دعا الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما ومنافسه السابق في الانتخابات الرئاسية الجمهوري جون ماكين امس الى «حقبة جديدة من الاصلاحات» لتسوية الازمة الاقتصادية ووضع قوانين جديدة حول الطاقة وحماية الامن القومي.
وقال المسؤولان في بيان في ختام لقاء عقداه في شيكاغو «في هذه الحقبة التاريخية نؤمن بان الاميركيين من كل التيارات يرغبون ويحتاجون لان يعمل المسؤولون في البلاد معا لتغيير عادات واشنطن السيئة لنتمكن من تسوية التحديات المشتركة والطارئة التي تحدق بنا».
وبعد ان وصفا مباحثاتهما بانها «بناءة» اكدا انهما اتفقا على ضرورة «اطلاق حقبة جديدة من الاصلاحات، سنكافح خلالها تبديد المال العام وصراع الاحزاب».
واكدا على رغبتهما في «العمل لاعادة الثقة بالحكومة واعادة الازدهار» الى البلاد.
واعلنا املهما في العمل معا في الاسابيع والاشهر المقبلة لمواجهة التحديات الاساسية مثل «الازمة المالية» وانشاء «اقتصاد جديد خاص بالطاقة» وحماية «أمننا القومي».
وكان اوباما قد أكد امس الاول الوعود التي قطعها خلال حملته الانتخابية بشأن اغلاق معتقل غوانتانامو وسحب القوات الاميركية من العراق.
وقال اوباما في اول لقاء تلفزيوني له في اطار برنامج «60 دقيقة» على محطة «سي بي اس» منذ انتخابه في الرابع من نوفمبر «قلت مرارا اني اريد اغلاق غوانتانامو وسافعل ذلك».
خطة لسحب القوات
وبشأن الحرب في العراق التي قتل فيها اكثر من 4 آلاف عنصر من القوات الاميركية منذ 2003 جدد اوباما تأكيد وعوده.
واوضح «قلت خلال حملتي الانتخابية ومازلت متمسكا بهذا الموقف: ما ان اتولى مهامي ساطلب من هيئة الاركان والمسؤولين عن الامن القومي وضع خطة لسحب قواتنا» من هذا البلد.
وينوي اوباما من خلال هذه الخطوة تخصيص عدد اكبر من الجنود وميزانية اكبر للحرب في افغانستان التي جعلها اولوية في سياسته الخارجية.
وفي حين تحسن الوضع على الارض في العراق منذ سنة يريد اوباما الذي عارض اجتياح هذا البلد في العام 2003، سحب القسم الاكبر من القوات الاميركية في غضون 16 شهرا اي بحلول صيف العام 2010.
إجماع بشأن الاقتصاد
وعلى الصعيد الاقتصادي اكد اوباما ان «عمله كرئيس سيكون التأكد من ان الادارة تعيد بناء الثقة» في الاسواق المالية وفي صفوف المستهلكين والشركات.
وشدد على اهمية مكافحة الانكماش حتى لو اقتضى ذلك تفاقم العجز في الميزانية. وقال اوباما ان الازمة الاقتصادية اثارت اجماعا لدى خبراء الاقتصاد «حول ضرورة اتخاذ كل الاجراءات الضرورية لانعاش الاقتصاد وضرورة انفاق الاموال لتحفيز الاقتصاد».
وبشأن الصعوبات الكبيرة التي تواجهها شركات صناعة السيارات في الولايات المتحدة والتي اعلنت كبراها «جنرال موتورز» انها ستفتقر الى السيولة اعتبارا من العام المقبل، ايد اوباما فكرة وضع خطة انقاذ لهذا القطاع. وقال ان «افلاس صناعة السيارات سيشكل كارثة».
من جهة اخرى رفض اوباما الحديث عن الموعد الذي سيكشف فيه عن اسماء اعضاء حكومته مكتفيا بالقول «قريبا».
وقال الرئيس المنتخب الذي رافقته زوجته ميشال ان هذه الاخيرة «ستبتكر دورا خاصا بها»كسيدة اولى وانها تنوي الاهتمام بتربية ابنتيهما ساشا وماليا.
وردا على سؤال حول احتمال وجود حماته في البيت الابيض، قال ان بامكانها الاقامة فيه «اذا ارادت ذلك».
وقال اوباما عندما سئل عما اذا كان اعتاد على فكرة انه سيصبح الرئيس الرابع الاربعين للولايات المتحدة «ثمة الكثير من التفاصيل التي لم نعتد عليها بعد... فلا يمكننا مثلا الخروج للتنزه في الشارع مثلا».
في غضون ذلك قالت صحيفة واشنطن بوست امس ان باراك أوباما الرئيس الأميركي المنتخب بعث قبل انتخابه رسائل للعاملين في 7 اجهزة اتحادية حدد فيها أهدافه للتغيير.
وذكرت الصحيفة ان كل الرسائل عدا واحدة كتبت يوم 20 اكتوبر في مسعى من جانب المرشح الديموقراطي «لكسب ود الناخبين العاملين في الاجهزة الاتحادية قبل انتخابات» الرابع من نوفمبر الماضي.
وقالت واشنطن بوست ان رسائل أوباما تكشف عن حرصه على توجيه رسالته الى العاملين في الاجهزة الاتحادية والاستفادة من استيائهم من سياسات خفض التمويل والعمالة التي اتبعتها ادارة الرئيس الجمهوري جورج بوش طوال سنوات.
وتحدد الرسائل أهداف أوباما في تقليص العقود الممنوحة للشركات الخاصة وازالة الرقابة على الابحاث العلمية وتشديد الاحكام التي تحمي العاملين الاتحاديين وتحمي البيئة.