Note: English translation is not 100% accurate
قراءة سياسية في الوضع المسيحي من وحي «المهرجانات المتنقلة»
الأحد
2006/10/15
المصدر : الانباء
تحليل سياسي
دار الوضع المسيحي دورة كاملة حول نفسه ليعود الى النقطة و«الحالة» التي كان عليها في مطلع التسعينيات وبداية «مرحلة الطائف»:
انقسام سياسي حاد وتنازع بين مركزي استقطاب رئيسيين:
العماد ميشال عون ود.سمير جعجع، تعذر الاتفاق بينهما لينخفض سقف الطموحات الى حدود «تنظيم الخلاف»، خروج الوضع عن سيطرة بكركي، نقاش وانقسام في النخب الفكرية والسياسية حول خيارات المرحلة ذات الطبيعة المفصلية أمس واليوم.
مما لا شك فيه ان القيادات المسيحية تتحمل مسؤولية فيما اصاب الوضع المسيحي من وهن وضعف، وان المسيحيين دفعوا، ولايزالون، ثمن صراعاتهم وخلافاتهم التي ادت الى تشتيت صفوفهم وطاقاتهم وأتاحت قبل 15 عاما الدخول العسكري والسياسي السوري الى «المناطق الشرقية»، والاخلال بالتوازن الوطني في بعديه السياسي والطائفي، وابعاد القيادات الى المنفى الخارجي أو السجن الداخلي و«تصحير» الحياة السياسية، ومصادرة الحريات وحرف اتفاق الطائف عن مساره الأصلي، الخ.. ما تسبب بحالة احباط عامة وموجة «هجرة واسعة» هي الموجة الثالثة بعد موجتين في السبعينيات والثمانينيات مع فارق ان موجة التسعينيات غلبت عليها الأسباب السياسية فيما كانت الحرب والوضع الاقتصادي سببين مباشرين للهجرة سابقا.
دور البطريرك
وجد البطريرك صفير نفسه امام مهمة تاريخية شاقة، كان عليه في بادئ الأمر ان يملأ الفراغ الناجم عن غياب القيادات والزعامات السياسية وان يعيد صياغة الوضع المسيحي «المبعثر» ويمسك بناصية الموقف الوطني، نقطة التحول كانت في العام 2000 مع صدور البيان الأول الشهير عن مجلس المطارنة الموارنة الذي فتح ملف الوجود السوري في لبنان ومن منطلق ان الانسحاب الاسرائيلي ذلك العام اطلق العد العكسي للانسحاب السوري.
وبعد هذا «البيان ـ النداء» الذي كان بمثابة الطلقة الأولى في انتفاضة الاستقلال لاحقا، عرفت الساحة المسيحية تجربة سياسية فريدة من نوعها تمثلت في قيام «لقاء قرنة شهوان» الذي ضم كوكبة من الشخصيات السياسية تحت مظلة بكركي ورعايتها. وكان اللقاء بمثابة مكتب سياسي لبكركي ونجح في تعبئة الفراغ وفي تأدية دور «بدل عن ضائع» الى ان وقعت الأحداث والتحولات الكبرى في العام 2000.
عودة عون وجعجع
بموازاة الانسحاب السوري وبعده، عاد عون وجعجع الى المسرح السياسي وانحسر تلقائيا دور مظلة بكركي وحضورها السياسي، وانهارت تجربة «قرنة شهوان» تحت وطأة الانتخابات النيابية وما رافقها من ظروف وملابسات و«تحالف رباعي» من خارج اطار 14 مارس وعلى أساس قانون العام 2000 ومن دون اقرار قانون العفو العام.
وفي ظل مناخ مسيحي من الذهول والصدمة ازاء استمرار النهج الذي كان متبعا في زمن الوصاية السورية وما حمله من تهميش لدور المسيحيين وانتقاص من حقوقهم وتمثيلهم والحد من مشاركتهم في الحكم والمؤسسات، حصلت ردة فعل مسيحية عارمة أفاد منها العماد عون الذي كرست الانتخابات زعامته المسيحية باعتراف من البطريرك صفير، فيما كان لقاء قرنة شهوان في ابرز رموزه من «ضحايا» ردة الفعل هذه. وحصل هذا التبدل في المشهد السياسي في وقت كان د.جعجع في السجن ولم تتح له فرصة خوض الانتخابات والتحكم بمجرياتها.
تفاهم عون ـ حزب الله
رغم ان عون خرج من الانتخابات وفي حوزته ثانية أكبر كتلة نيابية بعد كتلة المستقبل، إلا انه ظل خارج الحكومة التي عكست نتائج الانتخابات وتحالفها الرباعي، الانتخابات والحكومة أعلنتا خروج عون من تحالف 14 مارس ووقوعه في شبه عزلة سياسية، ولكن لم يتأخر الوقت حتى حدث تبدل جديد في المشهد السياسي وخلط أوراق.
حدث ذلك في فبراير 2006 عندما أعلن حزب الله والتيار الوطني الحر ورقة تفاهم بينهما من كنيسة مار مخايل، هذا «التفاهم» الذي أعلن نهاية التحالف الرباعي نظر اليه كمقدمة من مقدمات ثنائية شيعية ـ مارونية، كسر عزلة عون على المستوى السياسي وعزلة الشيعة على المستوى الوطني «الطائفي» بعدما صورت أحداث العام 2005 كل الطوائف في مكان والطائفة الشيعية في مكان آخر.
يتبع...
اقرأ أيضاً