كشفت صحيفة سعودية عن إحباط قوات الأمن السعودية مخططا في العام 2003 لتفجير طائرة ركاب مدنية خلال اقترابها من مطار مدينة لــوس أنجــيليس الأميركــية.
وأوضحت المعلومات التي نشرتها صحفية «الوطن» أمس أن أحد عناصر «الفئة الضالة» في إشارة إلى عناصر القاعدة، الذين استسلموا لوزارة الداخلية السعودية عام 2003 بعد تضييق الخناق عليه من قبل قوات الأمن خلال بداية مكافحة الإرهاب في المملكة، كان يقف وراء هذا المخطط.
وأكدت الصحيفة أن علي الفقعسي، المكنى في تنظيم القاعدة بـ«أبو بكر» وعمره 32 عاما هو العقل المدبر لهذا «المخطط الإجرامي» ويتلخص المخطط بالسفر من المملكة إلى مطار إحدى دول أميركا الجنوبية عبر محطة أوروبية ومنها إلى دولة أخرى عبر مطار لوس أنجيليس تحاشيا لاستحالة الحصول على تأشيرة لأميركا ثم اختطاف الطائرة وتوجيهها نحو مطار لوس أنجيليس أبرز مدن ولاية كاليفورنيا في الغرب الأميركي وأكثرها كثافة سكانية، معيدين للأذهان أحداث 11 سبتمبر عام 2001 التي أزهقت فيها أرواح آلاف الأبرياء».
ووفق المعلومات، فإن المخطط يقتضي أن يتولى مهمة التنفيذ عدد من عناصر «الفئة الضالة» يتزعمهم أميركي من أصل عربي ليكون هو المسؤول عن خلية تنفيذ هذا المخطط وقد اعتقلته السلطات السعودية في العام 2003، وسلمته إلى نظيرتها الأميركية في فبراير عام 2005 وحكم عليه من إحدى المحاكم الأميركية بالسجن 30 عاما.
وجاءت عملية التسليم هذه في إطار التعاون الأمني بين البلدين الذي تم بموجبه تسلم السعودية لعدد كبير من معتقليها لدى السلطات الأميركية منذ 15 مايو 2003 حيث تسلمت المملكة خمسة من السعوديين المعتقلين لدى السلطات الأميركية في معتقل غوانتانامو، وسبق ذلك تسلم المخطط الأول لتفجيرات الخبر عـــام 1996 هاني الصايغ، الذي سلمته السلطات الأميركية لنظيرتــــــها السعوديـــة في شهر أكتوبر عام 1999 إضافــــة إلى أحــــد أبرز قيادات الصف الثاني في تنظيم القاعدة محمد القحطـــاني المكنى بـ«أبــو ناصر القحطاني» الذي سلــــم إلى السعـــودية في مايــو عام 2007 من القــوات الأميركيـــة في أفغانستــان.
وأوضحت المعلومات أن الفقعسي الذي قضى خمسة أعوام متنقلا بين الشيشان وأفغانستان قبل عودته متسللا إلى المملكة، لجأ إلى هذه الخـــطة بحسب المعلومـــات التي وصفته بـ «الخطر جدا» في محاولــة منه لتخطي عقبة الڤيزا (التأشـــيرة التي تمنح لطالب السفر إلى أميركا من سفاراتها في الخارج) بحيث يدخل المنفذون المرافقون للمواطن الأميركي إلى الأجواء الأميركـــية دون اضطرارهم إلى الحصـــول على ڤيـــزا، إذ إن مقـــصدهـــم بحسب بطاقات سفرهم هو الدولة الثالثة كمحــطـة أخيـــرة.
وبحسب المعلومات فإن المنفذين لمثل هذه المخططات ليس بالضرورة أنهم يعلمون عن نوع المخطط أو ملامح الهدف إلا قبل مدة قليلة جدا من وقت التنفيذ.
وورد اسم علي الفقعسي ضمن قائمة الـ 19 التي أعلنتها وزارة الداخلية السعودية في 7 مايو عـــام 2003 إلا أنه استسلم عبر أحد المشايخ البارزين وهو الشيخ سفر الحــــوالي في يونيو من العام نفسه بمدينة جدة بعد إحساسه بقرب القبض علـــيه من قبل الأجهزة الأمنيـــة وبعد صـــدور القائــــــمة بنحـــو شهـــرين.