أعربــت دمشــق امــس عن رفــضها ما اعتــبرت أنه شــروط اسـرائيلية لاقـــامة السلام في المنطقة، لكنها أكدت على أن تحقيــق الســلام بين سورية واســرائيل ليس صعبا.
وقالت صحيفة «تشــرين» الســورية في افتتاحيتها ان دمشق «لا تريد شــروطا مسبــقة تضع العــربة أمام الحصان، ولا تساوم في علاقــاتها مــع الدول والشــعوب، ولا تريد في الوقت نفسه مساومة الآخــرين على علاقــاتهم مع الدول والشعوب».
وكانت وزيرة الخارجية الاســرائيلية تســيبي ليفني قالت ان على سورية أن تقطـع علاقـــاتها بايران وحزب الله اللبناني وحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) اذا كانت تريد السلام.
وأضافت الصحيفة أن «الشروط التعجيزية لا يمكنها أن تسهل عمل المفاوضين، خاصة اذا كانت هذه الشروط هي النتائج وليست المقدمات. ومن يضع الشروط اليوم لأهداف داخلية وانتخابية، فانه يضع العصيّ في العجلات، ويخضع عملية السلام لعملية مساومة وابتزاز».
وقالت الصحيفة ان دمشق «ستعلن مستقبلا ما اذا حققت هذه المفاوضات غير المباشرة تقدما ملموسا يقتضي اجراء مفاوضات مباشرة، وما اذا كانت قد اصطدمت بالعقبات والعراقيل والشروط».
ليس مستحيلا
واعتبرت أن «صنع السلام ليس بهذه الاستحالة التي يتصورها الآخرون وقد تم في السابق انجاز ما يتجاوز 80% من اتفاق السلام، ولا نظن أن الـ 20% المتبقية تحتاج الى وقت طويل، اذا ما صدقت النيات وتوافرت الارادة لدى الاسرائيليين».
ورأت الصحيفة الرسمية السورية أن التطورات في المنطقة «تدعو الى تفاؤل حذر» ، مشيرة الى اتفاق الدوحة بين الفرقاء اللبنانيين، والذي أنهى نحو 18 شهرا من الانقسام السياسي الحاد الذي كاد يصل الى حرب أهلية لبنانية جديدة.
وأشارت الى أن اتفاق الدوحة أكد أن العرب قادرون على حل مشاكلهم وأزماتهم، وأن ينطلق أي جهد عربي من قاعدة الانحياز المطلق للمصلحة العربية العليا، وليس الى جانب هذا الفريق أو ذاك، ووفق مواقف مسبقة وأجندات خاصة غير بريئة.
وأكدت الصحيفة على ان اتفاق الدوحة والمحادثات السورية - الاسرائيلية هما «حدثان- فيما لو سارت الأمور كما يجب - يؤشران الى أن المرحلة المقبلة قد تشهد تحولا جذريا ينقل الشرق الأوسط الى شواطئ السلام والازدهار».
الجولة المقبلة
وفي سياق متصل، نقلت الاذاعة الاسرائيلية العامة امس عن مصادر ديبلوماسية تركية أن الوفدين السوري والاسرائيلي سيلتقيان في جولة ثانية من المفاوضات غير المباشرة في اسطنبول الأسبوع المقبل.
وأضافت المصادر أن الجانبين اتفقا قبل مغادرتهما اسطنبول على الموضوعات التي سيتم طرحها خلال الجولة المقبلة، موضحة أن الجانبين سيناقشان التدابير الأمنية بعد الانسحاب الاسرائيلي من الجولان وخاصة ما يتعلق بحزب الله اللبناني وحركة حماس ومكافحة «الارهاب» وتقسيم المياه الواردة من الجولان والعلاقات التجارية بين البلدين.
وتابعت الاذاعة نقلا عن صحيفة «صباح» التركية عن المصادر قولها ان الوفدين سيناقشان أيضا تبادل فتح ممثليات لكل منهما لدى البلد الاخر حال التوصل الى اتفاق سلام وتأثير ذلك على العلاقـــات مــع كــل مــن ايران ولبنان والولايات المتحدة.
وبالنسبة لطريقة اجراء المفاوضات أوضحت المصادر التركية أن المفاوضات ستسير بالطريقة نفسها التي سارت بها في الجولة الأولى هذا الأسبوع عن طريق تبادل الرسائل الخطية بين الوفدين السوري والاسرائيلي عبر الوسيط التركي.
وكانت اسرائيل وتركيا أعلنتا الأربعاء الماضي عن اجرائهما مفاوضات سلام غير مباشرة برعاية تركيا تقوم على الانسحاب الاسرائيلي من الجولان السوري.
الصفحة في ملف ( pdf )