دمشق ـ هدى العبود
اكد العماد ميشال عون رئيس تكتل التغيير والاصلاح النيابي في محاضرة القاها في جامعة دمشق بحضور مسؤولين سوريين كبار امس على ان اسرائيل لن تكون لها غلبة بعد ان منيت بالهزيمة في حربها مع لبنان عام 2006.
كما تطرق العماد في محاضرته للعلاقات اللبنانية ـ السورية متهما «بعض القوى العظمى» بالعمل على عدم عودة تلك العلاقات إلى طبيعتها.
وقام عون في يومه الثاني من زيارته التاريخية لسورية التي وصلها اول من امس بزيارة لجامعة دمشق حيث استقبل بحفاوة بالغة من قبل اساتذتها وطلابها.
كما زار عددا من الكنائس والمقار البطريركية في دمشق. واكد عون أن إسرائيل لم تشف بعد من تبعات هزيمتها في العام 2006، وقال: «لم تستطع تهديدات المسؤولين الإسرائيليين المستمرة بضرب لبنان ومقاومته وبنيته التحتية أن ترفع من معنويات قواتهم المسلحة أو ترهبنا».
المعجزة اللبنانية
ووصف انتصار المقاومة اللبنانية بالمعجزة بقوله: «هذه المعجزة تمت على أيدي المقاومين وفرضت معادلة عسكرية جديدة ستبقى قائمة ما بقي مجتمعنا يواصل دعمه للمقاومة».
وأضاف: «بالرغم من تخاذل بعضنا أحيانا استطاعت أن تحقق المقاومة الانتصار» مشددا على أن «إسرائيل أصيبت بالهزيمة ولن تكون لها غلبة بعد الآن ولن ينقذها التدريب الجديد لوحداتها العسكرية فالموضوع يتخطى تقنيات استخدام السلاح والقتال ليصيب الثقة بالنفس والقدرة على الاستمرار في معركة مع لبنان».
وقال ان «حجم القوة ومستوى التدريب كانا أكثر من كافيين ولكن الشعب الإسرائيلي الذي يولد ويموت في الحروب دون أمل في الوصول إلى السلام المنشود فقد معنوياته وخسر إرادة القتال وهنا يكمن السبب الحقيقي للهزيمة».
السلام مناط بحل مشكلة اللاجئين
ورأى عون أن «السلام يبدأ بحل مشكلة اللاجئ الذي طرد من أرضه ومن ثم إعادة الحقوق لأصحابها فلا سلام دون عدالة ولا عدالة بلا احترام الحقوق، وخلاف ذلك فالحلول سراب».
وقال: «لايمكن لإسرائيل أن تتصرف عكس مسار التاريخ وتتحدى التطور الإنساني بعصبية لم تعد مقبولة».
وأضاف انه «مع سقوط الفكر الأحادي وسير المجتمعات باتجاه التعددية التي بدأت تعم العالم تعلن إسرائيل نفسها دولة يهودية وتؤكد على ذلك برفض حق العودة للفلسطينيين».
وقال: «بعد أن كان المُضطهَد يطالب بأرض يعيش فيها تحول إلى مُضطهِد يرتكب المجازر ويهجر ويستولي على الأرض ويقضي على هويتها».
وأشار إلى أن «عوامل اليأس والإحباط التي ضربت الشعب الإسرائيلي تفرض على إسرائيل الإسراع في التغيير من مقاربتها للاحوال وإلا وجدت نفسها على مسار الانهيار».
ولفت عون إلى ان «الذاكرة تبقى مشدودة إلى آخر الأحداث وذاكرتنا اليوم مشدودة إلى حرب لبنان وحصار غزة وكأننا نسينا جذور المشكلة ومسببيها مما يتيح لهم التلطي والهروب من مسؤولية أعمالهم».
انتقاد الأمم المتحدة
وقال: «المشكلة وجدت نتيجة قرار من الأمم المتحدة قضى بتقسيم فلسطين متجاهلا ما تزخر به تلك المنطقة من مقدسات تتقاسمها الديانات السماوية الثلاث ما يجعل السيطرة عليها من فريق ما إعلانا لحرب الآلهة على الأرض، تشتعل نارها تارة وتخبو طورا وفق الظروف ولكنها لا تنطفئ أبدا».
وحمل عون الأمم المتحدة مسؤولية ما يحدث في فلسطين وقال: «تعتبر الأمم المتحدة المسؤولة الأولى عن تغطية جميع أعمال الأذى التي قامت بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني».
وفي معرض حديثه عن قصور الأمم المتحدة في حماية الفلسطينيين اشار إلى وجود من يعمل على إلغاء مفعول القرار 194 الذي ينص على حق العودة للاجئين الفلسطينيين من خلال الضغط لقبول تسوية تلغي هذا الحق.
وقال «إذا لم تصل القضية الفلسطينية إلى حل عادل تتحمل فيه الأمم المتحدة مسؤوليتها فإن النهاية ستكون أقرب مما نتصور وأكثر مأساوية من البداية، تنعكس فيها الأدوار، تلك هي حتمية التاريخ».
وخاطب عون المجتمعات العربية بالقول «أتوجه إلى مختلف المجتمعات العربية بأن يعقدوا العزم على الوصول إلى مجتمع عربي حضاري وحديث أكثر فاعلية وتضامنا واستعدادا لمواجهة تحديات العصر، لنتحول عندئذ من مجتمع تبعي إلى مجتمع طليعي».
وفي نهاية المحاضرة سلم رئيس الاتحاد الوطني للطلبة السوريين هيثم سطايحي العماد عون درع الاتحاد الوطني لطلبة سورية.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )