ألغى رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني جلسة استثنائية كان من المقرر ان يعقدها المجلس امس بسبب عدم التوصل الى اتفاق بين الاطراف السياسية بشأن قضية كركوك وقانون انتخابات مجالس المحافظات المثير للجدل.
واكد النائب عن كتلة التحالف الكردستاني محمود عثمان الغاء الجلسة في تصريح صحافي وارجع السبب الى عدم التوصل الى اتفاق بين الكتل البرلمانية.
وكان من المقرر، بحسب ما هو معلن، ان يناقش مجلس النواب ويقر في جلسة الامس صيغة توافقية لقانون انتخابات مجالس المحافظات من ضمنها آليات انتخابات كركوك، الا ان عدم التوصل الى مثل هذه الصيغة دفع رئيس المجلس الى عدم عقدها في موعدها دون تحديد موعد جديد لعقدها.
بدوره قال النائب عن كتلة الائتلاف العراقي الموحد كمال الساعدي انه «تم تبليغنا رسميا بالغاء الجلسة».
واضاف الساعدي: «خرجنا من القاعة ولا نعرف متى سيتم عقد الجلسة، لكننا ننتظر الاعلان عنها من رئيس مجلس النواب أو من الاعلام».
وكان مجلس النواب أقر في 22 من يوليو الماضي بالاقتراع السري وبغالبية 127 صوتا قانون انتخابات مجالس المحافظات، غير ان رئيس الجمهورية جلال الطالباني ونائبه عادل عبد المهدي بادرا الى نقضه.
وذكرت كونا نقلا عن مصدر في المكتب الاعلامي لمجلس النواب العراقي ان عدم اكتمال النصاب القانوني للمجلس حال دون انعقاد الجلسة.
في غضون ذلك كثف الرئيس الاميركي جورج بوش اتصالاته بقيادات عراقية فاتصل برئيس اقليم كردستان العراق مسعود البارزاني الذي قال من جانبه ان «شعب كردستان مع اجراء انتخابات مجالس المحافظات العراقية ان جرت في اطار الدستور العراقي الدائم».
وذكر الموقع الاعلامي للحزب الديموقراطي الكردستاني أن الرئيس الأميركي أجرى مساء أمس الاول اتصالا هاتفيا مع البارزاني بحثا خلاله قانون مجالس المحافظات العراقية، «وتمنى الرئيس الأميركي أن تتفق الأطراف العراقية على القانون».
وأوضح البارزاني للرئيس الأميركي أن زيارته الى بغداد جاءت للمشاركة وايجاد الحلول لجميع المشاكل المتعلقة بالوضع السياسي في العراق ومن بينها قانون مجالس المحافظات العراقية ومن أجلها بذل جميع المحاولات.
بوش يكثف اتصالاته
كذلك بحث الرئيس الاميركي هاتفيا آخر مستجدات العملية السياسية في العراق مع نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي.
وجاء في بيان صدرعن مكتب عبد المهدي امس «ان الجانبين اكدا ضرورة الدعوة إلى حوار هادئ وبنّاء بين الكتل السياسية العراقية بهدف التوصل إلى حل للمسائل العالقة يرضي جميع الأطراف».
ونقل البيان عن بوش تجديد دعمه «للعملية السياسية والديموقراطية في العراق».
وفي وقت سابق قال الرئيس العراقي جلال طالباني قبل توجهه الى الولايات المتحدة للعلاج إن الاجتماعات التي جرت بين التحالف الكردستاني والائتلاف العراقي الموحد والحزب الإسلامي وحزب الفضيلة والتيار الصدري والحزب الشيوعي العراقي وحزب الدعوة تكللت بالنجاح.
وذكر بيان صدر عن الرئاسة العراقية امس أن طالباني سلط الضوء قبيل مغادرته امس الاول على نتائج اجتماعات جرت بين الكتل السياسية من أجل الوصول إلى حلول مقبولة للمسائل العالقة بينها.
وأوضح: «بحثنا فيها آخر التطورات على الساحة العراقية، وتوصلنا إلى حلول مرضية، تم اتخاذها بالإجماع، لحل المسائل العالقة بين الكتل السياسية».
وأشار إلى انه سفره إلى الولايات المتحدة بداعي إتمام الفحوص الطبية وإجراء عملية الركبة فيما يستعد مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان للعودة إلى إقليم كردستان، منتظرا وفود الأحزاب «الصديقة» للتباحث معهم من أجل إيجاد السبل الكفيلة بحل المسائل العالقة بين الكتل السياسية.
وقال: «أنا الآن، والحمد لله بصحة جيدة، رغم الدعايات الكاذبة التي تتحدث عن حالة إغماء قد تعرضت لها أو خطورة تواجهها حالتي الصحية».
التحالف الرباعي
وكانت أطراف التحالف الرباعي في العراق والتي تضم ممثلي حزبي الدعوة الإسلامية والمجلس الأعلى الإسلامي وحزبي التحالف الوطني والديموقراطي الكرديين أعلنت عن توصلهم إلى تفاهمات ونقاط التقاء مشتركة حول قضية كركوك وقانون انتخابات مجالس المحافظات الذي أقره البرلمان ونقضته هيئة الرئاسة العراقية قبل بضعة أيام.
زيباري يتصل بباباجان
الى ذلك أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري رفض بلاده تدخل دول الجوار في مسألة كركوك، مطالبا دول الجوار باحترام سيادة بلاده وعدم التدخل في شئونها الداخلية.
ونقل ناطق باسم وزارة الخارجية العراقية أمس الاول عن زيباري قوله في اتصال هاتفي اجراه مع وزير الخارجية التركي علي باباجان «إن العراق لن يقبل اي تدخلات خارجية في هذه المسألة، وان الحل سيكون عراقيا ووفق الدستور العراقي ولذلك فان العراق يطالب جميع دول الجوار باحترام سيادته وعدم التدخل في شئونه الداخلية».
وأكد زيباري، طبقا للناطق، موقف الحكومة العراقية من أن مدينة كركوك هي مدينة عراقية وأن هناك آليات قانونية ودستورية يجري اتباعها لتسوية المشكلة دون الحاق الأذى بمصالح اي مكون من مكونات المدينة وأن جميع القيادات العراقية منهمكة في المباحثات لايجاد حلول متوازنة وعادلة.
من جانبه أعرب وزير الخارجية التركي عن قلق حكومته ازاء التطورات السياسية والأمنية في مدينة كركوك، والاشكالات التي رافقت قانون انتخابات مجالس المحافظات، مؤكدا أن حكومته تؤيد حلا توافقيا للأزمة.
وبحسب الناطق، فان الجانبين أكدا ضرورة التواصل والتشاور بعيدا عن التصريحات والمواقف الاعلامية.