لندن - عاصم علي
في خطوة مثيرة للجدل، ويتوقع ان تثير ازمة سياسية في حال طرحها، تخطط الحكومة البريطانية للاحتفاظ 12 شهرا بكل المكالمات والرسائل الالكترونية والهاتفية القصيرة العائدة الى المواطنين، داخل حافظ الكتروني حكومي ضخم، بغية اللجوء اليها عند الحاجة في اطار مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة.
ووفقا لما نشرته صحف بريطانية بينها «ذي تايمز» فإن موفري خدمة الانترنت وشركات الاتصالات ستسلم سجلات الاتصال الى وزارة الداخلية في اطار خطط اعدها مسؤولون بريطانيون، على ان تحتفظ بها لفترة 12 شهرا يسمح خلالها للمسؤولين الامنيين بالاطلاع عليها في حال الحصول على إذن قضائي بذلك.
لكن مثل هذه الخطة ستثير مزيدا من المتاعب لهذه الحكومة الضعيفة حاليا، والتي كشفت استطلاعات الرأي العام وآخرها واحد نشرته «ذي غارديان» امس انها ستواجه هزيمة تاريخية وحتمية امام حزب المحافظين المعارض بقيادة الشاب ديڤيد كامرون.
وسبق ان اثار اقرار بطاقات الهوية الشخصية في بريطانيا وحفظ بيانات المرضى جدلا كبيرا في بريطانيا وسط مخاوف من الاخلال بالتوازن الهش بين الحقوق الفردية والامن الوطني.
كما سيكون هناك مخاوف حيال عدم قدرة الحكومة على ادارة مثل هذا الخزان الضخم من المعلومات والبيانات، اذ يرسل البريطانيون نحو 57 مليار رسالة هاتفية قصيرة سنويا وثلاثة مليارات رسالة الكترونية يوميا يخشى ان تكون عرضة لمحاولات ابتزاز.
ويأتي هذا الاقتراح في اطار توجه اوروبي اعقب اعتداءات السابع من يوليو عام 2005 على قطارات لندن، لايجاد طريقة موحدة للاحتفاظ بهذه الاتصالات وبعدما فرض الاتحاد الاوروبي على شركات الاتصال الاحتفاظ لسنة كاملة بهذه البيانات منذ شهر اكتوبر الماضي.
الى ذلك، وصل الزعيم الروحي لإقليم التبت الدالاي لاما إلى بريطانيا امس في زيارة تستغرق 11 يوما يلتقي خلالها رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون وبرلمانيين.
وتتضمن زيارة الدالاي لاما انشطة روحية وسياسية من بينها المشاركة في جلسة استماع أمام اللجنة البرلمانية المختارة للشؤون الخارجية.
وسيستقبل براون الزعيم الروحي لإقليم التبت في قصر لامبث، المقر الرسمي لرئيس أساقفة كانتربوري وليس في مكتب رئاسة الحكومة (داوننغ ستريت) كونه زعيما روحيا.
وأثارت الخطوة انتقادات من قبل وزير خارجية الظل في حكومة حزب المحافظين المعارض ويليام هيغ والزعيم السابق لحزب الديموقراطيين الأحرار المعارض منزيس كامبيل وأنصار الدالاي لاما في بريطانيا والذين بعثوا برسالة إلى براون تطالبه باعادة النظر في قراره.