تخطط إدارة الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما لتبني مقاربة جديدة تجاه الحرب في أفغانستان بما في ذلك إمكانية إجراء محادثات مع إيران ودعم الحوار بين الحكومة الأفغانية وعناصر من «طالبان».
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مستشارين في شؤون الأمن القومي للرئيس المنتخب ان هذا الأخير ينوي تجديد الالتزام الأميركي بملاحقة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وأن يجعل من ذلك إحدى أولويات الرئاسة المقبلة والوفاء بوعوده بتعزيز الوجود الأميركي العسكري في أفغانستان.
وقال مستشارو أوباما للصحيفة انه في حين من المتوقع أن تركز الإدارة الأميركية المقبلة على أهمية مواصلة العمليات الأميركية ضد مقاتلي «طالبان» المتمركزين في باكستان والذين يهاجمون القوات الأميركية في أفغانستان فإنها تنوي تذكير الأميركيين كيف بدأت المعركة ضد المتطرفين الإسلاميين في 11 سبتمبر 2001 قبل حربي أفغانستان والعراق والتركيز على ان محاربة «القاعدة» تبقى الأولوية الرئيسية للولايات المتحدة.
وقال أحد هؤلاء المستشارين عن بن لادن «هذا هو عدونا ويجب أن يكون هدفنا الرئيسي».
ولكن «واشنطن بوست» قالت إن فريق أوباما بعيد عن تحديد كيفية إعادة بن لادن مجددا الى صدارة جدول أعمال الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب.
واطلع أوباما على أول تقرير مخابراتي على مستوى رفيع باعتباره الرئيس المنتخب في الأسبوع الماضي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري أميركي كبير ان إدارة بوش حافظت على مسافة بينها وبين إيران ولكن «إذا ما نظرنا إلى المستقبل فسيكون من المفيد أن يكون لدينا محاور إيراني» لاستكشاف الأهداف المشتركة، وأضاف ان الإيرانيين «لا يريدون أن يتسلم المتطرفون السنة زمام السلطة في أفغانستان وهو أمر نرفضه نحن أيضا».
وقال عدد من المستشارين للصحيفة ان أوباما منفتح على دعم الحوار بين الحكومة الأفغانية وعناصر من «طالبان» من دعاة المصالحة.
وإذ أشارت الصحيفة إلى ان الجنرال ديڤيد بيترايوس قائد القيادة العسكرية الأميركية الوسطى ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأدميرال مايكل مولان سيبقيان في منصبيهما بعد تسلم الإدارة الجديدة مهامها، نقلت عن مسؤول في وزارة الدفاع ان بيترايوس يؤيد مقاربة أوباما الأكثر إقليمية تجاه أفغانستان ويرحب «بسجال حول الأهداف والحاجات» فيما يتعلق بعملية بناء الأمة هناك.
لقاء البيت الابيض
وكان اوباما وزوجته ميشيل التقيا الرئيس جورج بوش وزوجته لورا في البيت الأبيض امس الأول.
وناقش الرئيسان الأزمة المالية العالمية وحربي العراق وافغانستان والتحديات التي سيتركها بوش لخليفته الديموقراطي.
وفي الوقت الذي اجتمع فيه الرجلان صحبت لورا بوش ميشيل اوباما إلى داخل مقر الإقامة في البيت الأبيض وقاما بجولة داخل ما سيصبح قريبا منزل أسرة اوباما.
ويقوم الرئيس المنتخب عادة بزيارة الى البيت الأبيض في الفترة بين انتخابه وتنصيبه لكنه عادة يتمهل فترة اطول مما فعل اوباما.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو ان المحادثات بين الرئيسين كانت «بناءة وودية».
ونقل عن بيرينو قولها إن بوش والرئيس المنتخب أجريا محادثات مطولة وأن الرئيس وصفها بالجيدة والبناءة والمريحة والودية.
وأوضحت أن بوش وعد مرة جديدة بأن تتم المرحلة الانتقالية بهدوء، مشيرة إلى أن بوش زار مع أوباما مكتب الرئيس وغرفة لينكولن والغرف التي قد تشغلها ابنتا أوباما وزوجته.
وكان الصحافي الأميركي بوب وودورد قال ان الرئيس بوش أخبره خلال لقاء جرى بينهما بأنه سيطلب من أوباما مواصلة «الحرب على الإرهاب». ونقل وودورد عن بوش قوله: سأطلب من اوباما ألا يدعها تفشل، وان يواظب أكثر في الحرب على الإرهاب».
«لا قرار بعد بشأن غوانتانامو»
وقال مستشار رفيع في السياسة الخارجية للرئيس الأميركي المنتخب ان اوباما لم يتخذ بعد قرارا بشأن كيفية محاكمة المعتقلين في معسكر خليج غوانتانامو لكنه مازال ملتزما باغلاق السجن وذلك في حين حثت جماعات لحقوق الإنسان على التحرك السريع لهذه الغاية.
وحثت خمس جماعات لحقوق الإنسان الحكومات الاوروبية على استقبال سجناء غوانتانامو الذين يمكن ارسالهم الى بلادهم خشية تعرضهم للاضطهاد بينما دعت جماعة سادسة الرئيس المنتخب الى توقيع أمر بإغلاق معسكر السجناء يوم توليه منصبه.
وقال دنيس ماكدونو كبير مستشاري اوباما للسياسة الخارجية ان اوباما يتفق مع الرأي القائل إنه يجب اغلاق سجن غوانتانامو لكن لم يتخذ بعد قرارا بشأءن كيفية المضي قدما في هذا الشأن.