف أنقرة التي تؤكد أن للمدينة روابط تاريخية بتركيا؟
اقرأ أيضاً