امهل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي المسلحين في محافظة ميسان الشيعية 4 ايام لالقاء السلاح، في حين تنتشر في المحافظة المتاخمة للحدود مع ايران قوات عراقية واميركية استعدادا لتنفيذ عملية امنية تستهدف من تسميهم الحكومة بـ «الخارجين على القانون».
وتشير تقارير اعلامية الى فرار عدد كبير من عناصر ميليشيا جيش المهدي الشيعية التي لوحقت في مدينتي البصرة والصدر، الى محافظة ميسان المتاخمة للحدود مع ايران.
وقال المالكي في بيان امس الاول: «قررنا منح المتهمين ممن لم تتلطخ ايديهم بدماء العراقيين عفوا لمدة 4 ايام، ينتهي في 18 الجاري (بعد غد)» ودعاهم الى مراجعة الاجهزة الامنية لتثبيت موقفهم القانوني.
مكافأة مالية
اضاف: «قررنا اعتبار محافظة ميسان منطقة منزوعة السلاح ابتداء من 15 الجاري (امس) ولمن يملك سلاحا ثقيلا او متوسطا او عبوات او بنادق مهلة 4 ايام لتسليم ما لديهم الى الاجهزة الامنية مقابل مكافأة مالية».
وتابع المالكي الذي اشرف على عملية مماثلة في البصرة اواخر شهر مارس الماضي قائلا: «خولنا قواتنا المسلحة صلاحية الانتشار في جميع انحاء المحافظة اعتبارا من 19 الجاري وتنفيذ حملات تفتيش واسعة عن الاسلحة والقبض على المطلوبين للقضاء».
وحمّل رئيس الوزراء العراقي مسؤولية «نقص الخدمات والاوضاع غير المستقرة» في ميسان وكبرى مدنها العمارة جنوب بغداد الى ما قال انه «محاولة الخارجين على القانون ان يجعلوا سلطتهم فوق السلطة الوطنية».
ونفذت قوات عراقية بمساندة الجيش الاميركي عملية «صولة الفرسان» في البصرة جنوب بغداد، نهاية مارس الماضي كما تنفذ «عملية السلام» في مدينة الصدر شرق بغداد.
تعزيزات عسكرية مكثفة
وشوهدت دبابات عراقية في الشوارع الرئيسية وقامت قوات الامن العراقية بدوريات حراسة وتم انشاء العديد من نقاط التفتيش في مدينة العمارة التي يبلغ عدد سكانها نحو 250 الف نسمة وتقع على بعد 300 كيلومتر جنوب شرقي بغداد.
وألقت طائرات هيليكوبتر منشورات تحث السكان على البقاء في منازلهم وعدم التدخل في العمليات.
وافاد مراسل «رويترز» بأن الحكومة العراقية عززت وحدات الجيش والشرطة في مدينة العمارة الجنوبية امس استعدادا لحملة جديدة ضد الميليشيات الشيعية.
وأضاف ان قوافل عسكرية عراقية بينها مركبات مدرعة ودبابات تتحرك صوب الجزء الشمالي من المدينة.
وهذه المدينة معقل لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر المناهض للولايات المتحدة الذي وافق على وقف اطلاق النار بعد ان شنت قوات عراقية تدعمها القوات الاميركية عملية كبيرة ضد ميليشيا جيش المهدي التابع له في البصرة في مارس الماضي.
وقال مسؤولون محليون ان العراق أرسل وحدات من الجيش والشرطة الى العمارة في حملة جديدة ضد الميليشيات الشيعية.
وهذه العملية هي احدث حلقة في سلسلة جهود يقوم بها رئيس الوزراء العراقي لاحكام سلطة حكومته على مناطق في البلاد كان يسيطر عليها في السابق اعضاء ميليشيات شيعية أو جماعات مسلحة سنية.
استهداف عناصر من جيش المهدي
وقال مسؤول امني في محافظة ميسان ان العملية ستستهدف الجماعات المسلحة وبعض اعضاء جيش المهدي.
واضاف المالكي في البيان انه يتعين انهاء فوضى التسليح والجريمة في ميسان.
واردف قائلا ان العراقيين الذين قدموا معلومات مفيدة عن اماكن الاسلحة غير القانونية واصحابها والخارجين على القانون سيحصلون على مكافآت مالية.
وصرح المسؤول الامني بأن العربات المدرعة العراقية وصلت من مدينة البصرة الجنوبية وان وحدات الشرطة جاءت من بغداد واماكن اخرى.
وقال محسن عبدالحسن وهو من السكان المحليين ان وحدات الجيش والشرطة انتشرت في انحاء المدينة بطريقة لم تشاهد من قبل في الشوارع الرئيسية والطرق والجسور.
وفد «صدري» إلى العمارة
من جانبه أمر مقتدى الصدر وفدا من رجال الدين بالذهاب الى العمارة لإجراء محادثات مع المسؤولين المحليين بشأن الكيفية التي ستنفذ بها العملية وذلك حسبما قال سيد كريم عضو الوفد.
وقال ان الوفد نقل تعليمات من الصدر الى اعضاء جيش المهدي لاحترام وقف اطلاق النار الذي امر به رجل الدين.
وقال ان الحاكم الاقليمي وعد بأن تحترم قوات الامن حقوق الانسان وان تشرف لجنة من زعماء العشائر على العملية.
وقال عضو وفد رجال الدين الذي ارسله الصدر انهم ليس لديهم اعتراض على تنفيذ القانون والقاء القبض على المطلوبين وانهم لا يعتقدون ان العملية موجهة الى رجال الصدر لانهم جميعا اخوة في المدينة.
الصفحة في ملف ( pdf )