بيروت - عمر حبنجر
اتهمت المعارضة اللبنانية الاكثرية النيابية بافتعال العراقيل أمام صدور البيان الوزاري، وتساءلت اذاعة النور الناطقة بلسان حزب الله عما اذا كانت هناك نية مبيتة ترافق عمل اللجنة كما يرى الرئيس نبيه بري، ام ان هناك هدفا لاستهلاك مهلة الثلاثين يوما المحددة دستوريا لانجاز البيان ونسف حكومة الوحدة الوطنية، والعودة بالبلد الى دوامة الاستشارات والتكليف والتأليف قبل الوصول الى موعد الانتخابات النيابية، كما يرى النائب العوني نبيل نقولا.
والراهن ان الجلسة السابعة للجنة صياغة البيان الوزاري التي انعقدت مساء الخميس لم تفلح في التوصل الى حل، حيث مازالت النقاشات تدور في حلقة مفرغة، بل ان الحوارات شهدت نقاشات حادة في ظل منطقين متباعدين حول صياغة الفقرة المتعلقة بسلاح المقاومة، وهذا ما دفع لجنة الصياغة الى تعليق النقاش في القضايا الوطنية.
وتقول صحيفة «الديار» ان الرئيس فؤاد السنيورة وفريقه يحاولون استبعاد كلمة المقاومة من البيان الوزاري، بينما يؤكد فريق حزب الله في اللجنة ان مثل هذا الامر خط احمر لا يمكن تجاوزه.
ونقل عن الرئيس السنيورة انه سيتمسك بالقرار الدولي 1701 بكل نقطة وفاصلة، وأي شيء خارج القرارات الدولية سيكون مستحيلا.
الرئيس نبيه بري حذر من التوقف في البيان الوزاري امام بعض العبارات داعيا الى الانتهاء منه اليوم (أمس الجمعة) على أبعد تقدير.
وحذر بري عبر «النهار» من أي نيات مبيتة، مشيرا الى انه منذ تأليف الحكومة كان يرى اكثر الامور المطروحة محلولة.
بري: سلاح المقاومة على طاولة الحوار
وكرر تأكيده بان مسألة سلاح المقاومة والاستراتيجية يجري بحثها في جلسات الحوار برئاسة رئيس الجمهورية، وشدد على انه مادامت هناك ذرة تراب محتلة، يتعين وضع استراتيجية دفاعية حقيقية او ايجاد مجلس او هيئة للدفاع عن لبنان تحت مظلة الجيش، معتبرا ان من العار التعامل مع المقاومة ورجالها بهذا الاسلوب.
وزير الدولة ابراهيم شمس الدين، اوجب ذكر المقاومة في البيان الوزاري لان هناك اراض لبنانية مازالت محتلة.
النائب نبيل نقولا، عضو كتلة الاصلاح والتغيير تحدث عن نية للتمييع وتقطيع الوقت، لتمرير القانون 2000 الانتخابي او التمديد للمجلس النيابي الحالي، مذكرا بتصريحات لسفيرة الولايات المتحدة ميشال سيسون بهذا الخصوص.
النائب علوش: يميعون اتفاق الدوحة
بدوره النائب الاكثري مصطفى علوش اعتبر ما يحصل محاولة لتمييع مقررات اتفاق الدوحة وبالاخص من اضفاء الشرعية على سلاح حزب الله، مؤكدا ان مشكلة سلاح حزب الله لن تحل ببيان وزاري او بطاولة حوار، لان الحزب سيجد الذرائع دائما لتبرير الاحتفاظ بسلاحه.
علوش حذر من اتساع دائرة التوتر في طرابلس، ومثله النائب احمد فتفت الذي قال ان هناك من يستغل الفتنة في طرابلس، حيث يستخدم السلاح لتحقيق مكاسب سياسية، محملا المسؤولية الى «القوى الامنية» لعدم اعتماد الحزم والحسم، وقال انه سيفاتح الرئيس السنيورة بهذا الخصوص.
ورأى فتفت ان اي تكريس لسلاح حزب الله في البيان الوزاري سيؤدي الى الغاء الحوار وتفريغه من مضمونه.
معربا عن اعتقاده بانه من واجب من يمثل فريق 14 آذار في لجنة اعداد البيان الوزاري التمسك بمواقفهم وبقراراتهم الثابتة، معتبرا ان الانفتاح الذي ابداه امين عام حزب الله حسن نصرالله على الداخل ومناقشة الاستراتيجية الدفاعية وغيرها من الامور ما هو الا انفتاح شكلي لم يترجم حتى الآن، والدليل في العرقلة التي نشهدها في اعداد البيان الوزاري.
الأوضاع بطرابلس
في هذا الوقت عادت الاشتباكات المسلحة الى مدينة طرابلس، بين محلة التبانة التي تسيطر عليها افواج طرابلس القريبة من تيار المستقبل وجبل محسن حيث السيطرة لاحزاب المعارضة، ما اسفر عن مقتل 5 اضافة الى 40 جرحى.
وسارع مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار الى مناشدة الاطراف وقف اطلاق النار وترك المسألة الأمنية في عهدة الجيش والقوى الأمنية.
وقد هدأت الاوضاع في فترة صلاة الجمعة، ثم لم تلبث ان تدهورت.
وذكرت التقارير الأمنية ان الشرارة انطلقت من سيارة مجهولة بادرت بالرصاص على المدعو «ابودعاس» احد مسؤولي المجموعات المسلحة في التبانة منتصف الليل، وقد نفى «الحزب العربي الديموقراطي» المسيطر في جبل محسن ان يكون وراء اطلاق النار، لكن فريق التبانة لم «يقبض» هذا النفي، واعتبارا من التاسعة صباحا اندلعت اشتباكات عنيفة شاركت فيها الرشاشات الثقيلة والصواريخ المضادة للدروع.
وسجلت نزوح نروح من الاحياء المطلة على محاور الاشتباكات الى المناطق البعيدة، وحتى الى خارج طرابلس. وذكر مراسل اذاعة النور في عاصمة الشمال ظهر امس، ان الجيش اللبناني الذي كان منتشرا على خطوط التماس بين الطرفين ترك مواقعه في الثامنة صباحا قبل ساعة من اندلاع الاشتباكات.
الصفحة في ملف ( pdf )