واصلت ايران تجاربها على الصواريخ البالستية في اطار مناورات «الرسول الاعظم 3» المثيرة للجدل والقلق على حد سواء، وذكر تلفزيون حكومي ايراني ان الجيش الايراني اطلق مزيدا من الصواريخ في منطقة الخليج في اليوم الثالث من المناورات الحربية التي زادت من التوتر بين الجمهورية الاسلامية والغرب.
وقال التلفزيون انه «في اليوم الثالث من مناورات الرسول الاعظم في الخليج كانت اهم الاحداث حيث جرى اطلاق صواريخ بر-بحر، وارض-ارض وبحر-جو».
كما اشتملت المناورات على اطلاق طوربيد «الحوت» الذي كشفت عنه ايران في ابريل 2006 ووصفته في ذلك الوقت بانه سلاح بالغ السرعة قادر على ضرب غواصات «العدو».
وفي تل ابيب، المعنية الاولى والهدف المباشر لهذه الصواريخ في حال اطلقت، قال خبراء اسرائيليون وغربيون ان صاروخ «شهاب 3 »، الذي أطلقته ايران أمس الأول في اطار مناوراتها، ليس صاروخا حديثا ومتطورا مثلما أعلن قادة في حرس الثورة الايرانية.
ونقلت صحيفة هآرتس أمس عن الخبير عوزي روبين، المدير السابق لمشروع «حوماة» التابع لجهاز الأمن الاسرائيلي الذي طور صاروخ «حيتس» المضاد للصواريخ، قوله ان الصاروخ الايراني ليس حديثا «ومما شاهدته، فان هذا طراز قديم من «شهاب 3» وعلى عكس ادعاءات الايرانيين فانه ليس قادرا على الوصول الى مدى 2000 كيلومتر وانما لمدى 1300 كيلومتر فقط».
وردا على الصواريخ الايرانية، كشفت اسرائيل عن طائرة متطورة قادرة على التجسس على ايران، وتعتبرها «ردا عمليا» على «التهديدات» الايرانية الأخيرة.
وقالت مؤسسة الصناعات الفضائية الاسرائيلية، التي تقوم بتصنيع طائرات للاستخدامات العسكرية والمدنية، ان الطائرة المقصودة لا علاقة لها بالتوتر الأخير المتصاعد بين البلدين.
وطائرة التجسس هذه تعتمد على طائرة «غلف ستريم g550» الخاصة برجال الأعمال، غير أنه تم تعديلها وتزويدها بنظم جمع المعلومات الاستخبارية المتطورة.
المناورات الايرانية عينها والتهديدات باحراق تل ابيب، استنفرت واشنطن، حيث اكدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في جورجيا أمس ان الولايات المتحدة عززت «تواجدها الامني» في منطقة الخليج ولن تتردد في الدفاع عن اسرائيل او اي من حلفائها في المنطقة.
وقالت رايس للصحافيين في تبيليسي «سندافع عن المصالح الاميركية ومصالح حلفائنا».
وقالت رايس «اننا نأخذ على محمل الجد التزامنا بالدفاع عن حلفائنا، ونعتزم ان نقوم بذلك».
واضافت «في منطقة الخليج، عززت الولايات المتحدة قدراتها الامنية وتواجدها الامني، ونعمل بشكل وثيق مع كل حلفائنا لضمان قدرتهم على الدفاع عن انفسهم».
واكدت ان «هذه جميعها عناصر في اطار عزم الولايات المتحدة وتصميمها على منع ايران من تهديد مصالحنا ومصالح اصدقائنا وحلفائنا».
الا ان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس نفى أمس الاول ان تكون الولايات المتحدة وايران تقتربان من مواجهة عسكرية، مؤكدا ان بلاده تدرك عواقب نزاع محتمل.
وردا على صحافي سأله عما اذا كانت تجارب الصواريخ زادت من مخاطر حصول مواجهة بين ايران والولايات المتحدة، اجاب غيتس «لا اعتقد».
واضاف غيتس «هناك الكثير من المؤشرات التي تصدر، لكني اعتقد ايضا ان كل العالم مدرك لعواقب حدوث نزاع ايا كان».
وشدد غيتس على ان الحكومة الاميركية تواصل تفضيل النهج الديبلوماسي والعقوبات الاقتصادية لتحمل الحكومة الايرانية على تغيير سياستها وخصوصا في مجال تخصيب اليورانيوم.
وقال غيتس ايضا «انها الاستراتيجية والمقاربة اللتان لا تزالان تطغيان في هذا الوقت، ويمكنني ان اقول لكم بثقة ان ذلك لا يزال يمثل الحالة القائمة».
من جهتها أعلنت روسيا على لسان نائب وزير الخارجية سيرغي كيسلياك امس أن موسكو تعول على الاسراع في البدء بالمفاوضات مع ايران بشأن المقترحات الجديدة للجنة السداسية التي تضم اعضاء مجلس الأمن الدولي الخمسة الدائمين وألمانيا لحل القضية النووية الايرانية.
ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية للانباء عن كيسلياك في حديث للصحافيين «اذا نظر الايرانيون بجدية الى الامكانيات التي توفرها هذه المقترحات، فهناك مجال واسع للتعاون البناء الملموس.
وقد بذلنا جهدا كبيرا لصياغة هذه المقترحات».
وأضاف «أعول الآن على أن تجري في القريب العاجل اتصالات جديدة مع الايرانيين ويحدوني الامل على أن تتيح هذه الاتصالات الفرصة لبدء المفاوضات».
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي أن المقترحات تنص على تطوير لمشروعات الطاقة الذرية في ايران بالتعاون مع دول «السداسي» بما فيها روسيا والولايات المتحدة.