بيروت - عمر حبنجر
الحكومة اللبنانية امام يومين حاسمين على صعيد تشكيلها، لقد مل الناس اطلاق المواعيد الافتراضية التي تبعث الامل ولاتحميه من الخيبة.
لكن بعد عودة النائب سعد الحريري رئيس كتلة المستقبل الاكثرية الى بيروت فجر امس، عادت اسهم تشكيل الحكومة الى الارتفاع، مع تزايد الاعتقاد بحتمية تشكيلها قبل سفر الرئيس ميشال سليمان الى باريس بعد غد او نهار السبت.
وقد ترأس الحريري اجتماعا لقوى 14 آذار امس خصص للبحث في توزيع حقائب الموالاة الوزارية على الوزراء المرشحين وسبق الاجتماع لقاء عقده الحريري مع الرئيس السنيورة في السراي الحكومي.
وتوقع الحريري بعد لقائه رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة، ان تحل الامور خلال يومين، معتبرا ان كل كلام عن مشاكل داخل 14 آذار مضخم ولا اساس له من الصحة.
الحريري حذر من الرهان على انقسام داخل الاكثرية، مشيرا الى ان في هذه القوى احزابا وتيارات عدة، لكن قضيتهم واحدة هي لبنان، متمنيا ان لو كان الحديث يتم عن حصة لبنان بدلا من الكلام عن حصة سنية وأخرى مسيحية وغيرها.
هذا والتقى النائب سعد الحريري مساء أمس رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع في دارته في معراب وأعلن عقب اللقاء أن لا مشاكل داخل 14 آذار فيما يتعلق بتوزيع حقائب الحكومة العتيدة مؤكدا أن فريق المولاة متماسك وإذا تمثل طرف معين فكأن بذلك تمثلت جميع مكونات 14 آذار.
السنيورة
بدوره أعرب رئيس الوزراء اللبناني المكلف فؤاد السنيورة عن امله في ان يتم تشكيل الحكومة الجديدة قبل سفر الرئيس ميشال سليمان الى باريس في12 الجاري.
واكد عقب اجتماعه مساء امس مع الرئيس سليمان لإطلاعه على نتائج اتصالاته لتشكيل الحكومة انه تمكن من تذليل الكثير من المشاكل ويتم الآن التحاور مع الاكثرية، مبديا ثقته بأنه لن تكون هناك اي اشكالية في هذا التحاور.
وامتنع السنيورة مجددا عن تحديد موعد لاعلان تشكيل الحكومة، مكتفيا بالتأكيد على ان هناك تقدما امكن تحقيقه وهذا التقدم يبعث على الاطمئنان.
ونفى السنيورة وجود اي عراقيل تعيق تشكيل الحكومة، مشيرا الى انه تسلم معظم اسماء الوزراء الذين رشحتهم المعارضة لدخول الحكومة الجديدة.
وردا على سؤال حول الانتقادات التي اخذت عليه اسلوبه في تشكيل الحكومة، اكد السنيورة انه لن يوقف اتصالاته مع الفرقاء وسيواصل انفتاحه على الجميع لبحث مشاكل المرحلة المقبلة.
وحول عناوين البيان الوزاري لحكومته الجديدة، اوضح السنيورة انه سيستمد صياغته من خطاب اداء اليمين الدستورية للرئيس سليمان ومن اتفاقي الدوحة والطائف مع الاخذ بعين الاعتبار الفترة الزمنية القصيرة للحكومة الجديدة والبرنامج الذي يجب ان تركز عليه.
والصفدي يلوح بالانسحاب!
وبموازاة تلويح القوات اللبناية بعدم المشاركة في الحكومة ما لم تسند اليها حقيبة اساسية، لوح الوزير محمد الصفدي مجددا باحتمال انسحابه من التشكيلة الحكومية اذا اخذت منه حقيبة الاشغال. في هذا الوقت ربطت مصادر النائب وليد جنبلاط اصراره على وزارة الاشغال لكتلته بالتوازن الطائفي الذي لا يمكن التساهل في الاخلال به.
في غضون ذلك نقلت اذاعة «النور» الناطقة بلسان حزب الله عن زوار الرئيس ميشال سليمان الحاجة الى اعلان التشكيلة الحكومية قبل يوم الجمعة المقبل، اي قبل مغادرته الى باريس للمشاركة في القمة المتوسطية وعقد اجتماعات عمل، بينها اجتماع مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
الصفحة في ملف ( pdf )