للسنة الثالثة على التوالي ومنذ احداث جسر الأئمة الدامية التي راح ضحيتها نحو الف قتيل، لم تمر ذكرى الامام موسى الكاظم في العراق دون تفجيرات كان آخرها ثلاثة وقعت امس استهدفت مواكب زوار مرقد الامام موسى الكاظم في حي الكرادة بوسط بغداد وحصيلتها بلغت نحو 25 قتيلا و90 جريحا على الأقل.
وقالت مصادر أمنية إن الانفجارات الثلاثة وقعت بالقرب من المسرح الوطني ومطعم «الغوطة» وساحة «كهرمانة» ونفذتها ثلاث انتحاريات.
وأكد المتحدث العسكري باسم قيادة عمليات «فرض القانون» في بغداد اللواء قاسم عطا أن الانفجارات الثلاثة نفذتها ثلاث «ارهابيات» بأحزمة ناسفة.
وقال عطا للصحافيين: «خلفت الانفجارات عددا من الاصابات» ولكنه لم يذكر حصيلة محددة للضحايا.
وهرعت سيارات الاسعاف إلى نقل المصابين والضحايا إلى مستشفى «ابن النفيس» القريب من مكان الانفجار ومستشفيات بغداد الاخرى.
وجاءت الانفجارات الاعنف في بغداد منذ ثلاثة اشهر، رغم الاجراءات الامنية المشددة والانتشار الكثيف لقوات الجيش والشرطة العراقية في الشوارع وفوق المباني المرتفعة.
ولم يكن الوضع في كركوك اقل عنفا، حيث لقي ما لا يقل عن 28 شخصا على الاقل حتفهم وأصيب 188 آخرون في تفجير انتحاري نفذته امرأة واستهدف الجموع المشاركة في مظاهرة احتجاج بمدينة كركوك أمس.
وقال العقيد يادكار عبدالله مدير عمليات الشرطة في كركوك ان «انفجارا نفذته انتحارية ترتدي حزاما ناسفا وسط جموع المتظاهرين الاكراد أمس وسط كركوك أسفر عن مقتل ما لايقل عن 22 شخصا واصابة 125 اخرين بجروح مختلفة».
وأوضح انه تم نقل القتلى والجرحى الى المستشفيات فيما حمل المتظاهرون لافتات ملطخة بالدماء وهم يحملون العصي حيث جرت اعمال شغب استهدفت المحال التجارية والاعتداء على المدنيين وحملوا العرب والتركمان مسؤولية التفجيروأعقبها حظر للتجول.
ونقل عن شهود عيان قولهم إن عناصر كردية هجمت على مبنى رئاسة الجبهة التركمانية العراقية بعد الانفجار وتمت محاصرته بالمسلحين الاكراد وتم قطع جميع وسائل الاتصال عن الجبهة.
وأعلنت الجبهة التركمانية العراقية تعرضها لهجوم عناصر كردية مسلحة بالتزامن مع المسيرة الاحتجاجية للاكراد على قانون انتخابات مجالس المحافظات.
واضافت أن الحزبين الكرديين الرئيسيين هددا موظفي الدوائر بقطع رواتبهم اذا لم يشاركوا في المظاهرات وتم سد الشوارع جميعها في كركوك واجبار إصحاب المحال على اقفالها وتم غلق الدوائر واجبار موظفيها للمشاركة في المظاهرات رغم تأكيد الحكومة المحلية في كركوك انه لا منع للتجوال في شوارع المدينة.
وكان الآلاف من أبناء كركوك غالبيتهم من الاكراد قد خرجوا صباح أمس في مظاهرة سلمية للتنديد بالمادة 24 من قانون انتخابات مجالس المحافظات والتي تتعلق بتأجيل الانتخابات في محافظة كركوك.
وانطلقت المظاهرة من ستة محاور وتجمع المتظاهرون قرب مبنى محافظة كركوك رافعين لافتات تندد بالآلية التي تم بها التصويــت على قانون انتخابات مجالس المحافظــات وخاصة المادة 24 منه حيـــث رفضوا هذه المادة لأنها تؤدي إلى التقسيم العرقي للمدينة.
وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها «كردستانية كركوك خط احمر لا تنازل عنه» و«نعم للعيش بسلم لا لتقسيم كركوك» و«لا للتدخل الاقليمي» و«نموت في سبيل كردستانية كركوك».
من جهة أخرى، لقى اربعة مدنيين مصرعهم أمس بينهم امرأة جراء انفجار عبوة ناسفة في قضاء بلدروز جنوب غرب مدينة بعقوبة.
وذكرت الوكالة المستقلة للأنباء (أصوات العراق) أن المصدر الامني والذي طلب عدم ذكر اسمه، قال إن «عبوة ناسفة انفجرت أمس في الشارع الرئيس جنوب قضاء بلدروز في سيارة مدنية، ما أدى إلى مقتل أربعـــة مدنيــين بينهم امرأة».