قام بابا الفاتيكان فرانسيس الأول، حبر من اميركا اللاتينية، الخميس بزيارة كاتدرائية القديسة مريم الكبرى في روما في مستهل ولايته التي تندرج تحت شعار البساطة والساعية لتقريب الكنيسة الكاثوليكية من عموم الشعب، كما يحيي في وقت لاحق قداسا مع الكرادلة في كنيسة سيستين.
وقد أدى رئيس اساقفة بوينس ايرس السابق البالغ من العمر 76 عاما خورخي برغوليو صلاة في كاتدرائية القديسة مريم في بداية يومه الاول كرئيس للكنيسة الكاثوليكية التي تعد 1.2 مليار شخص، وخرج من الكاتدرائية بعد صلاة استمرت نصف ساعة.
ووصل في موكب صغير من سيارتين ومن ضمن مرافقيه يورغ غانسوين السكرتير الخاص لسلفه بنديكتوس السادس عشر، وكانت مجموعة من نحو عشرة اشخاص غالبيتهم من الصحافيين والمصورين في استقبال البابا.
وترجل البابا الذي دخل الكاتدرائية وهي واحدة من اربع كاتدرائيات في روما من باب جانبي، من سيارة لا تحمل لوحة التسجيل المخصصة للبابا، تماشيا مع صورته كرجل متواضع، وامضى ليلته الاولى في بيت القديسة مرتا حيث اقام كل الكرادلة الذين شاركوا في المجمع.
وافاد احد المصورين ان البابا رفض ان يستقل السيارة التي كانت تنتظره لنقله الى بيت القديسة مرتا وفضل ان يركب الحافلة الصغيرة برفقة الكرادلة الاخرين.
والبابا الجديد الذي خرج مبتسما بعد انتخابه الى شرفة كاتدرائية القديس بطرس وسط هتافات «فليحيا البابا» من قبل عشرات الاف الاشخاص المحتشدين في الساحة، خصص اول صلاة له لسلفه بنديكتوس السادس عشر ودعا الى «الاخوة» بين الكاثوليك.
وفيما يدل على المفاجأة الكبرى التي احدثها انتخاب برغوليو، اشارت الصحف الايطالية الصادرة الخميس الى «ثورة في الفاتيكان».
وكتبت صحيفة «لا ريبوبليكا» في افتتاحيتها «ثورة في الفاتيكان» ان الفضائح الاخيرة داخل ادارة الكنيسة ساهمت في انتخاب هذا البابا بدلا من الكاردينال الايطالي انجيلو سكولا الذي كان من الاوفر حظا.
وتابعت الصحيفة ان «خيار خلافة بنديكتوس السادس عشر يشكل تحولا جغرافيا وثقافيا في السلطة على رأس الكنيسة (...) ومبادرة انفتاح وامل تطوي صفحة حقبة وتبعد البابا عن الاجواء التقليدية»، كما تواصلت امس ردود الفعل المرحبة بانتخاب البابا الجديد.
ورحبت الصين التي لا تقيم علاقات ديبلوماسية مع الفاتيكان بانتخاب البابا فرانسيس واعربت عن املها في ان يعتمد «موقفا مرنا وبراغماتيا» لتحسين علاقاته مع بكين.
وفي موسكو، هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين البابا الجديد على انتخابه، معتبرا ان التعاون «البناء» بين روسيا والفاتيكان سيستمر، كما رحبت الكنيسة الارثوذكسية الروسية بانتخاب البابا الجديد.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما صرح الاربعاء ان انتخاب البابا «يشهد لقوة وحيوية منطقة تؤثر اكثر فاكثر في عالمنا» متوجها بتهانيه الحارة الى البابا الجديد.
واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن امله في ان يواصل البابا الجديد تعزيز الحوار بين الاديان على غرار سلفه بنديكتوس السادس عشر، واشادت رئيسة الارجنتين كريستينا كيرشنر بانتخاب مواطنها وتمنت له «مهمة راعوية مثمرة في ممارسة مسؤوليات كبيرة جدا سعيا الى العدالة والمساواة والاخوة وسلام يسود الانسانية».
ومن جانبه، رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون بانتخاب البابا الجديد معربا عن «أمله في أن يواصل البابا فرانسيس الأول تعزيز الحوار بين الأديان على غرار سلفه بنديكت السادس عشر»، وفى أميركا الجنوبية، عمت مشاعر الفرح والابتهاج بعد اعلان انتخاب أول بابا للفاتيكان ينتمي للقارة.
ففى كوبا الشيوعية، تعالت أجراس الكنائس للاحتفال بالبابا فرانسيس الأول ، فيما توافد الكاثوليك على مقر الكاتدرائية وفى العاصمة الأرجنتينية بوينس ايرس مسقط رأس برغوليو، للاحتفاء بهذه المناسبة.
من جانبها اعربت مشيخة الازهر عن املها في «علاقات افضل» مع الفاتيكان بعد انتخاب البابا الجديد وفي ظهور «توجه جديد» يتيح استئناف الحوار الذي كانت مشيخة الازهر علقته مع الفاتيكان اوائل 2011.
وقال محمود عزب مستشار امام الازهر احمد الطيب لشؤون الحوار لوكالة فرانس برس «نهنئ كنيسة القديس بطرس والكاثوليك في العالم بتنصيب البابا الجديد ونتمنى ان تسود بيننا علاقات افضل لخدمة الانسانية كلها وبمجرد ان نرى توجها جديدا سنعود فورا الى الحوار (..) الذي كنا علقناه لان مواقف الفاتيكان لم تكن تدعو (وقتها) الى التقارب».