دمشق ـ هدى العبود
دعا وزير الداخلية السوري اللواء بسام عبدالمجيد الدول والهيئات المشاركة في الاجتماع الأمني لدول جوار العراق في دمشق امس الى الخروج بتوصية تؤكد على «أن ارض العراق لن تكون منطلقا لأي أعمال عدائية ضد أي دولة من دول جوار العراق تحت أي ظرف من الظروف».
وأكد اللواء عبدالمجيد في كلمته أمس امام الاجتماع الأمني لدول جوار العراق الذي غابت عنه السعودية «ان سورية مازالت تتخذ جميع الإجراءات اللازمة لضبط حدودها مع العراق لتحقيق الأمن المشترك بينهما وتبدي دائما تعاونها الصادق في مجال مكافحة الإرهاب والجرائم بجميع اشكالها مع العراق ومع دول الجوار».
وشدد الوزير السوري على ان الأمن مسؤولية مشتركة ويجب ان يتعاون الجميع على تحقيقها وقال «تحقيق الأمن بحاجة الى تعاون جميع دول الجوار لمكافحة الجرائم أيَّا كان نوعها خاصة جرائم الإرهاب».
ودعا الوزير السوري أبناء الشعب العراقي للمصالحة الوطنية بما يكفل وحدة العراق أرضا وشعبا وضمان سيادته واستقلاله مشيرا الى ان هذا «لن يتحقق إلا بخروج القوات الأجنبية من أراضيه».
من جهته طمأن وكيل وزارة الخارجية ورئيس وفد العراق لبيد العباوي جيران العراق لجهة عدم استخدام أراضيه ممرا أو منطلقا لتهديد أمن واستقرار دول الجوار، مشيرا إلى أن الاتفاقية الأمنية تؤكد وبشكل واضح على الالتزام بهذا الموقف والمعنية بسحب القوات الأميركية من العراق في عام 2011.
ملاحظات
وأبدى العباوي في كلمته عددا من الملاحظات أهمها أن العراق سيتقدم خلال هذا الاجتماع بورقة عمل تتضمن أهمية التعاون والتنسيق في مجالات الارهاب والجريمة والتعاون من خلال الاتفاقية الثنائية على تسليم المحكومين من العرب والأجانب ودعا إلى العمل بشكل أفضل للوصل إلى آلية محكمة لتبادل المعلومات التي من شأنها تعزيز التعاون في هذا المجال وشدد على أن العراق لا يمكن أن يكون ملاذا آمنا للجماعات الإرهابية أو في أي دولة من دول الجوار ومنع عمليات التسلل بجميع أشكاله والتي تحول دون إقامة مقرات أو مراكز لتدريب العناصر المتطرفة بما يقوي ويساهم في أمن واستقرار العراق.
وأكد العباوي في تصريحات لـ «الأنباء» ان: الاجتماع يبحث التطورات الإيجابية في العراق وسيتوقف عند بعض الصعوبات التي يجب معالجتها من أجل ضمان أن يكون التطور في العراق تطورا مستقرا وثابتا ويؤمن استقرار العراق واستقرار المنطقة».
وأضاف على هامش الاجتماع «العراق سيؤكد في البيان الختامي أن الأرض العراقية لن تستخدم ممرا أو منطلقا للعدوان على دول الجوار أو لتهديد أمن دول الجوار».
ومضى العباوي قائلا «أفضل طريقة لعدم تكرار هذه الحوادث المؤسفة أن يكون هناك مزيد من التعاون والتنسيق بين سورية والعراق وجميع دول الجوار».
موضحا: هناك قرار سياسي واضح من قبل سورية بدعم العراق واستقلاله وكل الأمور الأخرى تفاصيل وتجليات لهذا الموقف السياسي».
هدف أمني
وفي رده على سؤال يتعلق بما قاله وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري خلال زيارته لدمشق من أن ضربة السكرية كان المقصود منها هدفا أمنيا عراقيا قال العباوي «نعم حصلنا على ما نريد»، لكنه رفض أن يكشف عن اسم هذا الهدف أو هويته.
وردا على سؤال حول مدى تأثير غياب السعودية على اجتماع دول الجوار: «أقدر عاليا ما قاله وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز عندما قال ان هناك متسللين من المملكة العربية السعودية يدخلون إلى العراق ويرتكبون جرائم إرهابية داخل العراق».
من جانبه، أعرب مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية السفير عبدالرحمن صلاح عن تفاؤله للتحسن الأمني الذي حققه العراق على أرض الواقع وما أنجز على صعيد تطوير قدرات القوات العراقية بما يمكنها من تولي مسؤولياتها الوطنية في فرض وحفظ الأمن.
وأشار إلى أن سيادة العراق ستظل منقوصة وغير كاملة ما لم يستعد العراق كامل سيادته وأن يكون الهدف الأساسي لجهود جميع الأطراف الإقليمية والدولية والقاعدة الأساسية لعملية المصالحة الوطنية وإعادة البناء، وجدد موقف بلاده بالتزامها باحترام إرادة الشعب العراقي والترحيب بما يقرره العراق من خلال مؤسساته الدستورية وفي إطار عملية ديموقراطية بين جميع الأطراف في سبيل استعادة العراق لمكانته الطبيعية في المجتمع الدولي وإنهاء خضوعه لولاية الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة.
وأكد أن مصر وجميع الدول العربية لا تقبل أن يكون العراق مصدرا للاعتداء على أي دولة مجاورة أو مصدر تهديد لأي من جيرانه ولا يقبل في الوقت ذاته أن يأتي للعراق تهديد أو اعتداء أو تخريب من جيرانه.