مازال السيناتور الديموقراطي باراك اوباما محتفظا بتقدمه على خصمه الجمهوري السيناتور جون ماكين قبل 5 ايام من موعد الحسم في السباق الى البيت الابيض.
وادلى اكثر من 12 مليون اميركي اي اكثر من 10% من الناخبين باصواتهم سلفا حتى امس الاول وانتخبت غالبيتهم اوباما حسب مؤشرات جزئية اعدها احد الخبراء.
ومازال ماكين الذي يشكك بنتائج الاستطلاعات يأمل بالفوز وبخاصة في ولاية بنسلڤانيا التي حرمت الجمهوريين من اصواتها خلال العقدين الماضيين.
وفي سلسلة الاستطلاعات اليومية التي تجريها رويترز وسي-سبان ومعهد زغبي ظهر أوباما متقدما بفارق 5 نقاط على منافسه ماكين.
وأظهر الاستطلاع الذي نشر امس ان اوباما متقدم على المستوى القومي بين الناخبين المحتملين بنسبة بلغت 49 مقابل 44% لماكين في تحسن مقداره نقطة واحدة لاوباما عن يوم الثلاثاء حينما كان متقدما بـ 4 نقاط.
ويجري الاستطلاع هاتفيا ويصل هامش الخطأ فيه الى 2.9%.
لكن استطلاعا اخر اجراه معهد غالوب اظهر تقدما لاوباما بفارق نقطتين فقط بين الناخبين المحتملين وبـ 7 نقاط بين الناخبين المسجلين.
كما اظهر استطلاع اجري في أوهايو، احدى الولايات المرجحة، تقدم المرشح الديموقراطي بـ 9 نقاط في حين سجل تقدما بـ 7 نقاط على منافسه الجمهوري في فلوريدا.
واجرت هذين الاستطلاعين صحيفة «لوس أنجلس تايمز» ومركز «بلومبرغ» ونشر امس.
وبحسب النتائج فقد تقدم أوباما بين النساء والناخبين الشباب والناخبين الذين يدلون بأصواتهم لأول مرة والناخبين السود.
ماكين يتقدم بين المستقلين
غير ان ماكين تقدم بحسب الاستطلاع في صفوف الناخبين المستقلين مسجلا في فلوريدا تقدما بفارق نقطتين على خصمه في هذه الفئة الناخبة وفي اوهايو ارتفع أاييد المستقلين لماكين بفارق كبير وصل الى 11 نقطة.
وتوقعت مؤسسة غالوب الاحصائية التي تتمتع بمصداقية في مجال الاستطلاعات أن تتأثر مشاعر الناخبين بالبرنامج الذي سيظهر فيه أوباما على بعض القنوات التلفزيونية والذي يدوم 30 دقيقة «ولكن لا يمكن القول الآن ما إذا كان البرنامج سيؤثر سلبا أم إيجابا على مواقف الناخبين».
وسيبث هذا الاعلان اليوم على شبكات سي.بي.اس وان.بي.سي وفوكس، كما اوضح فريق حملة المرشح الديموقراطي.
تكاليف الإعلانات الانتخابية
واعتبر ايفان ترايسي المسؤول في مجموعة متخصصة في تحليل الاعلانات الانتخابية، ان تكلفة ظهور المرشح الديموقراطي على شاشة التلفزيون ستناهز 5 ملايين دولار.
ويقول الخبراء ان اجمالي المبالغ التي انفقها الديموقراطيون على الاعلان الانتخابي قد يناهز 250 مليون دولار. وسيتابع الاعلان ملايين المشاهدين، وقال ترايسي ان خطاب اوباما قبل مباراة البيسبول دليل على رغبته في التوجه الى الناخبين الذكور والشبان.
واضاف ان اوباما سيكون قد انفق في نهاية الحملة مبلغا يفوق بحوالي 100 مليون دولار ما انفقه منافسه الجمهوري على الاعلانات.
صراع على بنسلڤانيا
وحظيت ولاية بنسلڤانيا باهتمام ماكين وهي معقل للديموقراطيين حيث لم تصوت للجمهوريين منذ عام 1988.وتبادل المرشحان الاتهامات عن بعد امس الاول في بنسلڤانيا (شرق) احدى الولايات الرئيسية التي ستحدد الرئيس الـ 44 للولايات المتحدة.
