تبادل الرئيس الأميركي باراك أوباما والمرشح الجمهوري للرئاسة ميت رومني الانتقادات بشأن سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل وإيران في مقابلتين بثتا مساء الأحد حيث حاول كل منهما أيضا أن يؤكد صحة موقفه بشأن أفضل السياسات بالنسبة للاقتصاد الأميركي الذي لايزال ضعيفا.
ففي برنامج 60 دقيقة على شبكة «سي بي اس» وردا على سؤال حول الضغوط التي مارسها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاتخاذ موقف أقوى ضد إيران، قال أوباما «عندما يتعلق الأمر بقرارات أمننا القومي، أي ضغط أشعر ببساطة بأن علينا فعل ما هو صحيح بالنسبة للشعب الأميركي».
وتابع «الآن أشعر بالتزام، وليس ضغطا ولكنه التزام، للتأكد أننا في تشاور وثيق مع الإسرائيليين بشأن هذه القضايا لأنها تؤثر عليهم بعمق. انهم أحد أقرب حلفائنا في المنطقة. وهناك نظام إيراني قال أشياء رهيبة تهدد وجود إسرائيل مباشرة».
من جانبه، انتقد رومني أوباما في مقابلة منفصلة لرفضه الاجتماع مع نتنياهو على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع.
من جهة أخرى، دافع أوباما عن دعمه للربيع العربي رغم الهجوم على القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي الليبية والذي أسفر عن مقتل السفير و3 أميركيين آخرين.
وزعم كل من المرشحين المتنافسين على رئاسة الولايات المتحدة أن السياسات الاقتصادية لكل منهما هي مفتاح تحول الاقتصاد الأميركي للأحسن، حيث قال رومني إنه سيخفض جميع ضرائب الدخل الاتحادية بنسبة 20% وسيدافع عن خفض معدلات الضرائب على الأرباح الرأسمالية التي يستفيد منها الأثرياء.
وأضاف رومني ان خططه الضريبية ستوفر المزيد من فرص العمل. بينما أشار أوباما إلى الفوضى التي كان يعاني منها الاقتصاد عندما تولى منصبه وإلى التقدم الذي تحقق، معترفا في الوقت نفسه بالحاجة إلى القيام بالمزيد.
ورد أوباما «السؤال الآن للشعب الأميركي: هل نواصل التحرك إلى الأمام ونستمر في إحراز تقدم أو نرجع إلى الوراء، إلى السياسات التي أوصلتنا إلى هذه الفوضى في المقام الأول؟.. ربما لم نر اختيارا أوضح من ذلك في أي انتخابات أجريت على مدى حياتي». بعيدا عن المقابلات والمناظرات، يحاول رومني هذا الأسبوع اعطاء زخم جديد لحملته الانتخابية في وقت تظهر فيه استطلاعات الرأي ان آماله في الوصول الى البيت الأبيض تزداد صعوبة.
والانتخابات الرئاسية مرتقبة بعد حوالى 6 أسابيع فيما أشارت استطلاعات الرأي الى ان الرئيس باراك أوباما يتقدم على حاكم ماساتشوستس السابق على المستوى الوطني ،وكذلك، وهو أكثر أهمية، في 8 ولايات من أصل تسع، تعتبر حاسمة بالنسبة لنتيجة الانتخابات. وبعد مسارعته الى الحكم على رد أوباما على الفيلم المسيء للإسلام الذي أنتج في الولايات المتحدة وأشعل موجة تظاهرات في العالم الإسلامي، أحرج رومني بعد تسريب فيديو يصف فيه نصف الناخبين تقريبا بأنهم يشعرون بأنهم «ضحايا».
وبدأت جهود رومني لإعادة حملته الى سكتها بحفل انتخابي مساء أمس الأول في كولورادو، حيث وصل الى دنفر قادما من لوس انجيليس.
وقال رومني ان نسبة التاييد له في استطلاعات الرأي تراجعت في الولايات الحاسمة لأن حملة أوباما تكذب بشأن أدائه بما يشمل حول مواضيع مثل خطة إنقاذ قطاع السيارات والإجهاض والضرائب.
وأضاف رومني متحدثا للصحافيين على متن طائرته «انه يحاول خداع الناس ودفعهم للاعتقاد أنني أفكر في أمور، انا بالواقع لا أفكر فيها» قائلا «سينتهي ذلك كما اعتقد خلال المناظرات».
وبموجب النظام الأميركي فإن كل ولاية تمنح عددا معينا من كبار الناخبين، والمرشح للرئاسة بحاجة لأصوات 270 منهم من اجل الفوز.
والولايات الحاسمة التي تملك أكبر عدد من أصوات كبار الناخبين هي فلوريدا (29) وكارولاينا الشمالية (15) واوهايو (18) وفرجينيا (13).
وأظهرت استطلاعات الرأي، ان رومني يتقدم فقط في كارولاينا الشمالية في حين ان أوباما يتقدم عليه في اوهايو وفرجينيا بفارق يفوق 4 نقاط. أما في فلوريدا فالفارق بين المرشحين أضيق حيث يتقدم أوباما على رومني بنسبة 1% فقط.
ويقول الخبير في شؤون الانتخابات تشارلز فرانكلين وهو استاذ في العلوم السياسية في جامعة ويسكونسين- ماديسون ان ثمانيا من هذه الولايات التسع المتأرجحة تميل لصالح أوباما وان «رومني بحاجة للحصول على تأييد بعضها ويجب ان يقوم بذلك في وقت مبكر».
لكن فريق حملة رومني يبقى واثقا ويشدد على ان المرشح الجمهوري يتقدم على منافسه في ملف أساسي وهو الاقتصاد.
وبعد حوالي أسبوع سيواجه رومني أوباما في اول مناظرة تلفزيونية من أصل سلسلة من 3 مناظرات ما سيشكل فرصته الكبرى الأخيرة لتحويل مسار الأمور.