اعتبر وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل ان حل سلاح حزب الله ينطلق من حوار لبناني ـ لبناني يستند الى القرارات الدولية المعنية بهذه المسألة وتحت كنف الدولة.
الا ان الجميل اكد لـ «الأنباء» انه لا يرى الحزب مستعدا لتسليم سلاحه، الامر الذي سيدخل لبنان في مواجهة مع المجتمع الدولي، مستبعدا ان تحصل اضطرابات بين اللبنانيين، اذ ان السلاح محصور بالحزب وحركة امل والفلسطينيين من دون سائر الاطراف الاخرى.
وكان الجميل اعترض على آلية نشر الجيش جنوبي نهر الليطاني، فقاطع جلسة مجلس الوزراء مساء الاربعاء الفائت التي اعطت الضوء الاخضر لذلك. وردا على سؤال حول الموقف الذي اتخذه في هذا الاطار، قال الجميل: لقد ايدنا انتشار الجيش في الجنوب منذ سنوات، الا ان قرار نشره يوم الاربعاء الماضي فيه قطبة مخفية، فهذه الخطوة كانت بمثابة تنفيذ كامل للقرار 1701 شكلا، بينما ستكون هناك 3 معسكرات من الوجهة الواقعية والفعلية، اي الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية والمقاومة التي ستبقى متخفية جنوبي الليطاني.
هناك من يعتبر ان المقاومة لن تبادر الى القيام بأعمال عسكرية، وبالتالي فإن وجودها المتخفي او عدم وجودها كذلك لن يؤديا الى تعريض لبنان لاخطار محتملة. لقد انتشر الجيش على الحدود الجنوبية وبدأ تطبيق القرار 1701، وقد قبلت المقاومة بهما، وهو ما يتضمن موافقة مستترة من قبلها بوقف اعمالها العسكرية، وما يجعل الجنوب آمنا، الا ان الواقع غير ذلك، فقد تتبدل المعطيات، وقد يحصل ما لا ترغب به يفضي الى قيام المقاومة بأعمال عسكرية لتحرير مزارع شبعا مثلا وهو مطلب محق.
لقد احرجنا المقاومة ببقائها، وهي قد احرجتنا بأفعالها، وهو ما يمكن ان يتكرر، وما قد ينتج منه نوع من ردة الفعل الاسرائيلية، سترتد سلبا على الجيش اللبناني جنوبي الليطاني، وكأنه وضع بين فكي كماشة، اساسا كانت قيادة الجيش اصرت على ان يكون انتشارها من دون ان يكون هناك سلاح غير سلاحها، وقد قبل السياسيون بما لا تقبل به هذه القيادة، وانتشر الجيش وفقا لهذا التصور، مما ادخل البلاد مرحلة دقيقة.
لذا، ميزت نفسي عن هذا القرار للتاريخ، ولم اشارك في جلسة الحكومة بفعل وجود تسوية سياسية تكمن فيها خطورة لا اكثر ولا اقل. ولم قبل رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بتسوية مماثلة بتقديرك؟ السنيورة اساسا لم يكن على علم باسر حزب الله جنديين اسرائيليين، وهو قاتل طيلة العدوان الاسرائيلي محققا انتصارا ديبلوماسيا، وعلينا ان نعترف بدوره ومناقبه وافعاله.
كما نصر بقوة على وقف اطلاق النار، فقد دمر لبنان، وقد حصل اجماع داخل الحكومة على القبول بالقرار 1701، هنا كان الانتصار الديبلوماسي الذي حققه السنيورة، ثم اتى الاتفاق على نشر الجيش، وكان مفروضا ان يسحب حزب الله سلاحه من جنوبي الليطاني ثم ينتشر الجيش، الا ان ما حدث هو تطبيق الانتشار من دون انجاز سحب السلاح، من هنا كان اعتراضي على كل ذلك.
وهل ستقاطع الجلسات الاخرى للحكومة؟ قاطعت الموقف المتخذ من انتشار الجيش من دون توضيح لآلية سحب السلاح، ولم اقاطع الحكومة، وسأحضر الجلسات الحكومية الاخرى.
كيف تفسر تباطؤ خطوات تشكيل القوة الدولية المرتقبة؟ ينص القرار 1701 على ايجاد منطقة معزولة السلاح جنوبي الليطاني، بينما ثبت للدول ان حزب الله ابقى على سلاحه متخفيا في هذه المناطق.
وكيف ستسير الامور امام هذا الواقع؟ لقد صبت المواقف الدولية في خانة الخشية التي عبرت عنها، والمؤسف اننا لم نستطع ان نحقق بعد وقف الاعمال العسكرية الا ما تحقق، وان لم نكن قادرين على تنفيذها تعهدنا به في القرار 1701، فقد يؤدي ذلك لاحقا الى اعادة الوضع كما كان عليه قبل 14 اغسطس الحالي (اي قبل وقف اطلاق النار).
ماذا تعني بكلامك، هل هو عمليا اعادة شن اسرائيل اعتداءات على لبنان؟ ستكون في مهب الريح، إن لم ننفذ ما التزمنا به ونحرر الاطراف الاخرى من التزاماتها، وليس ضروريا ان يؤدي ذلك الى نشوب حرب.
<2>