أمر الرئيس الڤنزويلي هوغو شاڤيز امس الاول بطرد السفير الأميركي في كراكاس وأمهله 72 ساعة لمغادرة البلاد، وذلك تضامنا مع بوليڤيا التي تبادلت طرد السفراء مع الولايات المتحدة في ظل تصعيد ديبلوماسي على خلفية اتهامات من ڤنزويلا وبوليڤيا للولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون الداخلية للدولتين.
وطالب شاڤيز ـ في كلمة أمام حشد انتخابي لمرشحي حزبه إلى الانتخابات الإقليمية في نوفمبر المقبل في مدينة «بويرتو كابيلو» غرب كراكاس ـ الولايات المتحدة بإعادة سفير ڤنزويلا على الفور.
وقال «سنرسل سفيرا عندما تكون هناك حكومة جديدة في الولايات المتحدة، حكومة تحترم شعب أميركا اللاتينية»، وهاجم الرئيس الڤنزويلي الأميركيين قائلا «اذهبوا إلى الجحيم أيها اليانكز (الأميركيون)، نحن شعب له كرامته فلتذهبوا إلى الجحيم 100 مرة».
وأمر أيضا بخفض عدد الرحلات الجوية الأميركية إلى ڤنزويلا وتعهد بدعم نظيره البوليڤي إيفو موراليس في حالة وقوع انقلاب ضده.
يأتي هذا التطور بعدما قررت الولايات المتحدة طرد سفير بوليڤيا في واشنطن، ردا على خطوة مماثلة اعتبر فيها الرئيس البوليڤي إيفو موراليس السفير الأميركي في لاباز شخصا غير مرغوب فيه بعد اتهامه بالتحريض على الاحتجاجات وتأجيج الانقسام والانفصال في البلاد.
وفي سياق آخر هدد شاڤيز امس الأول بوقف شحنات النفط الخام الڤنزويلي الى الولايات المتحدة التي تعتبر المستورد الرئيسي له، اذا ما قامت واشنطن بالاعتداء على حكومته.
وقال شاڤيز «لن نرسل نفطا الى شعب الولايات المتحدة» اذا ما حصل اعتداء اميركي على ڤنزويلا. وأكد شاڤيز متوجها الى «اليانكز» بعد ساعات على تنديده بمحاولة انقلاب نسقتها واشنطن، «نريد ان نكون احرارا مهما حصل وايا كان الثمن».
الى ذلك قال الرئيس الڤنزويلي إن وصول قاذفتين روسيتين من طراز (تي يو-160) إلى ڤنزويلا «يعد لفتة أخوية ودعما يوفر لنا المزيد من الأمن».
وقال شاڤيز «روسيا معنا» وأضاف مازحا «ربما كتبت وسائل الإعلام اليوم عن حرب نووية السوفييت يعودون» وانتقد سلوك هذه الوسائل الإعلامية انطلاقا من رؤيته أنها «ترهب الشعب الڤنزويلي».
وصرحت قيادة القوات الجوية الروسية في موسكو أمس الاول بأن القاذفتين الروسيتين الاستراتيجيتين اللتين وصلتا إلى ڤنزويلا يوم الاربعاء لا تحملان أسلحة نووية.
وأشار شاڤيز في تصريحات تلفزيونية الى «أن جميع دول العالم تحرص على أن يكون هناك سلام في ڤنزويلا ما عدا الإمبراطورية الأميركية».
وأشار شاڤيز إلى إمكانية شراء غواصات بحرية روسية في إطار برنامج للدفاع المشترك يتضمن أيضا تزويد كاراكاس بأنظمة مضادة للصواريخ.
بدورها اعلنت الخارجية الأميركية امس أنها ابلغت السفير الڤنزويلي لدى الولايات المتحدة برناردو الفاريز هيريرا أنه سيتم طرده ردا على طرد نظيره الأميركي في كاراكاس.
وفي نفس السياق وصف وزير خارجية ڤنزويلا نيكولاس مادورو محاولة مزعومة بتدبير مؤامرة للقضاء على حياة رئيس ڤنزويلا هوغو شاڤيز بأنها «خطيرة للغاية»، مؤكدا أن الحكومة الأميركية «وراء» خطط القتل المفترضة.
وقال مادورو في تصريحات بعد مشاركته في ملتقى رجال الأعمال أمس الاول إنه «من الخطر تماما الإنصات إلى الصوت المباشر لهؤلاء العسكريين المتقاعدين والحديث عن الإطاحة بالرئيس، ومهاجمة المنشآت الخاصة بقصر ميرافلوريس (الرئاسي)».
وكان المذيع ماريو سيلبا قد أعلن أول من أمس عن نبأ المؤامرة ضد شاڤيز في برنامجه «لا أوخييا» بالتلفزيون الڤنزويلي حيث عرض شريطا مصورا) ڤيديو) سجل عليه محادثات بين عسكريين متقاعدين بخصوص «الاستيلاء على قصر ميرافلوريس».
ولم يذكر سيلبا، وهو أيضا مرشح عن الحزب الحاكم في الانتخابات المحلية المقررة في نوفمبر المقبل، مصدر الشريط التسجيلي، ولكنه أعلن أن النيابة العامة ستتولى التحقيق في المؤامرة استنادا إلى الشريط.
ومن جانبها، ذكر العديد من قطاعات المعارضة في ڤنزويلا أن نبأ المؤامرة ضد شاڤيز هو جزء من «استراتيجية» حكومية قبل الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل لإغفال الأنظار عن قضايا أخرى مثل «قضية الحقيبة» التي تشير إلى تورط بعض رموز النظام وفي مقدمتهم الرئيس شاڤيز.