وافاد استطلاع لصحيفة واشنطن بوست وشبكة اي بي سي نيوز ان اوباما يتقدم على منافسه بـ 7 نقاط (52 مقابل 45%) بينما افاد موقع ريلكلير بوليتكس الذي ينشر معدلا متوسطا لمختلف الاستطلاعات بان المرشح الديموقراطي يتقدم باقل قليلا من 6 نقاط (50.4 مقابل 43.6%).
وفي محاولة لتغيير الوضع، يقاتل ماكين من اجل الاحتفاظ بالولايات التي ربحها الرئيس جورج بوش عام 2000 ويأمل في انتزاع ولاية بنسلڤانيا من الديموقراطيين. ومن دون ان يفوز ببنسلڤانيا التي لم تصوت لاي مرشح جمهوري منذ 20 عاما فان فرص ماكين في الفوز بالبيت الابيض تبدو ضئيلة.
المرشحان الجمهوريان يظهران معاً
واختار ماكين ان يواصل حملته في بنسلڤانيا الى جوار المرشحة لمنصب نائب الرئيس على قائمته سارة بالين رغم ان وسائل الاعلام الاميركية تحدثت خلال الايام الاخيرة عن توتر بينهما.
وقال ماكين امام عدة الاف من انصاره في هيرشاي «عندما يقرر شخصان صريحان العمل معا فانهما لا يكونان دوما على اتفاق حول كل شيء ولكن هذا امر ممتع للغاية».
وصعد المرشح الجمهوري، الذي يقول انه سعيد لخوضه التحدي، لهجته ضد اوباما الذي يتهمه بانه ينتمي الى اقصى اليسار ويدعو الى تدخل الدولة في الاقتصاد ويسعى الى فرض مزيد من الضرائب.
وحذر ماكين، الذي يتوقع فوز الديموقراطيين في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي تجري في الوقت نفسه مع انتخابات الرئاسة، من تركز السلطة التنفيذية والتشريعية في يد الحزب الديموقراطي.
وحسب موقع ريلكلير بوليتكس فان اوباما يتقدم بفارق 10 نقاط في ولاية بنسلڤانيا ولكن المعسكر الجمهوري مازال يعتقد ان بوسعه الفوز بهذه الولاية. وكان المرشح الديموقراطي ال غور فاز بهذه الولاية عام 2000 بفارق 4 نقاط وفاز بها الديموقراطي جون كيري عام 2004 بفارق نقطتين فقط.
وكان اوباما خسر في بنسلڤانيا خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي امام منافسته هيلاري كلينتون.
أوباما: ماكين متفرج
وقال اوباما لانصاره في هذه الولاية خلال تجمع انتخابي في تشستر : «لا يمكننا ان نسمح لانفسنا بتهدئة الوتيرة (في الحملة الانتخابية)، لا يمكننا ان نجلس او نتقاعس يوما او دقيقة او ثانية خلال هذا الاسبوع الاخير، لا يمكننا ان نفعل ذلك عندما تكون الرهانات كثيرة الى هذا الحد».
واعتبر ان اقتراح ماكين بشأن توسيع نطاق التخفيضات الضريبية لن يؤدي الا الى مزيد من العجز في الموازنة ولن يعود بالنفع الا على الاكثر ثراء.
وقال «بينما كان بوش يتجه باقتصادنا مباشرة نحو الهاوية، كان ماكين جالسا على مقعد المتفرج، الان يريد ان يتولى القيادة».
وتوجه اوباما بعد ذلك الى فرجينيا (شرق).
وتبدو هذه الولاية، وفق الاستطلاعات، في متناول يد المرشح الديموقراطي رغم انها كانت تعتبر لسنوات طويلة معقلا للجمهوريين ولم تعط اصواتها لاي مرشح ديموقراطي للرئاسة منذ العام 1964.
وسيعقد اوباما في فلوريدا اول لقاء انتخابي له في حضور الرئيس الديموقراطي السابق بيل كلينتون.
اما ماكين فاختار ان يذهب بعد بنسلڤانيا الى كارولاينا الشمالية وهي ولاية اخرى فاز بها بوش في العام 2004 ويحتمل ان تذهب اصواتها الى اوباما هذا العام.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )