واشنطن ـ أحمد عبدالله
بانتظار ما ستقوله صناديق الاقتراع التي تفتح اليوم لتصنع تاريخا جديدا لأميركا سواء بالتصويت لاختيار باراك اوباما كأول رئيس اسود او جون ماكين اكبر رئيس للبلاد على الإطلاق، أجمعت استطلاعات الرأي الاميركية التي أجرتها جهات أميركية مختلفة، وإن بنسب مختلفة، على تقدم المرشح الديموقراطي باراك اوباما على منافسه الجمهوري جون ماكين في السباق نحو شغل المكتب البيضاوي في البيت الابيض عشية فتح صناديق الاقتراع اليوم.
فقد كشفت سلسلة من استطلاعات الرأي لـ «رويترز» ومعهد زغبي نشرت نتائجها أمس تقدم أوباما في 6 من بين 8 ولايات رئيسية في المعركة ومن بينها أوهايو وفلوريدا.
وبحسب استطلاع جديد لصحيفة «يو أس إي توداي» ومؤسسة «غالوب» لاستطلاعات الرأي تقدم أوباما بـ 11 نقطة بين الناخبين المحتملين، ونال سيناتور ايلينوي 53% مقابل 42% لسيناتور اريزونا.
وشمل الاستطلاع 2742 ناخبا محتملا وأجرى عبر الهاتف في الأيام الـ 3 الماضية من الجمعة حتى الأحد وبهامش خطأ 2% وهو آخر استطلاع تجريه مؤسسة غالوب.
وفي استطلاع آخر لصحيفة «واشنطن بوست» وشبكة «أي بي سي» الإخبارية تقدم أوباما بفارق 11 نقطة على منافسه جون ماكين على المستوى الوطني وبـ 4 نقاط في 6 ولايات رئيسية مجتمعة بحصوله على 51% مقابل 47% لماكين، والولايات هي: فلوريدا وأوهايو وكارولاينا الشمالية ومونتانا وميسوري وإنديانا.
وقالت الصحيفة انه من أجل الفوز في ثلاثة من هذه الولايات، فلوريدا وأوهايو وكارولاينا الشمالية، على ماكين أن يبذل جهدا مضاعفا لتخطي الامتياز الذي ناله أوباما في التصويت المبكر إذ صب بغالبيته لصالح المرشح الديموقراطي.
وكشفت الصحيفة ان 3 من أصل 10 أميركيين صوتوا حتى الآن وصوت 59% منهم لأوباما مقابل 40% لماكين.
وبحسب نتائج استطلاع لمركز «بيو» للأبحاث تقدم أوباما بـ 6 نقاط على منافسه جون ماكين بنسبة 52% للأول و46% للثاني.
وقال المركز ان أوباما في طريقه ليكون المرشح الديموقراطي الأول الذي سيفوز بغالبية الأصوات منذ العام 1976 أي بأكثر من 50%.
وفي ولاية أوهايو التي تعتبر من الولايات الحساسة في السباق الرئاسي تقدم المرشح الديموقراطي بـ 52% مقابل 46% للمرشح الجمهوري بحسب استطلاع أجرته صحيفة «كولومبوس ديسباتش».
وقالت الصحيفة انه إذا حافظ أوباما على تقدمه هذا فإنه سيكون المرشح الديموقراطي الأول الذي يفوز في هذه الولاية بأكثر من 50% منذ أن حقق الرئيس الأسبق ليندون جونسون ذلك في العام 1964.
وإلا ان أوباما حذر أنصاره من المغالاة في الثقة بالنفس خلال تجمعات حاشدة في أوهايو.
وقال أوباما لأكثر من 60 ألفا من أنصاره في تجمع في كولومبوس بأوهايو «لا تظنوا ولو للحظة ان هذه الانتخابات انتهت».
وكان 80 ألفا آخرون في استقباله في كليفلاند، حيث أشعل نجم الروك بروس سبرينغستين حماس الحضور وقدم أوباما بنفسه.
واضاف «لا يسعنا ان نتباطأ او نجلس او نستريح ولو ليوم او دقيقة او لحظة خلال تلك الأيام القليلة».
ومن جانبه حاول منافسه ماكين كسب ود الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد في بنسلڤانيا وهي أفضل أمل له وربما آخر أمل في سرقة ولاية تميل للديموقراطيين تقليديا من أوباما مع سعيهما لكسب أصوات
270 عضوا في المجمع الانتخابي للفوز بسباق البيت ابيض.
كما زار ماكين أيضا بيتربورو في ولاية نيوهامباير وهي ولاية أخرى فاز فيها الديموقراطيون في انتخابات عام 2004 والتي حقق فيها ماكين نتائج طيبة في انتخابات عام 2000 وفي الانتخابات الاولية للحزب الجمهوري في وقت سابق من العام.
وقال ماكين في بنسلڤانيا «اصدقائي لقد خضت الكثير من الحملات، وأعرف متى تتحقق قوة الدفع، سنفوز في بنسلڤانيا وسنفوز في هذه الانتخابات، احس بذلك واشعر به بل أعرفه».
وشمل الطواف المحموم لماكين أمس الأول بنسلڤانيا ونيوهامبشير وميامي وأمس في 7 ولايات أخرى من بينها أريزونا موطنه.
وعلى الرغم من تقليل الدوائر السياسية الأميركية من فرص فوز ماكين استنادا الى استطلاعات الرأي الا ان كثيرين هنا يؤكدون ان الاقرار بوصول اوباما الى البيت الابيض مازال امرا من المبكر تأكيده.
ويستند هؤلاء الى عدة عوامل من الصعب التنبؤ بتأثيرها قد تؤدي الى تغيير الناخبين لآرائهم عند وصولهم الى صناديق الاقتراع الا انهم ايضا يعولون على قدرة ماكين على تحويل الانتخابات لصالحه في مرات سابقة لعل أبرزها في صيف عام 2007، حينما اظهرت الاستطلاعات تراجع فرصه في الفوز بحق الترشح عن حزبه في ظل تأييده لاستراتيجية الرئيس الجمهوري جورج بوش في العراق لاسيما قراره بزيادة قوام القوات الأميركية هناك الا ان ماكين عاد الى الساحة من جديد وقهر جميع منافسيه وانهى السباق التمهيدي على القمة.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )