قال الرئيس السوري بشار الأسد إن إسرائيل لم تطلب من سورية التخلي عن حزب الله وحماس وإيران كشروط مسبقة لمفاوضات السلام، نافيا أن يكون الموقع السوري الذي استهدفته إسرائيل في سبتمبر الماضي نوويا، محذرا من أن إقدام إسرائيل أو الولايات المتحدة على قصف المنشآت النووية الإيرانية سيكون خطأ جسيما.
وفي مقابلة مع صحيفة «ذي هندو» الهندية عشية الزيارة التي سيقوم بها إلى نيودلهي، قال الرئيس السوري عن قضية المفاوضات غير المباشرة للسلام مع اسرائيل وترعاها تركيا، إنه ليس لدى سورية ما تعطيه مقابل استرجاع أراضيها في الجولان، بل «هناك شيء يمكننا تحقيقه معا وهو السلام».
ووأوضح قال الأسد «إذا توصل الفريقان إلى نوع من المعاهدة بما فيها استرجاع مرتفعات الجولان، فذلك يعني تحقيق السلام. والشيء الآخر إلى جانب مسألة الأرض، هو مناقشة تطبيع العلاقات والمياه والترتيبات الأمنية وجميع التفاصيل المتعلقة بمبدأ السلام.
وكما قلت هذا شيء نحققه معا، لكن لدى إسرائيل الأرض وعليها إعادتها».
ونفى الرئيس السوري أن تكون إسرائيل وضعت شروطا مسبقة لمعاودة المفاوضات مع بلاده مثل قطع علاقتها مع أصدقائها في المنطقة.
وقال «لم يطلب منا أحد ذلك. كان الإسرائيليون يتحدثون عن المفاوضات من دون شروط مسبقة.
لا يمكنهم فرض شروط على المفاوضات ولم يطلبوا ذلك أصلا.
هذا أولا. أما ثانيا، فإن حركة حماس مرتبطة بالمسار الفلسطيني ونحن نتحدث عن المسار السوري، لسنا مسؤولين عن ذلك المسار.
أما حزب الله فهو ضمن المسار اللبناني ولم نعد في لبنان اليوم. لذا نحن نتحدث عن المسار السوري فقط. هذا هو موقفنا».
وأوضح أن ما قاله الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر عن أن 85% من المسائل المرتبطة باحتلال إسرائيل لمرتفعات الجولان قد تم حلها وأن الباقي هو 15%، صحيح «حيث اننا حققنا فعليا 80% من المسائل التي يجب حلها قبل توقيع الاتفاقية خلال عهد حكومة رابين، لكن بسبب اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل توقف كل شيء.
كما نفى الأسد أن يكون الموقع الذي استهدفته إسرائيل بغارة جوية في سبتمبر الماضي نوويا، مؤكدا ما قاله في السابق بأنه موقع عسكري «لكن لا يمكنك البوح عن طبيعة المواقع العسكرية.
كيف يمكنه أن يكون نوويا؟ أين هي الإشعاعات؟ أين هي الحماية لهذا الموقع.
وأكد الأسد أن اتفاقية الدوحة التي توصل إليها الفرقاء اللبنانيون تشكل بداية جديدة لفصل جديد من العلاقات السورية واللبنانية، مشيرا إلى أنها لم تكن «انتصارا» للاعبين السياسيين اللبنانيين فحسب، بل للسياسة السورية أيضا.
وقال «بالتأكيد كانت الاتفاقية انتصارا لجميع اللبنانيين، هي انتصار لسورية لأن سورية كانت تحمي نفسها.
عندما تكون هناك فوضى وحرب أهلية أو ما شابه في لبنان، فسوف نتأثر بها سلبا بطريقة مباشرة، هذا هو الانتصار الأول.
أما الانتصار الثاني فهو أن العديد من اللبنانيين والمسؤولين حول العالم كانوا يتهمون سورية بأنها تسبب المشاكل في لبنان، وأن لدينا مصلحة في خلق هذه المشاكل، لكن اتفاق الدوحة الذي حظي بدعم مباشر من سورية، كان إثباتا صارخا بأن سورية كانت تعمل في الاتجاه المعاكس لما كانوا يزعمونه.
هذا كان مهما جدا بالنسبة لسورية».
وتابع «أما فيما يتعلق بزيارتي، فهذا الأمر مرتبط بتأليف حكومة الوحدة الوطنية في لبنان أولا.
ثم إنها مرتبطة بالمباحثات بيني وبين الرئيس اللبناني.
لم نناقش بعد أي موضوع يتعلق بزيارتي.
لكن عندما تحدثت إليه بعد اتفاقية الدوحة قلت له إننا على استعداد لمساعدة لبنان ومساعدته شخصيا في مهمته.
فقال إننا نريد مساعدة السوريين في المستقبل وأكدت له أننا على استعداد. ما زلنا ننتظر».
وقال الأسد إنه يملك ثقة بأن المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة المسؤولين عن اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الراحل رفيق الحريري ستعمل بطريقة إيجابية إذا لم تكن «مسيسة» وانها يجب أن تحل مسألة هوية المجرمين.
وأضاف ان التقارير التي أعقبت تقرير المحقق الدولي ديتليف ميليس دحضت بالكامل ما قاله ميليس ولذا «نشعر بالراحة وأن الأمور جميعها تسير بطريقة مهنية».
وشدد الأسد على تعاون سورية مع المحكمة فور تشكيلها وأن المحققين ذكروا مرارا في تقاريرهم أن التعاون السوري كان مرضيا.
أما فيما يتعلق بمسألة تقديم مواطنين سوريين أمام المحكمة فقال: يجب عادة توقيع اتفاقية بهذا الشأن كما فعلوا مع لبنان عندما أسسوا المحكمة.
الصفحة في ملف ( pdf )